لماذا وإلى أين ؟

“المتعاقدين”: اتفاقُ النقابات و بنموسى شكليٌّ و فــارغ و سنُواصل نضالاتنا

وقعت النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية؛ يوم السبت 14 يناير الجاري؛ على محضر اتفاق مع الحكومة، والذي وصفته الحكومة بأنه ”وفاء منها بأحد أهم التزاماتها، والتي تعتبر تحفيزَ مكونات الأسرة التعليمية مدخلاً أساسيا لإصلاح المدرسة العمومية، خدمة للتلميذ والأسر المغربية”. وفق بلاغ لرئاسة الحكومة.

وخلف هذا الإتفاق جدلا واسعا بين الأطر والأساتذة في قطاع التربية الوطنية، خاصة في صفوف الأساتذة وأطر الدعم بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين رغم ترويج الموقعين على الإتفاق أن الأخير “سيلغي نظام التعاقد”، وهو ما يجعلنا نتساءل عن موقف “التنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم المفروض عليهم التعاقد” من هذا الإتفاق، وما إن كان توقيعه سيوقف نضالاتهم.

تنسيقية “المتعاقدين”: اتفاق فارغ وشكلي لا يعنينا البتة

وفي هذا السياق، اعتبر مُنسِّق مدينة الجديدة وعضو “المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فُرِض عليهم التعاقد”، وعضو لجنة الحوار مع شكيب بنموسى، زهير بوهو، أن “الاتفاق الموقع هو اتفاق شكلي، وكنا قد قاطعنا المشاركة في المسلسل الطويل الذي كان من قبل”.

وأكد بوهو في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الاتفاق المبرم بين النقابات ووزارة بنموسى لا يعنيهم البتة لأنهم كانوا خارجه كهيئة أو كحركة أو يعتبروها كما أرادوا، كما أن هذا الاتفاق لم يأت بجديد”.

وشدد محدثنا على أن الإتفاق المذكور “لا يتضمن الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية، وما دام هذا الأمر غير وارد في الإتفاق فإن النضالات لا زالت مستمرة إلى حين الوصول إلى مطلبنا الواضح”.

التنسيقية: سنواصل نضالاتنا

وأضاف محدثنا أنه “لا يمكننا الدخول في مضامين الاتفاق، لكنه يبقى اتفاقا شكليا وفارغا، إذ حتى الشكل والسرعة التي تم بها هذا الاتفاق يوضح أن هذا الاتفاق لا يجيب على أي من مطالب الشغيلة التعليمية، والدليل على ذلك الاحتقان الفيسبوكي من خلال التعبير التلقائي للأساتذة والذي يعكس واقع هذا الاتفاق”.

يذكر أن هذا الاتفاق أثار سجالا واسعا في الوسط التربوي، بين نقابيين وفاعلين تربويين ومتابعين للشأن التعليمي بالبلاد، خاصة مع غياب أحد أبرز النقابات التعليمية وهي الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي FNE)، عن اجتماع توقيع محضر الإتفاق، الذي وقعه كل من شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، وغيثة مزور، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، من جهة الحكومة؛ وممثلو كلٍّ من الجامعة الوطنية للتعليم UMT والنقابة الوطنية للتعليم CDT، والجامعة الحرة للتعليم UGTM والنقابة الوطنية للتعليم FDT، من جهة النقابات التعليمية.

الاتفاق يكرس التشغيل بالتعاقد

وكان الكانب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديمقراطي، عبد الله غميمط، قد اعتبر في تصريح سابق لـ”آشكاين”،  تعليقا على محضر الاتفاق، أنه “فيما يخص ملف التعاقد فإن التعاقد مازال ساريا وسيتم تكريسه من خلال النظام الأساسي المقبل، لأن فيه التوظيف الجهوي والتوظيف المركزي وأنماط ترقية مختلفة، ومردودية، وأدوات تقييم ذات طبيعة مقاولاتية”.

“ما يعني”، حسب غميمط، أن “هذا النظام الأساسي المقبل لن يجيب عن مطالب هذه الفئة المرتبطة بالتعاقد، علما أن هذه الفئة هي التي تكبر الآن في قطاع التعليم، بمعنى أن القطاع كله سيكون عبارة عن موظفين جهويين، و ليسوا حتى موظفين لأنهم تابعون للأكاديمية وبالتالي فهم عبارة عن مستخدمين جهويين، وصلاحيات الأكاديمية هي التي تسري عليهم وليست صلاحيات الوزارة”.

اتفاق حول مبادئ مؤطرة

في المقابل، أكد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، بونس فيراشن، في تصريح سابق لـ”آشكاين”، أن “توقيعهم على الاتفاق كان توقيعا على المبادئ المؤطرة لمشروع النظام الأساسي، أي أننا لم نصل إلى مرحلة صياغة المشروع الأساسي، وقد كان اتفاقا ضروريا، لأنه سيحدد الإطار العام للنظام الأساسي الجديد، لأنه يجب أن نتفق على مجموعة من المبادئ ونمر بعدها للصياغة”.

موردا أن “هذه المبادئ استوعبت مطالب كافة الفئات، وتفاصيل حل مشاكل كل فئة، والتي ستأتي في مشروع النظام الأساسي هي التي ستأتي في  المشروع التفصيلي في الصياغة، وهذه الصياغة هي المعركة الكبيرة”.

ويرى فيراشن، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “لا يمكن أن نختلف على هذه المبادئ لأننا عندما نتحدث عن ملف التعاقد، فإن إدماج الأساتذة المفروض عليهم التعاقد في النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية، يعني أنهم أصبحوا خاضعين لظهير 58، والتفاصيل هي المرحلة المقبلة التي تتطلب منا قوة الحضور والترافع بل حتى إنها تحتاج منا معارك نضالية كي يكون لدينا نظام أساسي في إطار هذه المبادئ المؤطرة”.

توقيع بحذر

وأكد المتحدث على أن “الإتفاق تم عرضه على المجلس الوطني للنقابة والذي اجتمع ليلة الجمعة من 9 مساء إلى حوالي 3 صباحا، والذي ناقشنا خلاله كل القضايا بالتفصيل، واتخذ القرار على التوقيع”.

وشدد فيراشن على أن نقابتهم “وقعت بحذر، حيث إن المعركة المقبلة هي معركة صياغة وهي التي ستكون فيها التفاصيل التي يبحث عنها نساء و رجال التعليم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
نور التدلاوي
المعلق(ة)
16 يناير 2023 14:48

الوزارة و معها الحكومة وقعتا اتفاق فارغ مع نقابات لا وزن لها و لم تعد تمثل الا نفسها و بالتالي اي نظام اياسي و اي اتفاق لا يرضي اسرة التعليم و يتضمن ادماج من فرض عليهم التعاقد في اطار الوظيفة العمومية و تفعيل اتفاق26ابريل 2011باثر رجعي مادي و اداري و حل ملفات اخرى و الزيادة الصريحة في اجور اسرة التعليم سيبقى اتفاقا وهمي لا يهم الا نقابات مخزنية و الاصلاح لن يدخل حيز التنفيذ بخزعبلات 86درهم مشروطة بالمردودية و المحاسبة و التقييم الصارم الى غير ذلك من مهاترات وزير لا علاقة له بالتعليم بل خارج من اقبية الداخلية.الاطباء4000درهم و الاياتذة الجامعيين3000درهم و الممرضين زيادة في الاجور و ترقية الى خارج السلم باثر رجعي و اساتذة الابتدائي و الاعدادي الذي يكتوون بجخيم الاقسام و الاكتضاض و قلة الوسائل و ضجيج تلاميذ لا علاقة لهم بالتعليم لهم الفتات و بالتقييم الصارم.هههههه حكومة تضحك على من و انتظروا تفعيل الاصلاح و ادخاله الى حجرات الدرس من طرف من وقع على الاتفاق.

عمر
المعلق(ة)
16 يناير 2023 14:33

كان على التنيقية أن تمنح نفسها بعض الوقت وتدرس الاتفاق وتناقشه مع النقابات ومع نساء ورجال التعليم قبل أن تصدر حكم قيمة عليه ..
والاتفاق يحتاج إلى أجرأة والمرحلة القادمة من التفاوض حول المراسيم المنظمة هي الأهم وتحتاج إلى وحدة الصف، بدل الخروج بمواقف مسبقة وإضعاف عملية التفاوض لإبقاء الوضع على ما هو عليه ..
المبدأ النضالي المعروف في تاريخ العمل النقابي : خذ وطالب .
اما مبدأ الكل أو لا شيء .. فصاحبه غالبا ما يضرب رأسه مع الجدار … وأعتقد أنه حتى داخل النقابلات هناك من يلعب على الحبلين ولا يريد حلا للملف ، لأنه يحضر الاجتماعات مع الوزارة بوجه ، ويخرج ويصرح بوجه آخر … والله يعطينا وجخ واحد ….

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x