لماذا وإلى أين ؟

خلفياتُ تخلُّـف إسبانيا عن المُشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” بالمغرب

كشفت وسائل إعلام إسبانية، اليوم الإثنين 30 يناير الجاري، أن القوات الإسبانية لن تشارك في أكبر مناورات عسكرية تجري في افريقيا، والمتمثلة في تمرينات “الأسد الافريقي 2023″، التي تُجرى ما بين 22 ماي و 16 يونيو 2023 في مناطق مختلفة من المغرب، منها؛ أكادير، طانطان، المحبس، تزنيت، القنيطرة، بنجرير وتفنيت.

وبالرغم من أن المملكة الإسبانية قررت مراجعة موقفها من ملف الصحراء، بدعم الإقتراح المغربي المتمثل في مخطط الحكم الذاتي، إلا أنها قررت عدم المشاركة في المناورات العسكرية التي سيجرى بعضها في الأقاليم الجنوبية للمغرب، لتغيب الجارة الشمالية بذلك للمرة الثالثة على التوالي عن أكبر مناورات عسكرية تجري في افريقيا.

قرار السلطات الإسبانية، ولو أنه لم يعلن عنه بعد بشكل رسمي من السلطات المختصة، فإنه يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة في ما يتعلق بالرسالة التي تريد إسبانيا إرسالها للمغرب بمقاطعتها للمناورات العسكرية للمرة الثالثة عن التوالي، علما أنها كانت تشارك في النسخ السابقة وبشكل وازن.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

تفاعلا  م ذلك، قال أستاذ العلاقات والقانون الدوليين بكلية الحقوق السويسي بجامعة محمد الخامس بالرباط؛ عبد النبي صبري، إنه بصرف النظر عن مدى صدقية وصحة الخبر من عدمها، خاصة أنه صادر عن جهات إعلامية وليست جهة رسمية في إسبانيا، إلا أن علاقات هذه الأخيرة مع المغرب تعيش حيوية هامة إن على المستوى الإقتصادي؛ بعدما أصبح التبادل التجاري بين البلدين يفوق مليارات الدولارات، أو على المستوى السياسي بتحديد موعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية بمختلف آلياتها في فاتح فبراير المقبل.

و أوضح صبري في حديثه لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن إسبانيا اعترفت بمغربية الصحراء من خلال دعم المقترح المغربي لحل النزاع بطريقة سلمية والمتمثل في مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وبالتالي فالعلاقات الإسبانية مقبلة على تحولات جيواستراتيجية مهمة على كافة المستويات.

ووفق أستاذ العلاقات والقانون الدوليين، فإنه بصرف النظر عن مشاركة إسبانيا من عدمه في مناورات “الأسد الافريقي”، فإن ذلك لن ينقص من مستوى العلاقات المغربية الإسبانية ؛ وذلك لأن هذه الأخيرة اعترفت بمغربية الصحراء وتحافظ على علاقات اقتصادية، أمنية، عسكرية وسياسية جيدة مع المغرب.

كما أن عدم مشاركة إسبانيا في المناورات العسكرية، يضيف صبري، لن ينقص شيئا من هذه التمرينات التي ليس لها نظير في إفريقيا، و تهدف لتدعيم التعاون الدفاعي والأمني بين القوات الأمريكية و حلفائها في المنطقة، مشددا على أن ما يجمع العلاقات الإسبانية المغربية اليوم أكثر مما يفرقها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
31 يناير 2023 13:46

الدول الاروبية رغم الاعتراف الامريكي الذي ارغمها على اعلانات محتشمة لصالح المغرب، لا زالت تفضل التموقع في المنطقة الرمادية، مما يطرح على بلدنا تكتيف دبلوماسة الاحراج وعدم الثقة العمياء في اي خطوة لصالحها.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x