لماذا وإلى أين ؟

تزويدُ الجزائر البوليساريو بـ”درونات” إيرانية و إقامة قواعد عسكرية روسية بالمنطقة يستنفرُ الأوربيين والأمريكيين

يتزايد القلق الأوروبي والأمريكي، إزاء التقارب الأخير بين الجزائر و روسيا من جهة، ومع إيران من جهة أخرى.

وتشير تقارير إعلام أوروبية وأمريكية أبرزها ”لوموند”، و”سي ان ان”، و”لافانغوارديا”، بناء على تحليل أجراه خبراء معهد ”إحداثيات الحوكمة والاقتصاد التطبيقي”، أن قلق أوروبا وأمريكا الذي سبب توترا جيوسياسيا، جاء عقب عزم النظام الجزائري تسهيل إقامة قواعد عسكرية روسية في منطقة الساحل بمساعدة إيران.

وأفادت  دراسة المعهد الأوروبي، وفق ذات المصادر دائما، أن الجزائر ستحصل على كميات كبيرة من الطائرات بدون طيار، والتي ستذهب مباشرة إلى مليشيات جبهة ”البوليساريو” المسلحة، وهي جماعة انفصالية تحظى بدعم جنرالات الجزائر، مما يشكل تهديدا حقيقيا لمنطقة الساحل والصحراء وللوضع الاقليمي والدولي، بعد انتشار أسلحة غير مشروعة، رغم المساعي الدولية لمكافحة الإرهاب.

ويضيف التقرير أن إيران، التي تُقدم على أمر مشابه عبر تزويد حزب الله بالأسلحة، تعتزم إنشاء فرع أكثر تطرفا في منطقة الساحل والصحراء، وتحتاج في ذلك إلى دعم المؤسسة العسكرية الجزائرية.

في سياق متصل، أفادت صحيفة ”لوموند” الفرنسية، أن الحكومة الجزائرية، كانت تدرس السماح لمرتزقة ”فاغنر” (التي تخوض حاليا حربا بالوكالة بأوامر من بوتين)، بالتواجد في منطقة الساحل للوصول إلى مالي، وأدى هذا الوجود إلى خروج فرنسا من الدولة الافريقية المذكورة، وشكل ضربة قوية للتحالف الذي تقوده أمريكا لإنهاء الإرهاب في المنطقة.

ووفقا لمعطيات معهد ”إحداثيات الحوكمة والاقتصاد التطبيقي”، صارت الحكومة الجزائرية ”حليفًا قويًا لروسيا وأنها اشترت أسلحة بقيمة 10 آلاف مليون دولار سنويًا. كما تعتزم الجزائر لسنة 2023، تخصيص 23 ألف مليون دولار لشراء أسلحة أكثر من نصفها روسي”.

وعلق، الوي سواريز لاماتا، رئيس لجنة المالية بالبرلمان الإسباني، على التقرير بقوله ” ألا تقلق تحالفات بوتين في إفريقيا الاتحاد الأوروبي؟ لا تقلق بوريل؟”

في دجنبر من سنة 2022، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تمويل الجزائر للحرب الروسية ضد أوكرانيا وطالبت بفرض عقوبات على البلاد.

وأفادت ذات التقارير أن التحالف العسكري، ظهر في الآونة الأخيرة عبر مناورات مشتركة، خصوصا البحرية، في البحر المتوسط. حيث أتاحت الجزائر العاصمة موانئها وسفنها لروسيا. كما شاركت في تدريبات عسكرية أخرى نفذها كلا البلدين في الماضي، سواء في القوقاز أو في سيبيريا ، وكذلك في شمال إفريقيا.

وكشف خيسوس سانشيز لامباس، نائب رئيس معهد الإحداثيات للحوكمة والاقتصاد التطبيقي، أن المعلومات المتاحة ”تسمح لنا بالتنبؤ بسيناريو عدم الاستقرار” في المنطقة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ينظران إلى الوضع في الجنوب على ”أنه شيء بعيد وغريب ثقافيًا عن الغرب”، داعيا إلى التعامل مع العدد القليل من الشركاء الموثوق بهم في المنطقة، مثل المغرب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x