لماذا وإلى أين ؟

شقير: نفيُ باريس وقوفها وراء قرار البرلمان الأوربي يعْني أن رسالة المغرب وصـلتها

خرجت فرنسا عن صمتها اليوم الخميس 26 يناير الجاري، حول الحديث الذي أثير بإسهاب في الآونة الأخيرة يفيد بوجود أزمة وتوتر بين الرباط و باريس، ما أسفر عن ضلوعها بشكل أو بآخر بقرار البرلمان الأوروبي المدين لحقوق الإنسان بالمغرب.

ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية؛ آن كلير لوجندر، في مؤتمر صحفي وجود أزمة مع المغرب، مؤكدة أن العلاقات استثنائية، كما أنها نفت أن تكون الحكومة الفرنسية أي ارتباط بقرار البرلمان الأوروبي الأخير بشأن المغرب”.

وفي هذا الصدد، أورد المحلل السياسي والباحث الأكاديمي، محمد شقير أن رد فرنسا هذا يعني أن الرسالة التي وجهها لها المغرب قد وصلتها، بعدما اتهم الأخير جهات لم يسميها بالوقوف وراء القرار البرلمان الأوروبي.

وأوضح شقير في تصريح لـ “آشكاين” أن التوتر الصامت بين البلدين لا يزال قائما رغم ما نفيه من قبل المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية اليوم، بحيث أن عددا من المؤشرات تدل على أن فرنسا تحاول الضغط على المغرب من أجل التنازل أو التخفيف من مطالبه ومواقفه.

ومن بين المؤشرات، يردف المتحدث، التقارب الفرنسي الجزائري، بعد استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس أركان الجيش الوطني الجزائري، السعيد شنقريحة بالتزامن مع دفاع إسبانيا عن علاقاتها مع المغرب.

وسجل المحلل السياسي أن فرنسا تلعب على الحبلين وخطابها لا يتوافق مع الممارسة التي من خلالها تحاول الضغط على المغرب عبر عدد من القضايا كالتأشيرات، والانتقال اليوم إلى استخدام البرلمان الأوروبي الذي يبدو أنها لعبت دورا في قراره المدين للمغرب.

وشدد المتحدث على فرنسا تحاول أن تحذو حذو إسبانيا التي حاولت سابقا، بكل الطرق التأثير والضغط على المغرب من خلال الاتحاد الأوروبي لكنها فشلت، ليتم الصلح وعودة العلاقات بين الجانبين كما كانت عليه قبل الأزمة الدبلوماسية الإسبانية المغربية.

وأبرز شقير أن المغرب أيضا يضغط ويلعب أوراقه للتأثير على فرنسا من أجل الخروج من المنطقة الرمادية بخصوص وحدته الترابية، فيما أن فرنسا تشعر بأن المغرب أصبح ينافسها بقوة في إفريقيا، كما أنها لم تستسغ بعد تخليه عنها والبحث عن تحالفات جديدة سيما التحالف المغربي الأمريكي الإسرائيلي الذي بموجبه تم الاعتراف بمغربية الصحراء.

القيادة الفرنسية، يضيف شقير، تعمل على محاولة فرملة توجه المغرب في استقطاب تأييدات بخصوص وحدته الترابية، مسترسلا “وما يدل أيضا على استمرار التوتر عدم زيارة ماكرون للمغرب رغم الإعلان عنها سابقا من أجل وضع أرضية جديدة لحل بعض الخلافات بين الجانبين، خصوصا وأن هناك رهان قوة بينهما، بحيث كل واحد منهما يحاول أن يضغط على الآخر ويلعب أوراقه لصالح مصالحه”.

وكانت لوجندر ، قد أكدت بإصرار على أن العلاقات بين البلدين ليست ”استثنائية” فحسب، بل تعتزم باريس تحسينها أيضا في السنوات المقبلة، وأعطت نموذجا على ذلك بالزيارة الأخيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إلى الرباط، في دجنبر الماضي، والتي ترمي إلى تعزيز علاقات التعاون.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x