2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/وسيم الفائق
أثارت الجولة الإستعراضية التي جسدتها مجموعة من النساء المغربيات في شوارع و أزقة مدينة طنجة، نهاية الأسبوع الماضي، باللباس التقليدي “الحايك” و “المنديل”، سخطا لدى مجموعة من النشطاء الجزائريين، المتأثرين بخطاب “الكراهية” الإعلامي الذي ينشره النظام الجزائري، بين شعبه اتجاه المغرب.
وكعادتهم شن مجموعة من النشطاء الجزائريين، حملة مسعورة على مواقع التواصل الإجتماعي، ضد هؤلاء الشابات اللائي خرجن للتعبير عن قيم الحشمة والوقار لدى المغربيات، و إبراز المكانة الرمزية التي يكتسيها الحايك المغربي، وجمالية هذا الزي التقليدي الأصيل، الذي تم التخلي عنه من قبل مغربيات الألفية الثانية.
الغريب في الأمر، أن مبادرة “البنات الطانجاويات” لم تَدَّعِ أي ملكية فكرية لأي لباس، إنما جاءت في إطار إحياء لعادات الأجداد، وتذكير بقيم المجتمع المغربي الأصيل، إلا أن بعض الأشقاء الجزائريين-المُنَومين إعلاميا-، وضحايا حملات الكراهية التي يشنها النظام الجزائري- آثروا أن يحولوا المسألة إلى “حرب تدوينات وتعليقات” عبر إطلاق هاشتاغ ” المروك تنهب الحايك الجزائري”، مؤكدين أن الحايك ليس مغربيا بل هو لباس جزائري، وأن النساء الجزائريات هن اللواتي اعتدن على تنظيم مثل هذه التظاهرات. فهل تحول اللباس موضوع صراع لتصفية حسابات سياسية؟
السرديات التاريخية للحايك
يروي الكاتب محمد بوسلام، في كتابه المعنون بـ”اللباس التقليدي في المغرب الجذور والإنتاج والأصناف والتطور” أن كلمة “الحايك” تحيل إلى “رداء غير مخيط يلف به الشخص جسمه حتى يغطي به الرأس إلى القدمين. لم يكن خاصا بالرجال من دون النساء، فهو يدعى الحايك عند النساء والكساء عند الرجال ويكون لونه في الغالب هو البياض وحجمه خفيف وملمسه ناعم شفاف يسود بدرجة كبيرة في البوادي الواطئة من المغرب الأطلنتي”.
وأضاف أن المصادر التاريخية تكشف لنا أن “الحايك كان سائدا في شمال افريقيا وبعض بلدان الحوض المتوسطي منذ عهود غابرة، وشكل بدرجة كبيرة ثقافة ملبسية قديمة لدى المغاربة تعود إلى القرن 17م. وقد استمر تداوله، حسب الكاتب محمد بوسلام، “في الحواضر المغربية إلى ما بعد منتصف القرن 20، حيث حافظ الناس على ارتدائه في بعض المدن والبوادي إلى ما بعد الستينيات، خاصة في مدن وبوادي الغرب وعبدة والشياظمة والحوز والسراغنة وتادلة ودكالة والشاوية، إلى جانب المناطق الشمالية التي لا تزال بعضها تنتصر إلى حدود اليوم لهذا اللباس”.
ويقول بوسلام إن “هناك من يعتبر الحايك الجد الأول لكل الملبوسات الخارجية، أي معناه أنه كان قبل الثقافة الملبسية الشائعة بالمغرب، تلتحف به المرأة المغربية ثم تضع اللثام على وجهها، وهي “تستطيع أن تتحكم فيه وتحركه كيفما تشاء بالاعتماد على يديها الاثنتين وخاصة يدها اليمنى، وهي طريقة بسيطة يستعملنها في حالات الاستعجال والطوارئ وأثناء التنقل العادي داخل الحي وأثناء الخروج لقضاء الحاجات في الأسواق القريبة”.
هكذا فقد كشفت السرديات التاريخية، حسب الباحث هشام كموني، المكانة المتميزة التي كان يحظى بها الحايك في المجتمع المغربي، حيث لا تزال بعض المغربيات في مختلف المناطق يرتدين هذا النوع من اللباس خصوصا المسنات، لما يرمز إليه من قيم ومعايير سامية، خصوصا في زمن الموضة التي تسربت إلى مختلف الخصوصيات الثقافية والاجتماعية، وتنتصر بالمقابل إلى “عولمة ملبسية” عابرة للحدود، لذلك حافظن عليه من أجل توارثه بين الأجيال، وبالتالي ضمان استمراريته.
“الحايك” الدلالة الاجتماعية
في تصريح لجريدة “آشكاين” يقول الباحث في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، هشام كموني، أن اللباس تحول اليوم إلى وسيلة وخطاب مجتمعي نخبر به ومن خلاله عن انتماءاتنا المجالية وانحداراتنا الاجتماعية والثقافية، و عن مواقفنا واختياراتنا العقائدية المذهبية والسياسية، إن اللباس بهذا “حمال أوجه ومعان، وناطق بالمعلن والمخفي من خطابات وتمثلات وممارسات”، إنه “نتاج اجتماعي وثقافي خالص، يحدد طبيعة المجتمع وتشكيلاته الاجتماعية، وصراعاته وتضامناته وتنافساته”، فهو “يعبر عن تجارب إنسانية متعددة ينبرز فيها أسلوب الحياة وأنماط التفكير وتصور العالم وتمثل لنظام الرموز والأشياء عند الفرد داخل “مسرح الحياة الاجتماعية”، فالغاية والكيفية التي نختار بها اللباس هي المحفز والدافع نحو تثوير وشحذ الأسئلة من أجل قراءة الفعل والتفاعل الاجتماعي وتبرير الممارسات المجتمعية”.
بالتالي فإن اللباس بهذا المبنى متخم بدلالات اجتماعية و رمزية وثقافية تعكس علاقات وتفاعلات وأدوار الفرد المعلنة والخفية داخل المجتمع، كما تُظهر مكانته الاجتماعية وموقعه الاقتصادي، وتعلن باستمرار انتماءه الثقافي والإيديولوجي والعقائدي، فعبر مدخل اللباس نستطيع قراءة هذا الكل المركب وفهم التحولات وموضعتها في سياقها المبرر والمفسر لإنتاجها وإعادة إنتاجها.
الصراع حول أحقية “الحايك”
إن الداعي إلى هكذا مبادرات، التي أطلقها نشطاء جزائريين، يكشف صراعا خفيا على “الأنماط الملبسية”، ومختلف أشكال التنافس حول من يحوز أحقية أصل “الحايك” و “القفطان” و “التَّكِشِيطَة” و”الجَبَدُورْ” و”الكَنْدُورَة”، كما هو الشأن بالنسبة ” لِلْعَمَّارِيَة” في حفل الزفاف والكسكس في الثقافة المطبخية، يضيف هشام كموني، أن اللباس يظهر في حقيقة الأمر “كموضوع للصراع من أجل تصريف حسابات سياسية واقتصادية خاصة بين المجتمعات الحدودية، على اعتبار الثقافة تنتقل وتتداخل عبر الحدود، كما يحضر هذا الصراع على المستوى الوطني بين الزي المحلي (اللباس الأمازيغي، الحساني، الوجدي، الفاسي، الشمالي، السوسي…) واللباس الوافد والدخيل”.
ويضيف كموني، أنه “بعيدا عن الأحكام الجائرة التي تحيل الحايك إلى “التغليف” و “زمن العبودية” وما إلى ذلك، فإن استعادته في الثامن من مارس وفي مبادرات نسائية يحيل بدرجة كبيرة إلى المعاني الإجتماعية والثقافية التي يحملها كثقافة ملبسية بالنسبة للمغربيات، فما يتحقق لهن أثناء ارتدائه وهم يقمن بما يقمن به أهم بكثير من تلك الأحكام والقراءات المتسرعة. فهو في النهاية لباس غير صامت بل هو ناطق بالمعلن والمضمر عن ثقافة غارقة في القدم يتم استعادتها في زمن التحولات المجتمعية”.
الحايك ضحية غزو اللباس الرومي
يحكي الباحث هشام كموني، أن ظهور أصوات تنادي بالعودة إلى زمن اللباس التقليدي الفائت، يأتي في سياق الغزو الذي أحدثه اللباس “الرومي” (العصري) على اللباس”البلدي” (التقليدي)، وأمام زحف الموضة الأجنبية التي تبقى دائما هي آخر موضة، الشيء الذي أدى إلى ظهور مبادرة شبابية بالمغرب اندمجت في مجموعة تدعى “موروكو حايك” التي نظمت “تشالنج اللثام والحايك المغربي” أو “تحدي الزي التقليدي المغربي” يدعون فيها إلى ضرورة إعادة الاعتبار للزي التقليدي رمز الحشمة والوقار الاجتماعي الذي افتقدوه حسب رأيهم في عصر الموضة، وبالتالي وجب العودة إلى لباس الزمن الجميل، والتعريف به وإيصاله للعالمية، وهي مبادرة لم تَسْلَم في الحقيقة من اعتراضات وانتقادات من آل الموضة والحداثة الملبسية.
السطو على الحايك من طرف المراركة.تفكير يهودى.اضرب كل ما هو جزائرى ولو بالكذب والتزوير.حتى المناليزة الساوبة سرقوها مأخرا
Aaaa
الجزاءريون فاشلون و سوقهم خاوي ، لا تلتفتو اليهم ، يريدون ان يدخلو أنوفهم في كل ما هو مغربي حتى يعطو لأنفسهم قيمة التي يحسون انها مفقودة لديهم ، الحايك كان في الاندلس و في شمال أفريقيا ، أين هو المشكل
عقدة الجيران هي السبق الحضاري للمغرب هل يستطيع اي جزائري ان يحيب على هذا السؤال.في المغرب تاسست جامعة القرويين سنة 850 والمغرب دولة قائمة وذات سيادة اي الجزائر في ذلك التاريخ وبعد الم تظهر الجزائر كدولة مستقلة الا في 1962 ما هذا العناد ومع ذلك الشعب المغربي يحفظ الود للشعب الجزائري بل قدم التضحيات من اجل استقلاله والاحرار في الجزائر يعرفون ما فعل المغرب من اجل استقلالهم.لكن الجاد يبقى جاحدا…….