لماذا وإلى أين ؟

البرلمان الأوروبـي من التَّـوصيات الى المُـضايقات

عباس الوردي

يعيش البرلمان الأوروبي في الآونة الأخيرة على وقع عداء غير مبرر تجاه المملكة المغربية ، فهل يتعلق الامر بخدمة اجندة ضيقة عنوانها قضية الصحراء المغربية المقترنة بالتقدم الذي يحرزه المغرب في ظل العهد الحديث؟،

فأن يصل الامر الى منع ممثلي المملكة المغربية من ولوج مقر البرلمان الأوربي فهذا امر ليست له مسوغاته، فماذا فعل المغرب؟ وماهي تهمته؟ وهل هناك دليل على الاتهام؟

فعلا؛ توجه غير مقبول من لدن جزء لا يتجزأ من منظومة الإتحاد الأوروبي الذي تربطه علاقات استراتيجية مع المغرب، وما يزيد الطين بلة هو توالي هذه التحركات من لدن نفس المؤسسة في وقت تؤكد فيه جملة عريضة من التقارير الدولية على المنحى الإيجابي الذي تعرفه مسارات الديمقراطية والتنمية بالمملكة، وهذا كله يفتح قوسا عريضا عما اذا كان هناك كيان يحاول تعكير صفو الأجواء بين الشريكين الاستراتيجيين؟ إن الامر يتعلق بمحاولة فرملة جماح المغرب الذي أصبح له موقعه الإقتصادي والسياسي، مغرب ينحو منحى تنويع الشراكات ، فهل هناك من يخاف على مصالحه ولا يمتلك الجرأة الأحادية لكي يعبر عن رأيه عبر قنواته الدبلوماسية، وليس الإعلامية، التي تكتب ما يروقها في اتساق تام مع توجهات البرلمان الأوروبي ، ألِــهذا الحد وصلت الدولة المستعمرة قديما والمتأزمة حديثا أن تحاول العبث بمصير علاقات المغرب والاتحاد الأوروبي لا لشيء الا لعدم رضاها عما وصل اليه المغرب، إمبريالية متجذرة لديك يا جمهورية، طردتك من مالي ومن بوركينافاسو وكدرت علاقات الحب مع الجزائر والحصيلة مرشحة للإرتفاع هذا دون أن ننسى تذكيرك بمشاكلك الداخلية الجمة والتي أصبحت تؤثر على ثقلك حتى بمحيطك، إنها وصمة الخزي والعار الدولي الذي يطالك و سيلاحقكً شئت أم أبيت، ماض استعماري أسود يطالبك بالإعتذار، وحاضر يذكرك بلهفك على غاز الجار الذي أخلفت معه الوعد والعهد فعن أي ثورة فرنسية تتحدثين وعن أي نهضة تنشدين، وما ذا يخالج خوالجك من غصة تجاه المغرب، لعبت ورقة التأشيرة ولم توفقي، تقربت من الجار الذي لازال ينتظر منك الإعتذار فلم تفِ بوعدك تجاهه، لا لشيء الا لأنك وجدت طريقا اخر للغاز، فماذا تريدين بالضبط من المغرب، هل تخيفك إنجازاته أم أنك لازلت تواقة لفترة الاستعمار الذي أفل نجمه، هل لك رأي يخالف توجه شركاء المغرب من الولايات المتحدة الامريكية، اسبانيا، الصين، روسيا و دول مجلس التعاون الخليجي وغيرهم ، لماذا تتخلفين عن الركب وتحاولين والأرقام تفضحك بمحاولة توجيه البرلمان الأوربي، ذلك أنك قد اخفقت في بيكاسوس وها أنت الان تحاولين الركوب على قطر كايت، فلتكفي يا جمهورية عن مضايقاتك المفضوحة ولتفتحي صفحة جديدة مع رعاياك ومحيطك لأنك قد أصبحت تشكلين عبئا ثقيلا عليهم لأنهم يعرفونك جيدا وسيقفون أمامك وجها لوجه وسيجدون من ترهاتك البائدة والتي لا تستند لا على دلائل ولا براهين، فأيما صبيانية هاته، هل هي غصة الغيرة ام أن الامر يتعلق بمحاولة فرض توجه الرجوع الى بيت الطاعة، لكل ذلك فحالة الطلاق قائمة ولا رجوع الا لبيت الطاعة ولا غيره ، ذلك ان كل المقومات الدولية تجمع الان على ضرورة تغيير الخطاب والمنهج تجاه الشريك في ظل النظام العالمي الجديد غير أن الجمهورية لازالت تنتاب مخيلتها احلام من درب الماضي، وصفوة القول يا جمهورية ، فإما أن ترجعي بيت الطاعة أنت وإما فالفراق والندية سيكونان عنوان الحاضر والمستقبل ويا برلمان أوربي فلما هذا العويل كله فلو كان لديك دليل على ادعاءاتك لما سلكت كل هذه الطرق الملتوية والتي لن تزيد الا إجهازا على مصداقيتك حتى وسط محيطك ، لكل ذلك فخير ما نختم به لا يمكن ان يخرج عن جادة اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل .

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
18 فبراير 2023 18:19

ما حدت في الاتحاد الاروبي ضذ المغرب تباركه دول بشكل صريح كفرنسا، ووراءه بشكل خفي عدة دول ومنها المانيا وايطاليا وغيرها الذين يرون في نجاحات المغرب اخلال بالتوازن في شمال افريقيا كما عبرت عن دلك ألمانيا سابقا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x