لماذا وإلى أين ؟

الحُسَيْني يستعرض أربعة عوامل وراء إنجازات الدبلوماسية المغربية في 2022

حققت الدبلوماسية المغربية خلال سنة 2022، إنجازات مهمة، ساهمت في حضور وازن وقوي للمغرب على الساحة الدولية، كما أفضت إلى تغيير العديد من الدول العظمى موقفها من نزاع الصحراء، وعلى رأسها أمريكا التي جددت إدارتها في عهد الديمقراطيين بزعامة جو بايدن موقف خلفها، بشأن مغربية الصحراء.

وإذا كانت قضية الصحراء هي محور السياسة الرسمية للخارجية للمملكة، خلال السنوات الأخيرة؛ إلا أن ذلك يتماشى مع دبلوماسية موازية كان لها دور حاسم في التموقع القوي للمغرب دوليا.

في هذا الصدد؛ أرجع، تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، نجاح الدبلوماسية المغربية، إلى عوامل عدة أو ما أسماه بالدبلوماسية الاقتصادية وأيضا دينية وثالثة رياضية، وأخرى وصفها بالدبلوماسية البرلمانية، وكذلك الدور الذي يلعبه الباحثين والأساتذة الجامعيين في خدمة القضايا الاستراتيجية للمغرب على المستوى الخارجي.

وشدد الحسيني ضمن حديثه لجريدة ”آشكاين” على أن الدبلوماسية الاقتصادية تنبني أساسا على انفتاح المغرب على دول مثل روسيا والصين، في مجالات اقتصادية مثل الصيد البحري والفوسفاط، لخلق توازنات وفق منطق ”رابح رابح”.

وأوضح الحسيني أن المغرب لم يعد يعتمد؛ منذ خمس سنوات؛ على سياسة ”وضع البيضة في سلة واحدة”، كما تخلى عن سياسة الكرسي الفارغ، عبر تنويع الشركاء، وهو ما يعكسه انفتاحه على روسيا والصين وتركيا وعلى بلدان القرن الافريقي.

هذا التوجه كان واضحا خلال خطاب الملك محمد السادس، في مناسبات عديدة، ومنها بالخصوص خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب؛ يوم 20 غشت 2022؛ حين قال بالحرف “أوجه رسالة واضحة للجميع؛ إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.

كما أن الملك أكد في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء للسنة الجارية، أن توجه المغرب في الدفاع عن مغربية الصحراء يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.

وتتجلى الدبلوماسية الروحية للمغرب؛ وفق الحسيني دائما متحدثا لـ ”آشكاين”، في الدور الأساسي الذي يلعبه الفقهاء وعلماء الدين في توطيد العلاقات بين المغرب بعمقه الافريقي. وهكذا قام المغرب، بتكوين أئمة في دول افريقية، بلغ عددهم؛ على سبيل المثال؛ 500 إماما بدولة مالي.

كما استحضر المتحدث دور الزوايا؛ ومنها على الخصوص التيجانية والدرقاوية، في ترسيخ هذه الدبلوماسية الروحية.

وعرج نفس الأستاذ الجامعي إلى ما وصفه بالدبلوماسية الرياضية، وكيف صارت إنجازات الرياضة المغربية، تلعب دورا محوريا في السياسة الخارجية للمملكة.

وأعطى على ذلك نموذج بتأهل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كاس العالم؛ وكيف أن رئيس دولة عظمى مثل بايدن يجلس إلى جانب رئيس الحكومة المغربية لمشاهدة مباراة المغرب وفرنسا.

وأكد أن الإنجاز غير المسبوق عربيا وافريقيا لأسود الأطلس، ساهم في التعريف بالمغرب على المستوى العالمي، وأن تموقعه العالمي يشمل أيضا الرياضة.

وأبرز أن الإنجاز أبان عن وحدة المغرب من شماله إلى أقصى جنوبه، حيث رفرفت الأعلام الوطنية في جميع المدن، بما فيها مدن الصحراء المغربية، ابتهاجا وفرحا بما حققه المنتخب في المونديال.

وقال الحسيني إن المغرب قطف ثمار هذه الدبلوماسية التي ساهم فيها أيضا برلمانيون وباحثون وأساتذة جامعيون، عبر إشادة مجلس الأمن الدولي في جلسة خاصة له بمقترح الحكم الذاتي وأيضا اعتباره للجزائر طرفا في النزاع، ودعوته لها بالعودة إلى الموائد المستديرة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

التعليقات مغلقة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد