لماذا وإلى أين ؟

عكـــوري: إضراباتُ “المُتعاقدين” المتكررة أَضاعت جيلا من التلاميذ و هذا هو الحل (حوار)

يشهد قطاع التربية والتعليم حالة من التوتر وشد الحبل بين النقابات والتنسيقيات وبين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث تميزت الفترة الأخيرة بحالة من “الاحتقان” بسبب ما بات يعرف بـ”معركة النقط” التي يخوضها الأساتذة أطر الأكاديميات المعروفين إعلاميا بـ”أساتذة التعاقد”،  والتي امتنع بموجبها الأساتذة عن منح الإدارة نقط التلاميذ كخطوة “تصعيدية” في إطار “نضالاتهم للمطالبة بإدماجهم في الوظيفة العمومية وإسقاط محاكمات زملائهم المتابعين قضائيا على خلفية مشاركتهم في احتجاجات دعت لها تنسيقيتهم”.

وردا على امتناع الأساتذة منح النقط، عمدت الوزارة إلى إصدار مئات  التوقيفات في حق الأساتذة الممتنعين، وهو ما ردت عليه “التنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم المفروض عليهم التعاقد” بإضرابات متتالية، علقتها يوم أمس السبت متوعدة باحتجاجات “نوعية” ممركزة بالرباط، والتي ترافقها “أشكال تصعيدية” بعدما واصلت الوزارة توقيفاتها رغم تراجع الأساتذة عن خطوة عدم تسليم النقط.

وفي ظل هذا الوضع تباينت مواقف المتابعين للشأن التربوي حول معركة الأساتذة وتفاعل الوزارة مع مطالبهم، بين من يساند مطالب الأساتذة واحتجاجاتهم، وبين من يرى أن “معركة النقط” جعلت من التلاميذ “رهينة”، ولمعرفة رأي آباء و أولياء التلاميذ في هذه الإضرابات والحلول التي يقترحونها لتفادي تكرار هذا الوضع، تستضيف “آشكاين” رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، نور الدين عكوري للإجابة عن هذه التساؤلات.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية.. كيف تنظرون إلى طول أمد الاضرابات؟ 

بالنسبة للإضرابات الحالية والتي كانت من قبل والمستمرة في قطاع التربية والتعليم، فقد أضرت بجيل من التلاميذ والتلميذات، والأمر ليس متعلقا بهذه الإضرابات التي نراها اليوم، فمنذ حوالي 6 سنوات وهم في إضرابات متتالية، دون أن نحتسب شهور الجائحة، عندما كان التلاميذ في بيوتهم، ولكن كانت الإضرابات كثيرة، فعندما أحصينا هذه الإضرابات وجدناها تتجاوز 500 يوم إَضراب، وهذا يعني أن جيلا بأكمله ضاع في زمن التعلم.

فمثلا الإضرابات الأخيرة كيف للسادة الأساتذة أن يستدركوا زمن التعلم الذي ضاع للتلاميذ، وليس من السهل أن يستدركوا  زمن التعلم.

وبالنسبة لنا كآباء وكفدرالية، فقد أصبحت هذه الإضرابات تضر بالتلاميذ والتلميذات، خاصة بالعالم القروي الذي يعرف تواجدا كبيرا للسادة الأساتذة أطر الأكاديمية، وخصوصا المناطق الهشة، وهو ما لا يضمن تكافؤ الفرص بين التلاميذ.

ففي الامتحانات الوطنية والإشهادية خصوصا، نجد أن التلاميذ يُمتَحنون في نفس الامتحان سواء التعليم العمومي أو الخصوصي، ولا يعقل أن تلميذا قرأ المقرر بأكمله وأنجز فيه تمارينا وركز فيه جيدا، وتلميذ آخر لم يكد يكمل المقرر.

ما تقييمكم لآثار الإضرابات على التلاميذ وتكوينهم؟

عندما تصبح هناك ثغرات لدى التلميذات والتلاميذ في تعلماتهم أول ما ينتجه هو الهدر المدرسي، لأن من الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي هي الثغرات في التعلمات، فعندما نجد تلميذا تعلماته ناقصة فإذا انتقل إلى المستوى الأعلى، مثلا كان يدرس في الخامس إبتدائي وانتقل إلى السادس إبتدائي، فإنه لا يستطيع المسايرة، وعندما لا يستطيع المسايرة ففي غالب الأحيان يمل القسم ويمل التعلم، ويمكن أن يغادر المؤسسة.

وقد تحدثنا في هذا الموضوع مع وزارة التربية الوطنية على أساس أن يكون هناك دعم قوي للتلميذ، وهناك برنامج “تاغل” خاصة في التعليم الإبتدائي، كي يتم سد هذه الثغرات، ونفس الشيء بالتعليم الإعدادي والثانوي التأهيلي، نجد نفس المشكل، فحتى التلميذ الذي يدرس الباكالوريا وأراد أن يجتازها، فإذا لم يكن متمكنا من التعلمات فسيتجه للغش.

ما الحل الذي تقترحونه تفاديا لتكرار هذا الأمر كل موسم دراسي؟

الحل الذي نقوله دائما، هو أنه يجب أن يتم حل الملفات العالقة لرجال ونساء التعليم بشكل نهائي، ويجب أن يكون هناك وضوح في هذه الأمور، حتى يعرف الرأي العام “شنو كاين وشنو لي ماكاينش”.

لأنننا نجد الآن النظام الأساسي لرجال ونساء التعليم، وقد استمعنا للمتدخلين من النقابات الأكثر تمثيلية ولوزارة التربية الوطنية في شخص مدير الموارد البشرية، ويظهر أن جميع أطر الأكاديميات أدمجت وستصبح مثلها مثل الأساتذة الآخرين، وستستفيد بدورها من أجرتها من الخزينة العامة، وميزانيتها يصوت عليها البرلمان، وعرفنا أنه لم يعد هناك شيء اسمه أطر الأكاديميات أو المتعاقدين وجميع الأساتذة سيصبحون فئة واحدة، ونفس الترقيات والامتيازات لدى الجميع.

نحن نريد ملف رجال ونساء التعليم، خاصة أطر الأكاديميات، أن يحل بصفة نهائية، ونريد من الأساتذة أطر الأكاديمية أن يثقوا في مؤسسات الدولة، يجب أن نثق في بعضنا البعض، فإذا لم نثق في مؤسسات الدولة فسنشكك في أي شيء تم إنجازه، وسنقول أن هذا النظام الأساسي فارغ ولا طائل منه، ولكن العكس الذي يجب أن يكون، علينا أن ندع النظام الأساسي يخرج للوجود ونطلع على ما فيه، وما تعلمناه في النقابات هو “خوذ وناضل”، بمعنى خذ شيئا وناضل على الباقي.

ولا يجب أن يبقى الحائط القصير هو التلميذ وأن أتركه بدون دراسة وأضغط على الوزارة وآخذ التلميذ كرهينة في نضالاتي، وهو الأمر الذي لا نقبله كآباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وحتى الآباء أصبح لديهم موقف من هذا الإضراب، ولم نعد نعرف من المسؤول عن هذه الإضرابات، وفي الأخير يقال الأستاذ “راه داير الإضراب وصافي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

8 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن
المعلق(ة)
26 فبراير 2023 21:07

لماذا لا تتكلم هذه الجمعية عن الاستغلال الذي نعيشه كأولياء التلاميذ في القطاع الخاص وبدون حسيب ورقيب .ولما لا تتحدث عن الاستغلال الذي نعيشه في الكتب المدرسية وتغييرها الدائم والربح الكبير التي تأخده دور النشر .فالجيل القديم لسنوات عدة قرأ في قراءة بوكماخ وتخرج منه اطر عديدة تتقادم مناصب كبرة ونحن نعيش تغيير الكتب المدرسية كل مرة.

أستاذ
المعلق(ة)
27 فبراير 2023 01:50

بدل أن يدافع عن حق التلميذ في تعليم جيد يتوفر فيه جميع أسباب وظروف التعليم العصري، السيد العكوري كالعادة ينصب نفسه الناطق الرسمي باسم وزارة التعليم ويعدد مزايا اتفاق 14 يناير وكأن الأساتذة المتعاقدين أطفال قاصرين لا يعرفون مصلحتهم؟!

حنظلة
المعلق(ة)
26 فبراير 2023 20:16

*لا ترفعوا أيديكم عن المدرسة العمومية والجامعة العمومية التي يدرس فيها أبناء المعلم الذي علمكم، وأبناء الشرطي الذي يوفر أمنكم، وأبناء الجندي الذي يحمي ثغوركم، وأبناء الفلاح الذي يوفر قوت يومكم، وأبناء العامل الذي يشتغل في معاملكم ومناجمكم وضيعاتكم، وأبناء الخادمة التي تنظف بيوتكم، وأبناء الفقراء الذين جازفوا بأرواحهم وعائلاتهم وأعمالهم وممتلكاتهم ليسترجعوا ما سلب من هذه الارض الطيبة.*
*هؤلاء وغيرهم هم الوطن وهم الشعب وهم من يجب العودة إليهم قبل وضع الخيط في الإبرة التي أرى أنكم تعدونها لوضع آخر (غرزة) في كفن هذا الوطن.*
*عودوا إلى رشدكم وتذكروا أنكم من سواد هذا الشعب ومنه وبفضله صرتم إلى ما صرتم عليه.*
*فليحيا الوطن المغبون .*
*إذا كنت تشاطرني الرأي فانشر هذه الرسالة على جميع مواقع التواصل.*
*منقول للأمانة.*

بودشيشي
المعلق(ة)
26 فبراير 2023 19:33

..كمتتبع أرى من واجب الدولة حماية الاستاذ والتلميذ على حد السواء بتوفير شروط العمل لتحقيق الجودة والانصاف وتكافؤ الفرص..والمجتمع عليه الضغط على الوزارة والحكومة من أجل ذلك..باستحضار دور المدرسة في التربية والتعليم والتكوين والتأهيل ..وان لانرسخ لدى التلميذ عقلية هذا استاذ مرسم وهذا إلا متعاقد..فنحن نزرع فيهم منذ الطفولة التمييز وهذا ضذ الدستور والتوجيهات الملكية..مجرد راي من مواطن غيور على التعليم والمدرسة العمومية….

محمد
المعلق(ة)
27 فبراير 2023 14:10

المسؤولية تتحملها الدولة لإمتثالها لتوصيات البنك الدولي تنزيلها للتعاقد في مجال استراتيجي وحيوي الذي هو التعليم الذي بفضله عرفت الدول الصاعد تنمية حقيقية تركيا ماليزيا روندا الهند.. الآن البنك الدولي قال أن المغرب خرج من المنطقة الرمادية،وبالتالي فهي فرصة مواتية لحل هذا الملف التراجع عن التعاقد كباقي الدول مثل الجزائر والهند وتونس لأن هذه الصيغة من التوظيف أثبتت فشلها.

Nacer abdou
المعلق(ة)
26 فبراير 2023 18:32

وضعية كارثية في الحقيقة…دمرت ما تبقى من ثقة في التعليم العمومي..وقدمت خدمة كبيرة لارباب مدارس التعليم الخاص…كثرة الاضطرابات جعلت حتى فءة من ذوي الدخل المحدود تلجأ لمدارس خاصة…التي بدورها تستغل الفرصة لابتزاز المواطنين…….
الله يهدي الجميع

فيصل
المعلق(ة)
5 مارس 2023 11:50

السؤال الذي يحيرني دائما لماذا إجتازوا المباريات من اليوم الأول ؟
ولمذا قبلوا التعاقد من الوهلة الأولى ؟
و على ما أظن المستفيد الأول هو اللوبي للقطاع الخاص في هذه المسألة
و السلام

واقع
المعلق(ة)
27 فبراير 2023 07:43

هؤلاء العدميين تجاوزوا كل الحدود الأخلاقية و القانونية. فالدولة تساهلت معهم كثيرا. يجب توقيفهم جميعا. و لن نخسر أكثر . بالخسارة واقعة فنفضل كآباء طرد هؤلاء المجرمون و العودة إلى أقسام فيها 50 أو حتى 60 أو اعلان سنة بيضاء .فهذا أفضل من الوضع الحالي.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

8
0
أضف تعليقكx
()
x