لماذا وإلى أين ؟

إيـــزم تستعرضُ أنماطاً حديثة لمُحاربة ظاهرة انتشار الكلاب الضّــالة (حوار)

وسيم الفايق/ صحفي متدرب

بات مشهد انتشار الكلاب الضالة، بعدد من المدن المغربية، يشكل قلقا لدى المواطنين، و يثير غضبهم، خصوصا أننا أمام ظاهرة تهدد سلامة الكبير و الصغير، ناهيك عن تأثيرها السلبي على بيئة عيش السكان؛ إذ تتجول عشرات الكلاب ليل نهار بعدد من الأحياء والأزقة، وما يزيد الأمر سوءاً أنها غير معقمة ولم تخضع للتلقيح.

منذ أن بدأت الظاهرة في الاستفحال، وصرخات المواطنين الغاضبة تعلو في مختلف مدن المملكة، خصوصا أن عدداً منهم وقع ضحية هجوم كلاب الشوارع في مشاهد كارثية، بل منهم من فقد حياته أو حياة طفله بسبب مهاجمته من طرف كلاب متشردة.

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه حوادث مهاجمة هذه الكلاب للمواطنين، شنت بعض الجماعات حملات قتل و تسميم في مواجهتها، وهو ما أثار استنكار فريق من المواطنين والجمعيات الحقوقية، الذين رَأَوْا في الأمر إساءة لمبدأ الرفق بالحيوان، معتبرين أن “القتل” ليس حلا لمحاربة الظاهرة، إنما هو “جريمة” في حق هذه “الأرواح البريئة”، بينما اعتبر آخرون أن جمعيات الدفاع عن هذه الحيوانات هي المسؤول الأول عن استمرار الأذى و”القتل” الذي يتعرض له بسببها المواطنون.

في هذا السياق، الذي يشهد تباينا في الآراء حول سبل محاربة الانتشار المهول لظاهرة الكلاب الضالة ، استضافت “آشكاين” في فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع، خديجة ايزم، رئيسة جمعية “قرية الحيوانات”، للحديث حول الموضوع، وفيما يلي نص الحوار:

 ما هي أسباب ارتفاع الكلاب الضالة بشوارع المدن المغربية؟

إن سبب ارتفاع الكلاب الضالة بشوارع مدننا، يعود إلى انعدام سياسة تعقيم الكلاب من طرف الدولة، و غياب ملاجئ لإيواء الحيوانات الضالة، ثم غياب ثقافة تبني الكلاب لدى المواطن المغربي، اللهم بعض الأشخاص الذي يستعملون الكلاب للحراسة، أيضا الجماعات الترابية المحلية لم تحدد ميزانية للتعقيم؛ بل إن هناك اتفاقية مشتركة بين طرف وزارة الداخلية، و وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، تهدف إلى تطويق الظاهرة، عبر تعقيم الكلاب وعلاجها ضد الطفيليات وتلقيحها ضد داء السعار، لم يتم تفعيلها على أرض الواقع، ولا زلنا ننتظر منذ أربع سنوات تقريبا.

وأؤكد لكم أن تعقيم الكلاب سيوفر الكثير، بل يجعل من الكلاب أكثر لطفا، وقد قمت شخصيا بهذه التجربة في إحدى أحياء تامسنا حيث عقمت كلبين و وضعت عليهما حلقة تميزها، ثم وضعتهما في الحي، وأصبحوا أكثر قربا وألفة من الساكنة. 

ما تعليقكم على اعتماد بعض الجماعات قتل وتسميم الكلاب الضالة كحل للحد من انتشار الظاهرة؟

تسميم الكلاب الضالة ليس حلا على الإطلاق، لأن الله لم يخلقهم عبثا، هم أرواح بريئة، ويشعرون مثلنا بالبرد و الجوع و الألم، أعتقد أن فعل “قتلهم” هو حرام، و رأيت حالات لأشخاص عاقبهم الله في الدنيا قبل الآخرة بسبب اعتدائهم على حيوان، ولعل السبب الذي جعلني أؤسس جمعية “قرية الحيوانات” هو إنقاذ هذه الكائنات البريئة من “مجازر” القتل البشعة التي يتعرضون لها، هناك حلول أخرى وأنماط حديثة لمحاربة الظاهرة، وأول حل يمكن البدء به هو تفعيل الاتفاقية التي ذكرت لتعقيم الكلاب، وعدم تجاهل الحيوانات المهجورة من طرف المخططات التنموية للجماعات المحلية. وأؤكد أن القتل ليس حلا، بل “جريمة” وذنب في حقهم.

طيب، ما الحلول التي تقترحونها، غير القتل والتسميم، بغاية حماية المواطنات والمواطنين من التهديدات التي يُشكِّلُها الانتشار الكبير للكلاب الضالة؟ أو على الأقل التخفيف منها؟

فعلا هناك أنماط حديثة لمحاربة الظاهرة، أولا عبر انخراط المواطنين في العمل التطوعي للاهتمام بحيوانات الشارع، والرأفة بهم، ثم لما لا يشتغل الأطباء البيطريين حديثي التخرج، من مدارس الدولة الخاصة بتكوينهم، على الأقل لمدة عام، خدمة مدنية، للانخراط في حملات تعقيم الكلاب. هذا الأمر لا نجده في بلدنا، إذ بمجرد أن يتخرج الطبيب البيطري يفتح مقر عمله الخاص، دون انخراط في عمل تطوعي لصالح الدولة. وسيكون من المنطقي لو أننا خصصنا المصاريف التي نخسرها في قتل الكلاب لإنشاء ملاجئ لإيواء الكلاب، ويبقى الحل الأمثل بالنسبة لي هو تعقيم الكلاب وإخصاؤها للحد من تكاثرها.

 ما هي مطالبكم في الجمعية بخصوص وضعية الكلاب والقطط الضالة، وما هي الرسالة التي توجهينها للجهات المسؤولة؟

أولا يجب تفعيل قوانين حماية الحيوان، وأن يعاقب كل من يسيء أو يعتدي على الحيوانات، وأن نستفيد من التجارب الدولية المتقدمة في هذا المجال، حيث يوجد في بعض الدول شرطة خاصة لإنقاذ الحيوانات التي تتعرض لسوء المعاملة.

ثم إننا نطالب بإنشاء الملاجئ وتفعيل القوانين على أرض الواقع، كما أتمنى من المسؤولين أن يهتموا بهذه الكائنات البريئة، وأن تقدم مساعدات للجمعيات لإطلاق حملات تعقيم للكلاب الضالة بدل شن حملات لقتلها، والأهم من كل هذا أن تتظافر جهود الجميع لحماية حقوق الحيوانات.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1.5 2 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
6 فبراير 2023 13:48

المشكلة يجب ان تعالج بمقاربة بيئية سياحية وامنية، حيت تصبح الكلاب الضالة والمختلين عقليا، مشكل واحد تقريبا.

حمو
المعلق(ة)
5 فبراير 2023 23:25

المتني هذه السيدة، هي لا تعرف قيمة الكلب في الإسلام، ثم انها لم تتعاطف مع ضحايا الكلاب والكلبات، وهذا طبيعي من بشر يفضل الحيوان على الإنسان.
تعيبي علينا عدم تبني الكلاب، يالها من وقاحة، نحن تركنا لك جميع الكلاب فقومي بنقلها الى فيرمتك

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x