لماذا وإلى أين ؟

باريس تَفقــدُ نُفوذها في المغرب لصالح المدّ الصيني و الروسي (صُحف فرنسية)

خصصت جريدتا “لوموند” و”شالونج” الفرنسيتين، حيزا كبيرا في عددهما ليوم الخميس 02 فبراير الجاري، لتراجع النفوذ الفرنسي في دول القارة الافريقية، من ضمنها المغرب.

”شالونج” كتبت في غلاف عددها بالبند العريض ”معركة افريقيا.. فرنسا، الصين، تركيا، روسيا والهند”، وهو عنوان الملف المكون من أكثر من عشر صفحات، الذي أنجزته الصحيفة الفرنسية حول التراجع المهول للنفوذ الفرنسي، سياسيا و اقتصاديا، في بلدان القارة السمراء.

وأفادت الصحيفة أن هناك انطباعا كبيرا بكون فرنسا تفقد ”أرجلها” في افريقيا، مشيرة إلى أنه خلال 20 سنة، تقهقر تواجد المشاريع الفرنسية، بشكل مهول، خاصة في مستعمراتها السابقة في افريقيا.

وذكرت أنه مابين 2002 و 2021، فقدت هذه المشاريع الإقتصادية الفرنسية 14 نقطة في السينغال، 10 في المغرب وفي الكوت ديفوار. فيما تراجعت ”الإقطاعيات” الفرنسية التاريخية في مجموع القارة، من 10،6 إلى أقل من 4.4 في المائة.

وأرجعت الصحيفة هذا التقهقر إلى تزايد المد الصيني في القارة، الذي تضاعف خمس مرات في القارة، خلال العقدين الأخيرين؛ وفق ما صرح به خبيران اقتصاديان.

كما وصفت الصحيفة حضور الهند مكان فرنسا في القارة الافريقية بـ ”المذهل”، خاصة في قطاع الصحة، بينما يظهر المد التركي في قطاع البناء وفي مايتعلق بالتجهزيات المنزلية.

ووفق بيانات ”شالنج”، فإن التواجد الصيني في القرن الافريقي انتقل ما بين 2002 و 2021، من 3.8 فقط إلى أزيد من 18.8 في المائة، وتركيا من 1 إلى 3.2، و روسيا من 1.4 إلى 2.4، خلال نفس الفترة، فيما انتقل نسبة تواجد المشاريع الهندية من 1.9 إلى 5.6 بالمائة.

من جهتها، خصصت ”لوموند”، إحدى أشهر الجرائد الفرنسية، مقالا حول النفوذ الصيني الجديد. وأفادت أنه يبدأ من ميناء اليونان، ولها علاقات مع تركيا، وتتغزل بالمغرب و الجزائر، وتدفع بـ ”بيادقه” في الدنمارك و إيسلندا، من أجل حماية توغلاتها في افريقيا وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأبرزت الصحيفة أن الصين أقدمت سنة 2017، على إنشاء قاعدة بحرية في جيبوتي، من أجل محاصرة المد الفرنسي والأوروبي عبر المحيط المتجمد الشمالي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

4 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

6 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
cherif Alaoui
المعلق(ة)
3 فبراير 2023 19:49

يجاب التخلي كذلك عن اللغة الفرنسية وتدريس اللغة الأنجليزية بصفة مكثفة، حتى يستطيع التلاميذ والطلبة المغاربة من اختيار دول اخرى بالعالم لأجل الدراسة والتكوين، ولرجال الأعمال والإقتصاد.
حيثما كانت فرنسا، تركت وراءها التخلف والضعف والتبعية اقتصادية والسياسية لصالحها.
العالم اليوم يتكلم إنجليزي وليس فرنسي، ربان الطائرة الفرنسيون أنفسهم إذا طاروا في ألجو ، يتكلمون بالإنجليزية ، وفرنسيتهم بقيت في الأرض.
5 دول فقط تتكلم الفرنسية: فرنسا – جزء من بلجيكا – جزء من سويسرا – جزء من لوكسمبورغ – جزء من كندا.
أما الدول التي احتلتها فرنسا فتبقى اللغة الفرنسية في المركز 2 بعد اللغة المحلية.
نتمنى أن يستيقظ المسؤولون المغاربة حتى نتحرر من التبعية ولو جزءا جزءا.

عبد الخالق صدور
المعلق(ة)
5 فبراير 2023 02:20

لا تزال فرنسا تمني نفسها بكونها هي القوة الضاربة في إفريقيا متناسبة أن لها تاريخ اسود في كل مساعداتها القديمة مثل المغرب تونس الجزائر وموريتانياةفي شمال القاهرة الإفريقية ناهيك عن الدول الأخرى في إفريقيا نفسها. الحلم الفرنسي المستحود ارتطم اليوم مع الواقع الجديد للشعوب المتحررة وأصبحت فرنسا. منبوذون الكل يضاردها حتى بوركينا فاصو لم تطيق التواجد الفرنسي على أرضها ومنحتها مهلة قصيرة من اجل الرحيل. فرنسا كالكلب الاجرب لا احد يطيقه تعيش عزلة خطيرة وسوف تدافع ثمن نهبها لخيرات الافارقة

عبدالكريم
المعلق(ة)
5 فبراير 2023 09:45

فرنسا هي اكبر فيروس في افريقيا

محمد
المعلق(ة)
4 فبراير 2023 22:22

الماء والشطابة باي باي ماما فرنسا

عمران
المعلق(ة)
5 فبراير 2023 12:28

قوة تأتير فرنسا مرتبط بقوتها الإقتصادية و الديموغرافية.
طبيعي أن تنكمش فرنسا إقتصاديا و ديموغرافيا فيتراجع نفودها.
لكن الفرنسيين يتوجهون للشراكة مع الشركات الصينية بدل السباحة عكس التيار.

في الحقيقة
المعلق(ة)
4 فبراير 2023 07:53

و هناك مقالات أخرى ترصد تراجع الاستثمارات الصينية و الروسية في القارة و اغراق بعض الدول الافريقية بالديوان الصينية و كذلك غرق الدول الانكلوفونية في الحروب الأهلية و الفساد و سوء التدبير ،بخلاف الدول الفرنكوفونية…نشر هذه المقالات يندرج في إطار الحرب على فرنسا للضغط عليها في مشكل الفيزا و الموقف من الصحراء….

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x