لماذا وإلى أين ؟

رسميا.. قيادةُ “البام” تُــبْعِدُ وهبي عن المشهد استعداداً لإزاحته من الأمـــانة العامة

عقدت قيادة حزب “الأصالة والمعاصرة”، لقاءً تواصليا مُغلقا مع بعض المنابر الإعلامية، مساء أمس الثلاثاء 31 يناير المنصرم، بالمقر المركزي لذات الحزب.

اللقاء المغلق، ترأسته فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني والإسم الذي يروج له بقوة من أجل خلافة عبد اللطيف وهبي، فيما غاب هذا الأخير عن الحضور.

أسباب غياب وهبي عن اللقاء بررتها المنصوري بكونه “على موعد مع وفد أجنبي”، وهو الموعد الذي “علم به في آخر لحظة”، بحسب رئيسة برلمان “البام”.

وبقراءة سريعة للمبرر الذي قدمته المنصوري حول غياب وهبي عن هذا اللقاء، يُلاحظ أنه مبرر واهٍ يسهلُ دحضُه، حاولت من خلاله المرأة الحديدة الحفاظ على ماء وجه وهبي، لكونها امرأة خلوقة لم تُرد إحراجه، وما يؤكد كون مبررها غير منطقي أن لقاءات المسؤولين المغاربة بالوفود الأجنبية التي تزور المملكة تكون مبرمجة سابقا، ولا تبرمج في آخر لحظة، ولا يمكن لوفد أجنبي أن يزور المغرب دون تحديد والإتفاق على أجندة الزيارة واللقاءات التي تتخللها والمسؤولين الذين سيلتقيهم (الوفد)، مع ضبط زمان ومكان هذه الأجندة، واحتمال وقوع تغيير فيها.

بالإضافة إلى ذلك، ألم يكن ممكنا لقيادة “البام” أن تؤجل لقائها التواصلي المغلق، مع أربع منابر إعلامية، المنظم في ظل سخط واسع للمغاربة على هذا الحزب بسبب “فضائح” وهبي، إلى حين توفر وقت مناسب في أجندة أمينه العام، ليقدم الحزب وقيادته صورة للمغاربة، على تماسكه الداخلي وتشبثه بأمينه العام؟

وما يؤكد أن قيادة البام أبعدت أمينها العام عن المشهد، وأن مبرر المنصوري غير دقيق وواه، هو حضور وهبي اجتماع المكتب السياسي للحزب الأصالة  وذلك يومه الثلاثاء 31 يناير المنصرم، أي الاجتماع الذي تلاه مباشرة، ما سمته المنصوري باللقاء التواصلي، بمعنى أن وهبي كان حاضر في مكان وزمان انعقاد اللقاء، وهو شخص يعشق الأضواء ويهوى الظهور في الإعلام، ولو كان الأمر بيده لما تخلى عن ترؤس اللقاء التواصلي مع المنابر التي يعتبرها حزبه “صديقة”.

كما أن المنصوري نأت بنفسها عن الدفاع عن وهبي ومؤازرته فما يعتبره هو وصديقه بنكيران “مؤامرة تستهدفه”، ورفضت التعليق على خرجاته الأخيرة، أو ما سمتها بـ”مواقفه”، سواء تلك التي أدلى بها كوزير للعدل أو كأمين عام لـ”البام”.

ما وقع في اللقاء التواصلي المغلق لـ”الجرار” رسالة واضحة بأن قيادة هذا الأخير نفضت يدها من وهبي، وأرغمته على الإبتعاد من الواجهة، ولم تعد ترغب في تمثيله لها خلال خرجات الحزب التواصلية، حتى المغلقة منها، التي يتم انتقاء المنابر التي تحضرها بعناية فائقة، تفاديا لأي إحراج غير متوقع.

أما ترؤس المنصوري لهذا للقاء، فهو تقديم غير رسمي، من قيادة البام لها، كخلف صالح لسلف طالح، أدخل الحزب في متاهات هو في غنى عنها، و زجَّ بالباميين والباميات في صراعات تهدد رصيدهم الإنتخابي والعلاقة الجيدة التي نسجها الحزب مع المغاربة بعد حقبة العماري، عـــرَّاب وهبي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x