وسيم الفائق/صحافي متدرب
هي أول امرأة تتولى تدريب فريق كرة قدم للرجال، في سابقة بتاريخ كرة القدم المغربية، بعدما تعاقد فريق الاتحاد الرياضي”الفقيه بن صالح” في “قسم الهواة” مع المدربة المغربية حسناء الدومي.
وحسناء الدومي، تعمل كأستاذة لمادة الرياضة والتربية البدنية بمدينة الفقيه بن صالح، ، تبلغ من العمر 29 عاما، وللحديث عن مسيرتها الاحترافية، ربطت جريدة آشكاين الاتصال بـ”أول امرأة” تقتحم عالم الرجال في التدريب، للوقوف عند مجموعة من التفاصيل: من تكون هذه المدربة التي دشنت حضور المرأة في تدريب كرة القدم للرجال؟ كيف كانت بداياتها؟ وما هي علاقتها بالناخب الوطني وليد الركراكي؟
الدومي … المشوار الكروي
حسناء الدومي لاعبة سابقة مع نادي “أطلس 05” الفقيه بن صالح الذي كان يمارس في القسم الوطني الأول، لاعبة سابقة أيضا للجمعية الرياضية في القسم الوطني الثاني الاحترافي لكرة القدم النسوية، كما لعبت الدومي ضمن أقسام العصبة لصالح مجموعة من الفرق الأخرى من قبيل سوق السبت وتادلة.
الدومي تلتقي الملك محمد السادس
في سنة 2014، سيزور جلالة الملك محمد السادس مدينة الفقيه بن صالح لتدشين مجموعة من المشاريع، و لافتتاح إحدى الملاعب لكرة القدم بالمدينة، حسناء الدومي كانت آنذاك ضمن فريق أطلس05 الفقيه بن صالح لكرة القدم النسوية، والذي كان يمارس بالقسم الوطني الأول لمدة 15 سنة تقريبا، أما عن لقائها بالملك محمد السادس فتقول الدومي “كان لي الشرف أني نتلاقا مع سيدنا الله ينصرو وخدا مع الفريق صورة تذكارية و شجعنا على الرياضية و هاذي من بين أحسن الحوايج اللي وقعات لي في حياتي”.
وأضافت: “كان إحساس أكثر من رائع أنك تلاقا مع سيدنا وتسلم عليه و يكون واقف حداك و يتكلم مع الفريق شي حاجة لا توصف أحسن حاجة وقعات لي في المسار”، اللقاء بالملك محمد السادس كان لحظة فارقة في حياة الدومي حسب تعبيرها.
الدومي وعالم التدريب
قالت حسناء الدومي في تصريح خصت به الجريدة الرقمية “آشكاين” إنها “قررت إنهاء مشوارها الكروي في وقت مبكر، من أجل خوض غمار التنافس في عالم التدريب، بدأت أول تكوين لها سنة 2014، بمعهد مولاي رشيد، لتحصل بذلك على “دبلوم D للمدربين، ثم حصلت سنة 2018 على “دبلوم C ، كأول مدربة تحصل على هذه الرخصة بجهة بني ملال خنيفرة، بعد تقديمها مستويات جيدة، تحت إشراف مجموعة من المدربين الذين سبق لهم أن لعبوا في البطولة الاحترافية سواء القسم الأول أو الثاني مثل مصطفى خليفي، محسن لكويري، عثمان السداد…، إلخ”.
سنة 2022، ستوجه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، دعوتها للدومي، باعتبارها أحد أبرز المدربات بالمغرب، من أجل الاستفادة من تكوين “ديبلوم B كاف”، وهو الأمر الذي نجحت فيه حسناء عن جدارة واستحقاق، تقول الدومي، “بصمت على مستوى متميز وجد عال خلال فترة تكويني، بشهادة جميع الأطر التقنية التي أشرفت على تكويني، وكنت ضمن الثلاثة الأوائل اللائي حصلن على دبلوم B كاف” .
الدومي وتجربة تدريب فئات الذكور
بعد مشوار طويل من التكوين واكتساب الخبرة، اشتغلت الدومي كمؤطرة لفئات الذكور (2005-2006)، ثم كمساعدة ضمن طاقم تدريب أولمبيك الفقيه بن صالح فئة الذكور، وكانت البداية عبر اشتغالها كمؤطرة للفئات الصغرى، إلى أن يقرر المكتب المسير استدعاءها رفقة المدرب محسن الكوري من أجل الإشراف على الفريق الأول الذي ينشط بالقسم الأول.
أما عن فكرة توليها تدريب فريق للرجال، فقد صرحت الدومي قائلة: “هذا الإنجاز لم يكن وليد فكرة لحظية، إنما هو هدف اشتغلت عليه منذ مدة طويلة، حيث اشتغلت في البداية كمتطوعة بفريق أولمبيك الفقيه بن صالح الذي يضم جميع الفئات، وبعد أن حققت مجموعة من النتائج الإيجابية مع الفريق رفقة محسن لكويري، بعد ذلك اتصلت بي إدارة الفريق كي أتولى مسؤولية الإشراف على تدريب الفريق الذي يعاني في أسفل الترتيب”.
وأضافت: “فكرة التدريب كانت تلازمني منذ الطفولة، ومنذ أن كنت لاعبة رفقة نادي أطلس 05”
وليد الركراكي قدوة حسناء الدومي
قبل أن يفاجأ العالم بالإنجاز التاريخي لأسود الأطلس”، وقبل أن يُحدث الناخب الوطني وليد الركراكي ثورة في عالم كرة القدم المغربية، التقت حسناء الدومي بالركراكي قبل انطلاق مونديال قطر بشهرين، ضمن معسكر تكويني لفائدة المدربين، بحضور أسماء مغاربة بارزين في عالم التدريب أمثال “الحسين عموتة، الطاوسي، السلامي، جريندو، الزاكي…”.
وقالت الدومي في ذات التصريح، “إنها التقت بالركراكي خلال حفل توزيع الشهادات الذي أقامته الجامعة الملكية لكرة القدم”، مضيفة “أجريت حوارا مع السيد وليد الركراكي، لقد شجعنا كنساء من أجل الاستمرار في هذا الميدان، كما قدم لنا تحياته لأننا كنا قد بدأنا الدورات التكوينية في وقت مبكر، و أكد علينا ألا نقف عند هذا الحد وأن نواصل أحلامنا وطموحاتنا من أجل مزيد من التألق”.
الدومي لم تترد في التعبير عن انبهارها بما قدمه وليد الركراكي خلال مونديال قطر، مبرزة أنه اعتمد على أسلوب في تأطير اللاعبين كان أكثر من رائع، مؤكدة أنه يعد من المدربين المغاربة الكبار الذين سيخلد اسمهم التاريخ في عالم كرة القدم المغربية.
رسالة
وجهت الدومي رسالة للنساء المدربات عبر “آشكاين”، تقول فيها: “أود أن أقوله لجميع للنساء المدربات، أن يتشبتن بأحلامهن، كل من لها حلم أو هدف يجب أن تقاتل من أجله، بالرغبة والعزيمة كل شيء يمكن تحقيقه، والله لا يضيع مجهود كل من عمل بجد”.
شكرا، مزيدا من التالق والنجاح.