لماذا وإلى أين ؟

بنسعيد يتجاهلُ انتقــادات المغـاربة و يُعيد معرض الكتاب لنفس المكان

أدار وزير الثقافة، المهدي بنسعيد، ظهره للإنتقادات الواسعة التي رافقت تنظيم معرض الكتاب؛ السنة الماضية، لأول مرة في الرباط؛ وأصر رغم الجدل الكبير، على تنظيمه مُجددا بنفس المدينة.

ورغم أن الوزارة، أكدت أن دورة العام المنصرم، ستكون بـ ”صفة استثنائية” في الرباط بعد اختيارها عاصمة للثقافة الافريقية؛ إلا أن الرأي العام الوطني، تفاجأ بإعلان الوزارة؛ أمس السبت 21 يناير الجاري، إبقاءه بالمدينة للمرة الثانية، وذلك رغم الغضب الكبير الذي رافق نقله من الدار البيضاء إلى الرباط، بسبب سوء التنظيم والارتجالية الواضحة التي كانت وراء مقاطعة دور نشر وازنة للدورة 27 خلال 2022.

ويطرح إصرار الوزير بنسعيد على إبقاء معرض الكتاب في الرباط، وعدم المبالاة بآراء شريحة واسعة من المغاربة؛ أكثر من علامات استفهام؛ خصوصا وأن ذات الوزير كان قد أكد أن هذه التظاهرة الثقافية ستعود إلى مكانها المعتاد وسط العاصمة الاقتصادية سنة 2023، بعد انقضاء جائحة ”كورونا” التي تسببت في توقفه لسنتين، قبل أن تُقدم وزارة الثقافة، خلال السنة الماضية، على اتخاذ قرار بشكل غريب وغير مفهوم، يقضي بتنظيم المعرض في الرباط، وهو ما أثر عليه بشكل كبير، سواء من حيث تراجع عدد الزوار وأيضا إحجام عارضين عن المشاركة.

ولم يكن المعرض الذي خصصت له ميزانية ضخمة فاقت مليار و200 مليون سنتيما من المال العمومي خلال 2022، عند مستوى التطلعات، وصار ”باهتا” وفاقدا لبريقه، بعد أن كان يضرب به المثل كأحد أهم التظاهرات الثقافية على المستوى العربي.

وتخبط المعرض في جملة من المشاكل التنظيمية، بدءا من الموقع الذي أقيم فيه، حيث وجد العديد من الراغبين في زيارته صعوبات جمة في التنقل إليه وأخرى متعلقة بالجانب اللوجيستيكي؛ مما أثار سخطا عارما.

وحاول بنسعيد إعطاء إنطباع بـــ ”نجاح” دورة الرباط، للتغطية على الفشل الذريع الذي لحقها، عبر تزييف الوقائع والمعطيات، وتحريف الإحصائيات و الأرقام حول عدد الزوار والمشاركين.

وفتح العديد من الباحثين والمثقفين وأيضا الزائرين، النار على وزارة الثقافة وبشكل أخص على الوزير البامي بنسعيد، الذي أدخل المعرض في متاهات سياسية عبر إقحامه في صراعات مع خصومه السياسيين.

ويتجلى الفشل الذريع لدورة السنة الماضية، في تراجع عدد الزوار بشكل مُهول، إذ لم يتمكن رغم الدعاية الواسعة و”البروباغندا” الكبيرة، من استقطاب سوى 202089 زائرا، وهو رقم أقل من نصف عدد زوار آخر نسخة بالدار البيضاء الذي لامس نصف مليون زائر.

وظهر الفشل أيضا في غياب أي مسؤول بارز خلال حفل افتتاح معرض الكتاب السنة الماضية، وذلك على عكس دوراته في الدار البيضاء، حيث افتتح الأمير مولاي رشيد نسخة 2017، وافتتح ولي العهد مولاي الحسن نسخة 2018، وافتتح رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني نسخة 2019.

وطرح الغياب غير المسبوق للمسؤولين السامين عن افتتاح ”معرض بنسعيد للكتاب”؛ والذي كان مؤشرا قويا عن بدايته ”المتعثرة”؛ سلسلة من التساؤلات، وسط متتبعي الشأن الثقافي بالمغرب وصحفيين وناشرين وفي عموم الرأي العام المغربي، حول دواعي هذا الغياب.

ويبدو أن بنسعيد غير مستعد للإستفادة من أخطائه المتكررة بالجملة التي ارتكبها داخل الحقل الثقافي بالمملكة، عبر الإصرار على إبقاء المعرض في دورته الـ 28 بالرباط، رغم الفشل.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x