سلمت السلطات المغربية الشاب الفرنسي سيباستيان راوولت، للولايات المتحدة الأمريكية، قصد محاكمته من قبل القضاء الأمريكي في قضايا قرصنة معلوماتية، استهدف عدة شركات أمريكية.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية ”ايفي”، استنادا إلى مصادر أمنية، أن الطائرة التي أقلت راوولت، أقلعت حوالي الساعة 15:30 مساء اليوم الأربعاء 25 يناير الجاري، من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء في اتجاه مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك.
وكان قرار ترحيل ”الهاكرز” الفرنسي، يحتاج فقط إلى موافقة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش بعد أن قضت محكمة النقض بترحيله؛ شهر غشت الماضي.
وكانت الغرفة الجنائية بمحكمة النقض في الرباط، قد قضت؛ بإبداء الرأي بالموافقة على تسليم المطلوب سيباستيان راوولت إلى السلطات القضائية للولايات المتحدة الأميركية المطالبة به.
وأكد مصدر مغربي مقرب من الملف صدور هذا الحكم لوكالة فرانس برس موضحا أن “قرار المحكمة يبقى رأيا بالموافقة وليس أمرا بالتسليم، حيث يرجع تنفيذه إلى الحكومة المغربية”.
وأوضح المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن “تنفيذ الترحيل يكون بقرار من رئيس الحكومة، بناء على استشارة لجنة مختصة تضم ممثلين عن وزارتي العدل والخارجية”.
وأوقفت الشرطة المغربية راوولت (21 عاما) في 31 ماي لدى وصوله مطار الرباط سلا قادما من فرنسا، حيث كان ملاحقا من طرف الشرطة الدولية (أنتربول) بناء على طلب من القضاء الأميركي.
ويشتبه مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي آي” في انتماء الشاب الفرنسي إلى مجموعة قراصنة تدعى “شيني هانترز”، يتهم أعضاؤها بارتكاب عمليات قرصنة “مدرة للأرباح”، استهدفت شركات منها مايكروسوفت.
وتطالب السلطات الأميركية بترحيله لاتهامه بالتورط في “مؤامرة للنصب الالكتروني” و”الإحتيال الالكتروني” و”انتحال خطير لهوية الغير”، بحسب ما أوردت مجلة “لو نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية، التي كشفت خبر توقيفه.
لكن محاميه فيليب أوهايون يطالب بترحيله إلى فرنسا ليلاحق فيها بناء على “تحقيق يفتحه القضاء الفرنسي” وليس الأميركي. ويستند دفاع راوولت إلى كونه “لم يقطن سوى في فرنسا و المغرب، وإذا كانت هناك قرصنة فإنها حدثت انطلاقا من فرنسا”.
وسبق لذات المحامي أن وجه طلبا بهذا الخصوص إلى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و وزير العدل إيريك دوبون موريتي و النيابة العامة لإقليم إيبينال، حيث كان يقيم المشتبه به.
لكن موريتي اعتبر الأسبوع الماضي أن “لا إمكانية للتدخل الآن في القضية التي تعود حاليا للقضاء المغربي، بناء على التماس من نظيره الأميركي”.
ويواجه راوولت، في حال إدانته أمام القضاء الأميركي، عقوبة قد تصل إلى السجن 116 عاما، وفق مجلة “لو نوفيل أوبسرفاتور”.