لماذا وإلى أين ؟

عنبي يُحدِّد أسباب إقدام محْكومين بقانون الإرهاب على الإنتحار

أقدم السجين (خ.ع) المعتقل وفقا للمقتضيات القانونية الخاصة بمكافحة الإرهاب، والمحكوم عليه بالإعدام ضمن ما يعرف بـ”خلية شمهروش”، على الإنتحار يوم الثلاثاء الماضي داخل السجن المحلي بوجدة.

وبعد يوم واحد، أعلنت إدارة السجن المحلي رأس الماء بفاس، أن السجين “م.ق” المحكوم عليه بقانون مكافحة الإرهاب، قد أقدم هو الآخر على الانتحار شنقا داخل زنزانته. وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول إقدام هؤلاء السجناء المحكومين بقانون مكافحة الإرهاب على الإنتحار.

أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير؛ عبد الرحيم عنبي، يلخص أسباب إقدام هؤلاء السجناء المحكومين بقانون مكافحة الإرهاب على الإنتحار في أربع نقاط رئيسية. تتمثل الأولى في انخراط هؤلاء الأشخاص في مشروع إديولوجي يتبنى المرجعية الدينية، وبالتالي فهم يؤمنون بأشياء غيبية من قبيل الشهادة، الجنة، حور العين .. ولبلوغ ذلك يعتمدون على “جهاد الكفار”، مضيفا أن جميع الأنظمة الحاكمة وجميع المواطنين غير المنخرطين في مشروع هؤلاء فهم كفار، يجب الجهاد فيهم.

عبد الرحيم عنبي ــ أستاذ علم الاجتماع

ويضيف عنبي الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن مشروع هؤلاء يرسم لهم دولة الخلافة التي تعتمد على الشريعة والإسلام كما يتصورنه، لكن “هذا المجتمع الذي يتصوره هؤلاء لا يوجد في الواقع، وإنما في القرآن وفق تأويلهم هم كما يقول المفكر والبآحث الأكاديمي محمد أركون، وهو ما يجعل هؤلاء يتلقون صدمة في مجتمعهم.

ويضيف أستاذ علم الاجتماع، أن النطقة الثانية في التفسير هي استمرار للنقطة الأولى، حيث يصطدم هؤلاء الأشخاص الحاملين لمشروع تخريبي وإرهابي بالمجتمع، أولا بالوسط العائلي الذي يرفض ذلك، ثانيا المحيط الإجتماعي الذي يتحرك فيه، مبرزا أن هذه الصدمات هي التي تجعلهم يتمسكون بمشروعهم.

النقطة الثالثة وفق متحدث “آشكاين”، تكمن عندما يلقى عليهم القبض من طرف الأجهزة الأمنية، حيث يجد هؤلاء أنفسهم أمام الوحدة داخل زنازينهم في السجون، وهنا تأتي الصدمة والإختلالات النفسية الكبرى وصراع داخلي بين المشروع الذي انخرط فيه والواقع الذي يعيشه، خاصة أن هؤلاء المعتقلين كانوا يعتقدون أن الذي استقطبوهم إلى هذا المشروع سيكفلون بعائلاتهم. وهذا ما يتسبب في فقدان الأمل في الحياة.

وخلص عنبي إلى أن النقطة الرابعة تتمثل في أن المنتحر قطعا تكون لديه صراعات نفسية جراء مشاكل اجتماعية أو اقتصادية تؤدي به إلى اكتئاب حاد يقود في النهاية إلى الإنتحار، وهو ما يمكن أن يكون قد حدث مع السجناء الذي أقدموا على الإنتحار داخل السجون، وفق المتحدث ذاته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
adi
المعلق(ة)
3 مارس 2023 21:36

si ce monsieur, travaille pour la revue Hebdo, peut être , il aura un peu raison du coté Macron, il n y a aucune crédibilités des choses avancées.

adi
المعلق(ة)
3 مارس 2023 21:32

zéro sur zéro comme explication, si ce Monsieur est vraiment musulman, prie tous les jour et observe ramadan, il ne pourra jamais dire des choses pareilles et parler des gens qu’il ne connait pas juste à travers la presse ou l’explication de responsables judiciaire. il n’y a aucune crédibilité des allégations avancées qui sont imprégnées des paroles des ennemis de notre culture , de notre religion et de notre prophète. On dirait que l’analyse a été fourni la revu française HEBDO.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x