2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هذه فواجعُ وحَّـــدت المغــاربة سنة 2022

عاش المغاربة؛ طيلة سنة 2022؛ أفراحا وانتهت السنة بالفرحة الكبرى المتمثلة في ببلوغ المنتخب المغربي نصف نهائي كأس العالم، لكن في المقابل، طبعت العام الذي يطل على نهايته، مأساة وأحداثا تمزج بين الموت والألم.
في هذا التقرير نستعرض بعض الفواجع التي وحدت الرأي العام الوطني خلال سنة 2022:
فاجعة ريان
أثارت قضية الطفل ريان الذي سقط في بئر بضواحي شفشاون؛ شهر فبراير من السنة الجارية، اهتماما تخطى حدود المملكة ليلقى تعاطفا عالميا.
حادث الطفل الذي انتهى، بإعلان وفاته يوم 5 فبراير، شكل أحد أبرز المحطات المأساوية التي شهدها المغرب خلال سنة 2022.
وكان ريان البالغ من العمر خمس سنوات، حديث الكل لخمسة أيام كان قضاها داخل جب عمقه 32 مترا بمنطقة إغران في إقليم شفشاون.
ولقيت قضيته شهرة و تعاطفا واسعا، حيث تابع ملايين الأشخاص عبر العالم، على الهواء و ببث حي مختلف مراحل محاولة إنقاذه التي سخرت من أجلها كل الإمكانيات، إلا أن قدره كان أن يموت ويترك ألما أبكى العالم بأسره.
وحظيت قصة ريان بتغطية إعلامية كبيرة و حازت اهتمامًا رسميًا وتعاطفًا تعدى حدود قريته، وأصبحت قضيته قضية رأي عام داخل المملكة وخارجها.
مباشرة بعد إعلان خبر وفاته بشكل رسمي؛ عبر بلاغ للديوان الملكي ليلة السبت 05 فبراير؛ رثاه العديد من رؤساء الدول والسياسيين والمنظمات الدولية والفنانين وحتى أندية رياضية عديدة، مثل برشلونة وباريس سان جيرمان ومانشتر يونايتد…
فاجعة خريبكة
لقي 29 شخصا وأصيب أكثر من 37 آخرين؛ بينهم أطفال؛ بجروح متفاوتة الخطورة في حادثة سير مأساوية؛ شهر غشت الماضي؛ على مستوى الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين مدينتي خريبكة والفقيه بنصالح.
وتباينت ردود الأفعال حول أسباب الفاجعة التي تنضاف إلى سلسلة من حرب الطرقات التي باتت تحصد أرواح المغاربة على الطرقات بشكل مفجع؛ خصوصا في السنوات الأخيرة. من حديث عن غياب المراقبة وتهور السائق والسرعة؛ وعن الوضعية المزرية للطرق الوطنية.
وقضت ابتدائية خريبكة بإدانة سائق الحافلة بأربع سنوات سجنا نفاذة وغرامة تبلغ 2200 درهما.
فاجعة الكحول
قضى ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم؛ خلال نهاية شهر شتنبر الماضي؛ بمدينة القصر الكبير، بعد استهلاكهم لمشروبات كحولية مغشوشة.
وتكررت حوادث مماثلة ناتجة عن تناول كحول فاسدة أو مهربة، خصوصا في شمال المغرب وشرقه، حيث لقي 09 شخصا، في شهر غشت من السنة الجارية، حتفهم، لنفس السبب، بمدينة العروي الواقعة تحت نفوذ إقليم الناظور.
وكانت نفس المدن قد شهدت وفيات جراء تناول كحول فاسدة؛ خلال السنة الماضية، إذ أودت بحياة 23 شخصا بمدينة وجدة و11 بمدينة الناظور خلال 2021.
وكان تقرير لمنظمة الصحة العالمية قد بوأ المغرب؛ سنة 2017؛ المرتبة الأولى في شمال افريقيا وعلى المستوى العربي من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الإفراط في تناول الكحول.
وتشهد مدن الشمال انتشارا كثيفا لمحلات سرية بيع المشروبات الكحولية المهربة (الكرابا). وغالبا ما تأتي هذه المواد السامة؛ ذات السعر المنخفض وغير الخاضعة للمراقبة، من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
فاجعة تازة
خلف حادث انقلاب حافلة للركاب؛ خلال شهر يونيو الماضي من السنة الجارية، وفاة 13 شخصا وجرح أزيد من 40 آخرين.
ووقع الحادث، على مستوى الطريق السيار، بعد انقلاب حافلة لنقل المسافرين كانت قادمة من مدينة صفرو ومتوجهة نحو بركان.
وتحولت منطقة تازة التي تتميز بطبيعة وعرة ومنحدرات خطيرة، إلى مقبرة حقيقية لضحايا حوادث السير بالمغرب؛ حيث لقي 17 شخصا، دفعة واحدة، حتفهم، سنة 2019، بعد اصطدام حافلة للركاب أيضا بعربة خفيفة، في أحد المنعرجات على مستوى جماعة باب مرزوقة.
فاجعة طالب ”تيك توك”
اهتزت مدينة طنجة ومعها الرأي العام الوطني؛ خلال شهر نونبر الماضي؛ على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها طالب يدعى أنور ويبلغ من العمر 19 سنة.
وعثر على الشاب؛ الذي كان ينشط على تطبيق ”تيك توك”، مذبوحا داخل شقته يكتريها بحي مسنانة وسط طنجة.
واتضح فيما بعد أن المشتبه بها في ارتكاب الجريمة في حق الطالب بكلية العلوم والتقنيات، ليست سوى فتاة قاصر، وأن القضية لها ارتباطات بعلاقة عاطفية.
فاجعة وجدة
في نفس الشهر، بمدينة وجدة بالجهة الشرقية للمملكة؛ اقتحم رجل يبلغ من العمر 42 سنة، مسكن جيرانه بمنطقة” فيلاج الطوبة”، ووضع حدا لثلاث نساء، وأرسل رابعتهم إلى المستعجلات.
الجاني المفترض متقاعد ويعاني من اضطرابات نفسية؛ ولج مسكن جيرانه بدون سبب ظاهر وعرض ثلاث نساء يبلغن من العمر على التوالي 76 و45 و19 سنة لإصابات خطيرة بواسطة السلاح الأبيض، مما تسبب في وفاتهن، بينما عرض الضحية الرابعة لمحاولة القتل العمد بعدما أصابها بجروح. وفق رواية أمنية.
واضطر عناصر الشرطة إلى إطلاق الرصاص على المشتبه به الذي كان في حالة هيجان، بغرض إيقافه.
انفجار المحمدية
كادت المحمدية أن تعيش في الأيام القليلة الأخيرة من عام 2022، حدثا مشابها لما بات يعرف بفاجعة ”بيروتشيما” في إشارة إلى الانفجار الضخم الذي هز ميناء بيروت قبل عامين من الآن، وخلف 218 قتيلا وآلاف الجرحى والمعطوبين.
وهز مدينة ”البترول’‘؛ مساء الخميس 22 دجنبر، انفجارٌ قوي، بعد أن شب حريق مهول في أحد خزانات الغاز غير بعيد عن الميناء الذي يُعد أبرز معبر لاستيراد المحروقات إلى المغرب. وفق إفادة الحسين اليماني، رئيس نقابة الغاز و البترول.
وكشف اليماني أن الانفجار كان بمحاذاة خزانات أخرى للغاز، مشيرا إلى أن الحادث الذي وقع بمنطقة الشلالات، أفرز دخانا كثيفا انتشر في جزء واسع من المدينة.
المشترك بين الفواجع والمأساة التي عاشت على وقعها مدن مغربية خلال سنة 2022، أنها وحدت المغاربة من حيث مطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار ما وقع في المقبل من الأيام.