عادت صحف ومواقع إخبارية فرنسية و جــزائرية، للترويج لخبر تسليم المغرب دبابات عسكرية إلى أوكرانيا؛ وذلك تزامنا مع الحديث عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي؛ سيرغي لافروف؛ إلى الرباط.
وسبق لمنتدى ”فاروك ماروك”؛ الصفحة غير الرسمية المهتمة بشؤون الجيش، أن وصفت الأمر بـ ”العبثي”، مشيرا إلى أن الحديث عن تقديم المغرب دعما لوجيستيا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا ”كلام عار من الصحة”.
ونشر موقع الدعاية الجزائرية المتخصص في الشؤون العسكرية ‘‘ميناديفونس”؛ أمس الأحد؛ خبرا مفاده أن المغرب أرسل 20 دبابة من نوع T-72B.
وزعم الموقع أن الدبابات المغربية، شوهدت؛ يوم 09 يناير الجاري؛ وهي قيد الإصلاح في تشيك؛ خلال زيارة تفقدية لرئيس الوزراء التشيكي لورش صيانة عسكري.
هذا المعطى يتنافى مع الموقف الرسمي للمغرب، والذي أعلن أياما بعد إندلاع الحرب بين الجانبين يوم 24 فبراير الماضي، عن تبنيه مبدأ ”الحياد”.
وأعادت صحف فرنسية بارزة؛ اليوم الإثنين 23 يناير الجاري؛ منها ”لوبارزيان”، الترويج للخبر، بناء على المعطيات التي أوردها الموقع الجزائري، والذي زعم أن المغرب ”اتخذ القرار مُرغما”؛ يوم 26 أبريل 2022، خلال قمة ”رامشتاين” بألمانيا، لتقديم المساعدات العسكرية والسياسية إلى أوكرانيا؛ والتي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية وعرفت مشاركة 40 دولة من بينها ثلاث دول عربية، وهي المغرب و تونس و قطر.
وكان الكاتب الفرنسي المثير للجدل؛ هنري ليفي؛ تطرق إلى الموضوع أيضا؛ حين كشف أن المغرب زود أوكرانيا بمعدات عسكرية، تزامنا مع الحرب التي تخوضها مع روسيا منذ شهور.
وأفاد من يوصف بـ ”عراب الثورات العربية”، في مقال تحت عنوان ” بنداروس.. الكرة والمغرب”، نشر على صفحات المجلة الفرنسية ”لوبوان”، بأن الرباط سلمت كييف دبابات حربية، كان قد اشتراها المغرب من بيلاروسيا ما بين 1999 و2001، أصلها من الإتحاد السوفياتي.
في المقابل؛ أوضح منتدى ”فار ماروك”، على صفحته الخاصة بـ ”فيسبوك”؛ أن الحديث عن قيام المغرب بتقديم دبابات قديمة كانت قيد التطوير لدى شركة EXCALIBUR بالتشيك، لأوكرانيا تحت “ضغط أمريكي تجاه المغرب”، في حين ”أن المغرب في الواقع كان قد حصل على مجمل الدبابات الجديدة التي طلبها لتعزيز أسطول دبابات T72 العاملة بالقوات المسلحة الملكية، بالتزامن مع تأسيس وحدات مدرعة جديدة وتغيير بنية الوحدات القديمة، وهي الحالة التي يستحيل من خلالها المغرب القيام بالتخلي عن دباباته أو قطع غيارها لأي كان”.
وشدد بيان المنتدى على أن ”المغرب وصل لاتفاق بأن يتم تطوير باقي الدبابات بالمغرب عوض التشيك على أي يتم تطوير الأسطول المغربي القديم محليا كذلك”.
ويرى مراقبون أن المغرب لا يمكن بأي حال من الأحوال تقديم دعم عسكري مباشر إلى أوكرانيا، في ظل العلاقات المتميزة التي تجمعه بروسيا، وفي ظل نأيه عن الدخول في اصطفاف لا يخدم مصالحه.
ويشير ذات المراقبين إلى أن الأمر مستبعد جدا، في وقت ترفض حتى دول غربية و أوروبية، أبرزها ألمانيا، تسليم دبابات لأوكرانيا، رغم أن موقفها واضح من الحرب بوقوفها إلى جانب كييف، فكيف بالمملكة التي تبنت ”الحياد” أن تقدم على هذا الإجراء؟
وكان موقع ”افريكا انتلجنس” المقرب من المخابرات الفرنسية، السباق إلى نشر الخبر، وأفاد أن المغرب، وبإقناع من الولايات المتحدة؛ سلم سرا أوكرانيا قطع غيار دبابات (وليس دبابات)، إلى أوكرانيا.
ويطرح إعادة الترويج تسليم المغرب دبابات إلى أوكرانيا، من قبل مواقع جزائرية وصحف فرنسية، تزامنا مع الحديث عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي إلى المغرب، في غضون الأيام القليلة المقبلة؛ أكثر من علامات استفهام، خاصة في ظل الأزمة الدبلوماسية في العلاقات المغربية الفرنسية خلال الولاية الثانية للرئيس الحالي، إمانويل ماكورن.
ويجري الحديث بشكل غير رسمي عن زيارة متوقعة لرئيس الدبلوماسية الروسية إلى المغرب؛ لافروف؛ في إطار جولة افريقية، ابتدأها اليوم الإثنين بجنوب افريقيا، وتشمل، إلى جانب المملكة، موريتانيا ومالي. وفق ما أفادت به جريدة ”الشرق الأوسط” على لسان مصادر دبلوماسية.
لماذا لا يتم متابعة ومقاضاة مسؤولي هاته الصحف بتهم الكذب والتشهير؟
فرنسا، من طبعها تاريخيا الخبث، و لازالت تتصرف بخبث مع المغرب. و كل اعلامها و منظماتها تخدم اجندات خبثها، للضغط على المغرب و ارجاعه الى بيت الطاعة. واهم من يظن ان فرنسا يفصلنا عنها البحر الابيض المتوسط، فهي لازالت بحدودنا الشرقية، و هي التي تحرك خيوط لعبة قضية الصحراء في المقاطعة الفرنسية للجزائر.