2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استنكر الوفد البرلماني المغربي المشارك في أشغال الدورة الـ 17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في الجزائر ما بين 26 و 30 يناير الجاري، للحدث الذي شهدته جلسة افتتاح الدورة المذكورة “وما تضمنته من مس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وتدخل في الشؤون الداخلية لبلد مسلم عضو في الاتحاد، من لدن ممثلة منظمة برلمانية غير عضو فيه”.
وجاء استنكار الوفد البرلماني المغربي على لسان رئيسه محمد أوزين، الذي بسط في مداخلة مطولة تجاوزت 18 دقيقة، مواقف المملكة الراسخة من وحدتها الترابية، كما تضمنت مداخلة أوزين عتابا دبلوماسيا لبقا لمنظمة التعاون وللنظام الجزائري، لقي إشادة من طرف متابعي الشأن الدبلوماسي المغربي، وهو ما يجعلنا نتساءل عن دلالات وأثر ما قاله الوفد البرلماني من رسائل الأخوة والتشبث بالوحدة الترابية من داخل الجارة الشرقية للمملكة.
في هذا السياق، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “أوزين كممثل للبرلمان المغربي داخل مجلس التعاون الإسلامي يؤكد، من خلال مداخلة دبلوماسية، على المواقف الأساسية للمملكة، وعلى رأسها مطالبة منظمة التعاون الإسلامي بمراعاة المواقف المغربية و عدم النيل من الوحدة الترابية، سواء من مداخلة جزائرية أو غيرها”.
وشدد لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “استغلال هذه المنصة هو أمر ضروري لعدم السماح لتجاوزات متكررة، خاصة أن المغرب كان حريصا على المشاركة السابقة بفعاليات قمة جامعة الدول العربية التي احتضنتها الجزائر، بوضع شروط صارمة على رأسها عدم المساس بالوحدة الترابية للدول الأعضاء، من خلال نشر أو وضع خرائط المغرب منقوصة، أو من خلال مداخلات تشير إلى قضية الصحراء المغربية لا من قريب أو من بعيد”.
وأشار محدثنا، إلى أن “مسلسل التسوية السياسية الأممية قائم، و الجزائر لا يمكن أن تستغل لقاءات جامعة الدول العربية، باعتبارها منظمة إقليمية للنقاش في هذا الموضوع”، موردا أن “نفس الطرح أكد عليه أوزين في أشغال الدورة الـ 17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في الجزائر، على اعتبار أن منظمة التعاون الإسلامي لا تتدخل في قضية الصحراء المغربية، نظرا لأنه موضوع معقد و شائك، و يجب عدم المساس بهذه القضية، لأن الاصطفاف إلى جانب الجزائر يعني أن هناك تحيزا للجزائر في مواجهة المغرب”.
وأضاف أن “هناك محاباة من طرف بعض الدول داخل منظمة التعاون الإسلامي للمحور الإيراني الذي يدعم هذه التوجهات التي تمس بالوحدة الترابية، لكن موقف أوزين و وقوفه على هذا الاحتجاج بطريقة دبلوماسية، يقف في وجه أي مزاعم أو ادعاءات حول قضية الصحراء المغربية”.
وشدد لعروسي على أن “أوزين قام بما يلزم، من خلال تسجيل موقف دبلوماسي رصين و محترم، في الوقت الذي تحاول الجزائر استغلال أي فرصة مناسبة، سواء من خلال إشارته إلى الانتقال عن طريق رحلة غير مباشرة وهو أمر يسيء للجزائر بغض النظر عن القطيعة الدبلوماسية التي يجب أن تكون في إطار ثنائي ويجب أن لا تشمل حضور المغرب في المنظمات الإقليمية”.
وتابع أنه “لو عكسنا الموقف، سنجد أن المغرب، في حال احتضانه لقمة جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو غيرها من المنتديات الإقليمية، لن يقوم بمثل هذه الأخطاء الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر، و لن يفرض على الوفد الجزائري أن يمر من دولة ثالثة للقيام برحلة غير مباشرة للمغرب”.
وخلص إلى أن “فقدان البوصلة من طرف النظام العسكري الجزائري هو الذي أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه، وكان هذا التذكير من طرف أوزين أمرا جيدا، وربما قد يصحح المسارات في القادم من المنتديات والمؤتمرات وتتدارك هذه المنظمات الأخطاء مع الجزائر”.