لماذا وإلى أين ؟

خُــطة قيادة ”البوليساريو” لتغطية أزمتها الداخلية بخطابِ التصْـعيد ضد المغرب

تعقد جبهة ”البوليساريو”؛ خلال الأسبوع الجاري؛ مؤتمرها السادس عشر، في ظل توجه نحو إعادة ”تنصيب” ابراهيم غالي زعيما لها.

ويُحاول قادة الجبهة الإنفصالية، استباق أي احتجاج ضد الأوضاع المزرية التي يعيش عليها محتجزو مخيمات تندوف، عبر الترويج لأطروحة ”التصعيد العسكري” ضد المغرب، تزامنا مع ”المؤتمر”.

وفي هذا الصدد، اختارت الجبهة الإنفصالية، وسائل إعلام الجارة إسبانيا، من أجل تصريف أزمتها الداخلية والحديث عن الحرب، حيث قال من يوصف بممثلها في مدريد، عبد الله عربي، إن المؤتمر القادم لـ ”البولياسريو”؛ المزمع عقده ما بين 13 و 17 يناير الجاري، سيطرح ”بقوة استراتيجية التصعيد العسكري”، وأيضا ”تحليل الأوضاع منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل عامين”.

وأوضح ذات الإنفصالي؛ في تصريح نقلته صحيفة ”بيبليكو”؛ قائلا: ”لم يعد أمامنا من خيار سوى التصعيد العسكري إلى أن تتدخل الأمم المتحدة وتمارس دورها في إيجاد حل سلمي”، معترفا بأن التصعيد الذي تُهدد به البوليساريو ”لن يجلب سوى عدم الإستقرار لمنطقة شمال افريقيا بأكملها”.

يأتي ذلك؛ في وقت اعترفت فيه أطراف داخل الجبهة الانفصالية، أن الحرب المزعومة التي كانت تتحدث عنها؛ بشكل شبه يومي؛ لأزيد من سنتين، لم تجن منها شيئا، كما كانت تروج لذلك على شكل بيانات ”عسكرية” يومية.

وتقول المصادر إن غالي، المرشح الوحيد لخلافة نفسه على رأس قيادة ”البوليساريو”، يواجه امتحانا عسيرا في ظل حديثه عن ”نجاحات حربية” وهمية، وأيضا تراجع الدعم الدولي للتوجه الإنفصالي، واتجاه العديد من الدول إلى تبني خيار مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب كحل واقعي و جدي لهذا النزاع.

كما تأتي محاولة تصريف الأزمة بمخيمات تندوف، في الوقت الذي يعيش فيه المحتجزون هناك، على وقع سخط عارم وغير مسبوق، بعد أن ساءت الأوضاع داخل المخيمات، بسبب تراجع المساعدات الإنسانية جراء الأزمة العالمية، وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية.

محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، يرى أن عودة قيادات الجبهة الإنفصالية للتهديد بالتصعيد العسكري، لا تعدو أن تكون ”توظيفا داخليا، في سياق مزايداتها على بعضها البعض في تبني الخطاب الراديكالي المتطرف”.

وأكد الفاعل الحقوقي؛ في تصريح لـ ”آشكاين”، أنه ”طوال مدة السنتين الأخيرتين منذ إعلان البوليساريو عن تنصلها من إتفاق وقف إطلاق النار، ثبت بالملموس زيف دعايتها الحربية، وعجزت عن تحقيق أي تغيير للوضع العسكري الذي بات يصب في صالح المغرب”.

وأبرز أنه بعد ”مئات من البيانات العسكرية عجزت البوليساريو عن إثبات حدوث أي خسائر في الجانب المغربي، بل جاءت تقارير الأمين العام الأممي وإحاطات مبعوثه الشخصي، لتفند كل تلك الدعاية الحربية التي تعكف عليها الجبهة الإنفصالية”.

وشدد محمد سالم عبد الفتاح، على أن تلويح الجبهة مُجددا بالتصعيد العسكري، يأتي في وقت حقق فيه المغرب مكاسب ميدانية هامة من قبيل تأمين معبر الكركرات وتمديد الجدارات الدفاعية، والقضاء على كافة التهديدات التي تمس الأمن والإستقرار في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وخلص المتحدث إلى أن مؤتمر الجبهة يأتي في سياق ”احتدام الصراع الداخلي بين عناصرها القيادية الرئيسية، وفي حالة من الشغور والضعف في زعامة البوليساريو، منذ افتضاح تهريب زعيمها للعلاج في اسبانيا، والتداول الاعلامي للمتابعات القضائية له بسبب ماضيه الإجرامي”.

وأبرز أن الجبهة تعيش على وقع ”أزمة ضعف في الزعامة”، يعمقها ”غياب البديل المناسب، بسبب احتراق صورة معظم العناصر القيادية، التي باتت موضوع متابعات جنائية هي الأخرى بموجب تهم ثقيلة تشمل القتل خارج القانون، الإختطافات، التعذيب والإغتصاب…”، فضلا عن ”افتضاح فسادها المرتبط باغتنائها المشبوه وتورطها في النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية المخصصة لقاطني مخيمات تيندوف”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x