هل تستنسخُ مُـبادرةُ الرباح تجـربة “حركة لكل الديمقراطيين” في صيغتها الإسلامية؟

محمد أسوار/ آشكاين

أطلق القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية؛ عزيز الرباح؛ مبادرة غامضة الأهداف أسماها ”الوطن أولا ودائما”، تضم فاعلين سياسيين وأعضاء سابقين ”مغضوب عليهم” وسط الحزب الذي يصف نفسه بالإسلامي.

وباستثناء ورقة تحضيرية تصف المبادرة بـ ”إطار مغربي جديد مؤطر بقيم المجتمع المغربي ومنفتح على كل الثقافات والقيم الإنسانية العالمية النبيلة”، و”دينامية مجتمعية تعتمد رؤية واضحة وكاملة للانخراط النوعي والفعال في المجهود التنموي لبلادنا”؛ فإن الأهداف الحقيقية لما أقدم عليه الوزير السابق؛ تبقى غير واضحة المعالم، حول ما إذا كانت تيارا سياسيا يُجابه إخوانه القدامى، أعداءه الجدد، أم أنها مجرد مبادرة لا حمولة سياسية لها.

ويرى الخبير السياسي، رشيد لزرق، أن مبادرة الرباح ” ترمي إيجاد موطن قدم لها في المشهد السياسي من خلال تقديم الجمع العام التأسيسي لها تحت أسم ” الوطن أولا ودائما””.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة ابن طفيل القنيطرة؛ في تصريح لـ ”آشكاين”؛ أن اسم عزيز الرباح. كقيادي و وزير سابق في حكومتي ”البيجيدي’‘، يدفع نحو اعتبار مبادرته؛ رغم نفي الرجل؛ ‘’مقدمة للجناح البرغماتي في العدالة والتنمية الساعي لتقديم مبادرة تجمع الإسلامين البرغماتين، الرافضين لمقاربة الأبوية والصدامية لعبد الاله بنكيران”.

وعما إذا كان الرباح قد استنسخ تجربة ”حركة لكل الديمقراطيين”، التي انبثق منها حزب الأصالة والمعاصرة؛ أوضح لزرق أن المبادرة تختلف عن تشكيل “الحركة لكل الديمقراطيين” لأسباب محددة، وإن كان قاسمها المشترك هو التمهيد لإنشاء حزب سياسي؛ برِهان الرباح على جميع الإسلاميين البرغماتين بالانفتاح على قيادات في العدل والإحسان والبديل الحضاري.

وشدد على أن المبادرة تختلف مع الحركة التي كان قد جاء بها فؤاد عالي الهمة، لأن ”مكانة الرجل في النظام السياسي أحدثت رجة سياسية خاصة بعد سياق انتخابات 2007، التي شهد عزوفا انتخابيا قويا، الأمر الذي لا يملكه عزيز الرباح الذي يرمي إلى شغل مكان العدالة والتنمية في صيغته البرغماتية”.