يوسف شبعة: مونديال الأندية قام بتسْويق طنجة عالميا (حوار)
عاشت المدينة العتيقة لطنجة شأنها شأن العديد من المدن على وطأة الأزمة الاقتصادية التي فرضتها قيود كوفيد وإغلاق الحدود، خاصة أن مدينة طنجة ومدينتها القديمة تعيش على السياحة بشكل كبير، فالعديد من الأسر تعيش من عائدات القطاع.
من هنا جاءت مبادرات عدة لتخفيف وطئة الأزمة الاقتصادية التي لازالت تداعياتها مستمرة إلى يومنا هذا، على رأسها مبادرة “مسارية فالمدينة” التي تدعوا لزيارة المدينة العتيقة لطنجة ومتاحفها ومرافقها، والتي انطلقت نسختها الأولى إبان انتهاء إجراءات الحجر الصحري، فيما انطلقت نسختها الثانية خلال فعاليات كأس العالم للأندية الذي نظم حفله الافتتاحي كما بعض مبارياته بمدينة طنجة.
وفي السياق ذاته، استضافت “آشكاين”، خلال فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع، يوسف شبعة، الكاتب وصاحب المقهى الثقافي “الشريفة” بالمدينة للعتيقة لطنجة، وأحد جنود الخفاء وراء مبادرة “مسارية فالمدينة”، لمناقشة مدى مساهمة مثل هاته المبادرات في تخفيف الأزمة، خاصة بقطاع السياحة، وهل ساهم “الموندياليتو” أيضا بطريقة أو بأخرى في هذا المنحى.
وفي ما يلي نص الحوار:
من أين استوحيتم فكرة “مسارية فالمدينة” وماذا كانت توقعاتكم وأهدافكم منها ؟
فكرة “المسارية فالمدينة” كانت نسختها الأولى إثر الأزمة الإقتصادية التي ضربت المدينة العتيقة نتيجة تداعيات وباء كرونا وإغلاق الحدود مع الجارة الإسبانية؛ فكانت الدعوة إلى زيارة المدينة العتيقة الهدف منها تسليط الضوء على ما يعانيه التجار من كساد من أجل إيجاد حلول تخفف من تداعيات الأزمة على تجار وهو ما نجحنا فيه.
أما النسخة الثانية فتختلف تماما عن النسخة الأولى لا من حيث السياق ولا الهدف المعلن من طرف المبادرة؛ هذه المرة كمجتمع مدني وبمناسبة احتضان طنجة لفعاليات الموندياليتو، بادرنا بإطلاق النسخة الثانية من أجل المساهمة في إنجاح هذا العرس الكروي العالمي.
وهل استفادت طنجة من كأس العالم للأندية في ما يخص تسويقها كوجهة سياحية؟
مدة فعاليات الموندياليتو هي محدودة جدا وبالتالي لايمكن أن نقول أن وقع تنظيم الموندياليتو سينعكس اقتصاديا بشكل كبير على المدينة؛ لكنه قام بتسويق المدينة عالميا، إذ أن ما واكب هذه التظاهرة الرياضية عالميا من حملات إشهارية على مختلف القنوات العالمية وكذا على وسائط التواصل الإجتماعي ناهيك عن التمثيل المشرف للمنتخب الوطني في المونديال الأخير بقطر، كل هذا يبشر برواج تجاري في مقبل الأيام وهذا بحده إنجاز كبير سيستفيد منه المغرب عموما. كما يحسب لسلطات المدينة بمختلف تلاوينها، التنظيم المحكم وتأمين فعاليات مونديال الأندية، وهذه قفزة نوعية لمدينة طنجة والمدينة العتيقة التي صارت قبلة الزوار من داخل المغرب وخارجه.
طيب، هل حققتم الأهداف المرجوة من المبادرة؟
بالمناسبة، هذه المرة لم نبادر بإطلاق هذه المبادرة بل تلقينا دعوات من عدة فعاليات وجمعيات المجتمع المدني من أجل زيارة المدينة العتيقة لطنجة؛ ويكفي أن اهتمام الساكنة بهذه المبادرة والدعوة إلى تكرارها وهو نجاح للمبادرة؛ كما أن استجابة الساكنة لهذه الدعوة وزيارتهم بكثافة للمدينة العتيقة هو نجاح لهذه المبادرة التي نأمل أن تتطور في السنوات المقبلة.
هل ترون أن “السوق الداخل” بطنجة شكل نسخة مغربية لمونديال الأندية من سوق “واقف” بمونديال قطر ؟
لايمكن اختزال مدينة طنجة في “السوق الداخل”؛ كما لا يمكن تشبيه “السوق الداخل” بسوق “واقف” الذي ارتبط بمونديال قطر، لأن لكل خصوصياته الثقافية، كما أن طنجة مدينة الكل من الكل وليس الجزء من الكل، “السوق الداخل” جزء من تاريخ طنجة، ومع الإصلاحات التي شهدتها المدينة القديمة بطنجة في إطار برنامج طنجة الكبرى الذي أطلقه صاحب الجلالة نصره الله، فعلا صارت أكثر غواية وجمالية، فإذا كنا نشتكي بالأمس من غياب الفضاءات الثقافية والمتاحف ودور السنيما، فإن المشكل اليوم في الوقت لمن يزور مدينة طنجة لاكتشافها لأن يوم واحد لا يمكن أن تقف على كل ما تزخر به المدينة من معالم سياحية وثقافية.
ختاما، هل ستكون هناك مبادرات مشابهة في القادم من الأيام؟
نطمح أن تتحول مبادرة “المسارية في المدينة” إلى تقليد سنوي، وهي ليست مبادرة شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص، بل هي مبادرة مدينة طنجة كلها ومنها المغرب ككل، فالمدينة العتيقة لطنجة هي قبلة سياحية بطنجة، وإن أعطت صورة جيدة عن السياحة فهي صورة تمثل المغرب كله. كما أن هناك مبادرات قيمة ستكون صيف هذا العام بشراكة مع شخصيات ثقافية بهولندا.