لماذا وإلى أين ؟

آيت الطالب يكشفُ أرقاماً مُــرعبة عن الصحة النفسية و العقلية بالمغرب (فيديو)

وسيم الفايق/صحافي متدرب

كشف وزير الصحة، خالد آيت الطالب، معطياتٍ و أرقاماً صادمة، حول الندرة التي يعاني منها المغرب على مستوى الموارد البشرية، في مجال الصحة العقلية و النفسية.

و في إجابته عن أسئلة النواب، يوم أمس الاثنين 19 دجنبر، تطرق وزير الصحة، للوضع المقلق الذي يعاني منه مجال الصحة النفسية و العقلية بالمغرب.

و أوضح، آيت الطالب، أن ضعف الموارد البشرية هو أحد أبرز العوائق التي تقف في طريق إصلاح و تحسين الرعاية الصحية في هذا المجال، حيث قال أن عدد الأطباء الإختصاصيين في الطب النفسي لا يتجاوز 121 طبيبا، منهم 11 طبيبا التحقوا سنة 2021، و 15 التحقوا سنة 2022، و لم يتعدَّ عددُ الخريجين من هذه الفئة سبعة أطباء نفسانيين.

و أضاف: ” يتوفر المغرب على أقل من طبيب نفساني لكل مئة ألف نسمة، مقارنة مع المعدل العالمي المقدر في 1.7 لكل مائة ألف نسمة، في حين أن معدل الدول الأوروبية بلغ 9.4 لكل مائة ألف نسمة”، موضحا أن المغرب متأخر جدا مقارنة مع ما حققته الدول المتقدمة في مجال الصحة النفسية، و تابع “عدد المساعدات الإجتماعيات لا يتتجاوز في القطاع العام 14″، و وصف هذه الأرقام بكونها “مرعبة”، و تدق ناقوس الخطر.

و أشار، الوزير، في معرض حديثه، إلى أن هذه المعطيات، تدل على أن الطلب على هذه الإختصاصات شبه منعدم، و أن الطب النفسي هو آخر اختيار لدى طلبة الطب عند التخصص.

كما أكد الوزير، على ضرورة التحفيز المعنوي للأطباء و الممرضين المختصين في الأمراض النفسية، و تحسين الظروف و البيئة التي يشتغلون فيها، و على ضرورة “الدفع في اتجاه ملاءمة الإطار القانوني لمهنة الأخصائي النفسي”؛ لتمكينه من حقوقه و تحديد صلاحياته ليساهم في التكفل بالأمراض النفسية.

كما بين ذات المسؤول الحكومي، أن الوزارة تعمل على استمرار إنشاء مصالح الطب العقلي المندمجة بالمستشفيات العامة، بحيث يتم تجهيز ثلاث مستشفيات للصحة العقلية في كل من أكادير و القنيطرة و بني ملال؛ و التي تضم تقريبا 120 سرير لكل مستشفى و تعتمد في تصميمها و تنظيمها على معايير دولية.

و جاءت المعطيات التي أدلى بها وزير الصحة، في معرض إجابته، على الأسئلة و الإشكالات التي عرضها النواب، بمجلس النواب؛ حيث طالب الفريق الحركي بفتح النقاش حول موضوع “الصحة النفسية بالمغرب”؛ في سياق يتسم بارتفاع حالات الاكتئاب و الاضطرابات الذهنية و حالات الإدمان و السلوك الانتحاري، في مقابل قلة الموارد البشرية المتخصصة، و ضعف الطاقة الاستيعابية السريرية بالقطاعين الخاص و العام.

كما، تحدث نائب الفريق الاشتراكي، عن الدراسة التي قام بها المجلس الاقتصادي و الاجتماعي، و التي خلصت إلى أن 48.9 في المائة، من المغاربة فوق 15 سنة، عانوا من اضطرابات نفسية، مشيرا إلى أن المرض النفسي لا يجب أن نتعامل معه كــ”طابو” و أن يتم النقاش حوله بكل وضوح و موضوعية.

و في نفس السياق، تحدثت، نائبة عن الفريق الوطني للتجمع و الأحرار؛ مشيرة إلى أن نتائج الدراسة الوطنية التي أنتجتها وزارة الصحة و الحماية الصحية سجلت ارتفاعا مهولا للإضطرابات النفسية، و التي اتسعت و ارتفعت بسبب مخلفات جائحة كوفيد 19، و أننا اليوم أمام وضع مقلق يستوجب منا حلولا عاجلة، بحيث طالبت الوزارة لوضع خطة فعالة و سياسة عمومية صحية اجتماعية واضحة، في مجال الصحة النفسية، مع التأكيد على رفع الميزانية المخصصة للمخطط الوطني للصحة النفسية و العقلية و تخفيض أسعار الأدوية المخصصة بعلاج الأمراض العقلية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x