لماذا وإلى أين ؟

فصلُ المــقال فيما بين “نكتة” طاليس عن المرأة المغربية و تيار التَّـشهير و الشَّعْـبوية

لا حديث في مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب إلا عن الكوميدي “عبد العالي لمهر”، المعروف بـ”طاليس”، و ذلك بعد “سكيتش” كوميدي قدمه هذا (طاليس) خلال حفل تكريمي نظم نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة الدار البيضاء،  احتفاءً بالإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم، في نهائيات كأس العالم قطر 2022.

بحضور رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، و وزير الثقافة محمد مهدي بنسعيد، و مدرب “أسود الأطلس” وليد الركراكي، و رئيس المجلس الوطني للصحافة، يونس مجاهد، إلى جانب اللاعب يحيى جبران، و يحيى عطية الله، ورضا التكناوتي، بالإضافة إلى فعاليات رياضية أخرى، قدم طليس سكيتش كوميدي بالحفل المشار إليه، و من بين ما قال فيها: ” حاجة وحدة لي عجباتني فالمنتخب هي أنه كل ما ربح في المباريات كل ما كنعنق البنات لي حدايا.. واحد الدريا حدايا كون دزتو للفنال كون حملت مني بكثرة ما عنقتها”.

العبارة المستعملة من طرف طاليس في وصلته الكوميدية اعتبرت من طرف بعض نشطاء الويب المغربي، “مهينة للمرأة المغربية و حاطة من كرامتها”، ومنهم من اعتبرها “تشويها للمستوى الرائع الذي قدمه الجمهور المغربي، داخل المغرب و خارجه، بالموازاة مع الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم بمونديال قطر 2022”. كما شجب و ندد عشرات النشطاء المغاربة بما صدر عن طاليس، وطالبوه “بتقديم اعتذار رسمي للمرأة و عدم التطاول عليها في عروضه الكوميدية”، و أكدوا أنه “تجاوز الخطوط الحمراء”.

ليس عيبا أن ننتقد عملا فكاهيا أو دراميا أو مقالا صحفيا أو سلوكَ مسؤول عمومي، على أن يكون ذلك وفق نقاش منهجي رصين  مبني على أسس علمية، وأن يكون الهدف تقديم نقد علمي من أجل البناء، لا أن يكون تهجما وتهكما يهدف الهدم والتشهير والتخويف واعدام الرأي الآخر.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الاختلاف مع السكيتش الذي التي قدمها الفكاهي طاليس من عدمه أمرٌ صحي في مجتمع التعايش بين الرأي و الرأي الآخر، مجتمع التنوع، لكن غير الصحي هو التجييش الكبير الذي تشهده منصات التواصل الإجتماعي المغربي كلما كان هناك رأي أو عمل لا يتوافق و هوى التيار الذي يسعى إلى التحكم في هذا الفضاء الإفتراضي الذي شكل، إلى حد الآن، فضاءً للتعبير والإختلاف.

ما تعرفه منصات التواصل بالمغرب من تجييش و هجوم بكل الوسائل، المشروعة و غير المشروعة، تصل حذ التشهير و التكفير و التخوين، كلما اختلف رأي مع هوى العامة، و خاصة ذاك التيار الشعبوي المُتَحَكَمِ فيه من طرف جهات ذات أهداف و أجندات معينة، تعزف على الوتر الديني مرة، و تعزف تارة أخرى على العاطفة الوطنية و نخوة الرجولة، تيار يكبر يوما بعد يوم، و هو أمر تجِبُ معه اثارة الإنتباه إلى ما قد يشكله من تهديد و خطر على التعايش و الإختلاف و حرية التعبير و الرأي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
31 يناير 2023 19:50

هذه هي الكوميديا السخيفة و البذيئة و الحاطة من مستوى صاحبها قبل الغير

عبدالله
المعلق(ة)
31 يناير 2023 21:33

على هذا طاليس الا يهرب النقاش ويسعى الى ايجاد منافذ غير سليمة ليدافع بها عن نفسه ،ما قدمه اساء الى كرامة المرأة عليه ان يعتذر وينتبه مستقبلا فلا احد يمنعه من حرية التعبير لكن اختيار سكيتشات رصينة وهادفة وتحترم الاخر وتخدم المجتمع وهذا هو دور المتيل بصفة عامة

cherif Alaoui
المعلق(ة)
1 فبراير 2023 00:15

الإعلام المغربي هو من أعطى لمثل هؤلاء العاهات الذين يظنون أنفسهم فكاهيون ويضحكون المغاربة بالتفاهات…….سيأتي اليوم الذي سينسون فيه، ولن يصلوا لؤلئك الذين من الجيل الأول والثاني الذين أضحكوا المغلربة دون أن يسهزؤوا بهم ولا بالمرأة المغربية التي هي الأم والأخت والبنت والزوجة……
لن يصل مثل هذا الصعلوك أو أمثاله إلى صندلة عبد الرؤوف ولا محمد بلقص ولا بنبراهيم… رحمهم الله، ولا للدسوكين، ولا حسن الفد ولا لكاد المالح…..
المستوى بين السموات والأراضين.
الألأهم اكفينا بقدرتك سخافة هؤلاء بما شئت وكيف شئت.

Adlouni
المعلق(ة)
31 يناير 2023 23:34

عندما يكون هذا المخلوق مثقفاً لن يقول هذا الكلام الذي يقال في راس الدرب مع شباب.في بريتش بلغته. اما امام شخصيات و في حفل ساهم النساء في قطر رايناهم يبكون اما بالفرحة و اما بالخصارة. من هب و دب اصبح فنانا و مخرجا و رئيس فرقة للثمتيل الخ اخر زمان

حسن
المعلق(ة)
2 فبراير 2023 05:45

ما آثار انتباهي في هذا المقال هو توظيف بعض المصطلحات في غير محلها ولا موضعها فنجد حرية التعبير والرأي وفي الجانب الآخر نجد هوى التيار المتحكم فيه وهوى العامة،وعليه صنف صاحب المقال (طاليس) على أنه يمثل حرية الرأي والتعبير ،وأما من انتقد الكلام الساقط الذي تفوه به (طاليس)(أقل ما يمكن أن يقال عنه انه كلام ولاد الزنقة) مجرد هوى العامة، ،إذا فالمعركة حسمت مسبقا بين حرية الرأي والتعبير وبين هوى العامة (الرعاع) وماذا عسانا ان نقول إلا لاحول ولاقوة الابالله، ولا يلتف حول العفن إلا الذباب والخنافيس و….(وكل إناء بما فيه ينضح)

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x