لماذا وإلى أين ؟

الشناق يكشفُ تفاصيل جديدة عن الهُجوم على المغرب في مؤتمر “التعاون الإسلامي” بالجزائر (حوار)

خلف خطاب البرلماني محمد أوزين خلال أشغال الدورة الـ 17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في الجزائر مابين 26 و 30 يناير المنصرم، ورده على هجوم رئيسة البرلمان الأنديني؛ غلوريا فلوريس، على المغرب والمس بوحدته الترابية، (خلف) ردود فعل إيجابية لدى فئة واسعة من المغاربة الذين نوهوا بقوة الخطاب.

وبالرغم من انتشار شريط الفيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي، الموثق لخطاب محمد أوزين، إلا أن المغاربة ما زالوا يجهلون كواليس الحدث، وسياق الهجوم على المغرب من طرف ضيفة الدولة المنظمة وكيفية تعامل الوفد المغربي مع ذلك. وفي هذا السياق تستضيف الجريدة الرقمية “آشكاين”، البرلماني عن الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية؛ خالد الشناق، عضو الوفد البرلماني المغربي المشارك في أشغال اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنظم بالجزائر، للكشف عن تفاصيل الحدث.

 نص الحوار مع عضو الوفد المغربي المشارك في أشغال اتحاد مجالس الدول الأعضاء بالمنظمة خالد الشناق:

في البداية حدثنا عن استقبال الوفد المغربي عند وصوله الجزائر يوم الأربعاء ونقاشات اللجان؟

شكرا، في الحقيقة كان الاستقبال بحفاوة، وجدنا الإخوة الجزائرين من مسؤولين بوزارتهم الخارجية ونائب رئيس المجلس الوطني الشعبي وبعض البرلمانيين في انتظارنا، ويسروا لنا إجراءات المطار وتوصلنا بالأمتعة، قبل أن يرافقونا إلى الفندق.

أما بخصوص اللجان، فلابد أن أؤكد في البداية أن الوفد المغربي كان منضبطا ويسوده احترام تام بين جميع أعضائه من رئيس الوفد محمد أوزين إلى مختلف الزملاء من مختلف الأحزاب السياسية. فالاختلاف في الألوان الحزبية والأيديولوجيات السياسية ذاب في المهمة الوطنية والدفاع عن قضايا المغرب الرئيسية. وهو ما يبرهنه حرصنا على حضور مختلف اللجان.

ففي لجنة فلسطين مثلا، أبرز الوفد المغربي أهمية وكالة بيت مال القدس الشريف في الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة المقدسة، وحرص رئيسها الملك محمد السادس على تنزيل مشاريع هامة في قطاعات التعليم والصحة والثقافة وبرامج المساعدة الاجتماعية في فلسطين.

أما في اللجنة السياسية، فقد حرص الوفد المغربي على إحاطة ممثلي الدول الإسلامية بمحاولات البرلمان الأوروبي العدائية للمساسِ بمصالح المغرب وصورته من خلال التجاوز غير المقبول لاختصاصاتِه وصلاحياتِه، وتطاوله على دولة ذات سيادة ومؤسساتها وتدخله في شؤونها الداخلية.

والأهم من كل هذا، أن الوفد البرلماني المغربي المشارك في أشغال الدورة الـ 17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في الجزائر ما بين 26 و 30 يناير المنصرم، لم يفوت أية فرصة للدفاع عن مصالح المملكة المغربية وإبراز قضاياه الوطنية الإستراتيجية.

طيب .. بعد المس بالوحدة الترابية في الجلسة العامة تدخل الوفد المغربي بخطاب قوي، هل تمت صياغة هذا الخطاب بشكل فردي أم جماعي؟

قبل الرد عن هذا السؤال، لابد أن أضعكم في سياق رد الوفد المغربي. فقد تفاجأنا في الجلسة الافتتاحية بهجوم رئيسة البرلمان الأنديني على المغرب من خلال المس بوحدته الترابية، التي لم تكن إلا مجرد ضيفة،. ورغم ذلك فالوفد المغرب ضبط أعصابه ولم يقم بأي شيء من شأنه أن يمس بسمعة المملكة ونواب الأمة المغربية، حيث اجتمع الوفد على عجل بعد نهاية الجلسة الإفتتاحية لدراسة طريقة الرد بحكمة وقوة على الهجوم على بلادنا.

مباشرة بعد نهاية الجلسة الإفتتاحية، إطلعت شخصيا على مقالات صحفية ومحتويات على “اليوتيوب” تسوق لكلمة رئيسة البرلمان الأنديني، وهو مؤشر على أن الأمر كان مدروسا. وبالتالي كان الوفد المغربي ملزما بالرد، فكان الإتفاق على صياغة كلمة محتواها ينبني على مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ويركز على سياسة اليد الممدودة التي ينهجها المغرب اتجاه الجارة الشرقية.

وكما تابع الجميع، تمت تلاوة الكلمة من طرف رئيس الوفد البرلماني المغربي محمد أوزين بأسلوبه، وهو ما تفاعل معه الجميع بسبب عمق محتوى الخطاب وقوة كلماته و دلالاته.

طبعا، خطاب أوزين حصد تفاعلا كبيرا لدى فئة واسعة من المغاربة، لكن ما وقعه في الجزائر وداخل قاعة اللقاء؟

أكيد كان له وقع كبير، وحتى تلمسوا مدى تأثير الكلمة على الحاضرين لابد أن أضعكم في سياقها، فكلمة الوفد البرلماني المغربي جاءت في آخر اللقاء بعد اتباع الترتيب “الابجدي”، وعندها أصاب الملل الحاضرين وبدأت أحاديث ثنائية تظهر في الأطراف وعياء من بعض الحاضرين. لكن عندما شرع الزميل أوزين رئيس الوفد المغربي في إلقاء الكلمة، صمت وانتبه الجميع وكأنهم ينتظرون رد المغرب.

وحيث أن الخطاب قوي وطريقة أوزين في الإلقاء زادته قوة، فبعض الحاضرين شرعوا في التصفيق قبل انتهاء الكلمة، وذلك بسبب معاني الأخوة والتعاون التي ركز عليها الخطاب. وعند انتهاء كلمة الوفد المغربي صفق الجميع بحرارة.

عند خروجنا من القاعة، التقيت بمدير ديوان رئيس المجلس الوطني الشعبي بالجزائر؛ وقال لي بالحرف “والله اسيدي إلى التبارك الله عليكم”، ونوه بخطاب الوفد المغربي وبنائه السياسي وتأسف لما حدث، وقال “حنا خاوة خاوة، والله يفرجها ياربي”.

بصدق، الجزائريون إخواننا، الجميع تعامل معنا باحترام هناك، بما في ذلك البرلمانيين الجزائريين “واخا كتحس بهم خايفين ولا مضغوط عليهم”، لكن عموما وقفنا على أن الشعبين إخوة و”متفاهمين ٪100، لكن الله يهدي الحكام عندهم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x