2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

خلصت دراسة حديثة أنجزها المرصد المغربي للسجون إلى أن نسبة الأحداث المسجونين في المغرب، تتوزع مناصفة بين أبناء ذوي الدخل الجيد ونظرائهم من ”المعوزين”، فيما ترتفع وسط من لهم دخل متوسط.
وكشف تقرير بارومتر 2022، للمرصد المذكور، حول مقياس ”مستوى إعادة إدماج الأحداث”، بناء على دراسة ميدانية لمركزي الاصلاح والتهذيب عين السبع بالدار البيضاء، والاصلاح والتهذيب بنسليمان، أن مستوى دخل الأسرة لدى أكثر من نصف من الأحداث المسجونين في المغرب ( 53 % )، يعتبر دخلا متوسطا، في حين أن 25 في المائة منهم بدخل متواضع، و 15 في المائة لديهم دخل جيد، بينما 15 في المائة ليس لديهم أي دخل.
في سياق متصل، أفادت ذات الدراسة أن نسبة الاكتظاظ في مركز الإصلاح والتهذيب بعين السبع بلغ 40 في المائة، حيث طاقته الاستيعابية لا تتعدى 688 سجينا، بينما عدد السجناء وصل حوالي 800 سجينا، منهم 773 احتياطيا.
وتحتل الفئة العمرية ( 18 إلى 19 سنة)، وفق المرصد دائما، المرتبة الأولى من بين الأحداث المستجوبين داخل مركزي الإصلاح والتهذيب موضوع الدراسة، أي بنسبة 78 في المائة، وفي المرتبة الثانية تأتي الفئة العمرية ( 16 إلى 17 سنة) بنسبة 15 في المائة، ثم الفئة العمرية (20 إلى 21 سنة) بنسبة 4 في المائة، وأخيرا الفئة العمرية (14 إلى 15 سنة) بنسبة 3 في المائة.
وأشارت الدراسة إلى أن المستوى الدراسي لأكثر من نصف المستجوبين هو المستوى الإعدادي أي بنسبة 52 في المائة، في حين أن 24 في المائة منهم مستواهم ثانوي و 17.5 جامعي و 4.5 في المائة منهم لم يتجاوزوا الابتدائي، بينما التحق 1.5 في المائة بالتكوين المهني، في حين أن حدثا واحدا لم يسبق له التمدرس.
وأظهرت دراسة المرصد أن 23 في المائة انقطعوا عن الدراسة بسبب ”مشاكل عائلية”، بينما لم يرغب حوالي 19 في المائة منهم في مواصلة دراستهم بسبب ‘الطيش والتهور”، في حين أن 16 في المائة تم فضلهم بسبب التكرار ولأسباب أخرى، وأكثر من 24 في المائة انقطعوا عن الدراسة لأسباب اقتصادية واجتماعية.
هذا يطرح عدة تساؤولات حول دور الطبقة الوسطى في التربية وتنمية المجتمع، وحول العوائق التي تجعل هذه التربية لا تؤدي اهذافها بشكل جيد، ومدى تداخل هذا الدور مع السلطة السياسية والثقافية، كما يؤشر على فشل خطير لا بد من الوقوف على أسبابه الحقيقية لتجنب هزات المستقبل.