لماذا وإلى أين ؟

نعمان لحلو: المسؤولون يهينون المغاربة..ولدينا نجوم من ورق فقط (حوار)

هو فنان مبدع ومتجدد، ثائر وقوي الرأي ولا يخجل في البوح بما يحس به في أغانية أو تصريحاته، غنى للمدن المغربية العتيقة، منها شفشاون، وتافيلالت، ومراكش، وللمدينة القديمة التي أصبح اسم نعمان لحلو مقرونا بها، هو المطرب والملحن والمؤلف والموسيقي والمحاضر في آن واحد، يعيش دائما بقناعاته، ويعبر دائما عما يقتنع به دون خوف أو اعتبار لأحد.

إنه الفنان المغربي نعمان لحلو، سيتحدث معنا في هذه الدردشة، حول بعض القضايا الفنية المغربية، وما يعانيه الفنان المغربي، وذلك ضمن فقرة “ضيف الأحد” لهذا الأسبوع.

مرحبا بك في البداية معنا على جريدة “آشكاين”، باعتبارك ملم بتأثيرات الأغنية المغربية، وانتشارها في العالم أو في العالم العربي، هل تعتقد أنها نجحت لحد الآن في خدمة الإشعاع الثقافي للمغرب؟

بداية أشكر “جريدة “أشكاين” على هذا اللقاء، بالرجوع إلى سؤالك، فإن كل شيء وكل فن مرتبط برائحة وهوية الوطن فهو يخدم إشعاع الوطن، فالفن ليس فيه جميل وسيئ لأنه تصنيف نسبي، لكن فيه ما هو صحيح، وما هو خطأ لأنه هو أيضا علم ويدرس، وما أصبحنا نسمعه في العشر سنوات الأخيرة هي أغاني ..”الفوطوكوبي”.. وهي أغاني بالدارجة المغربية لكنها تستعمل كلمات الشارع، عكس الأغاني الأخرى التي تعتمد على قوافي وبناء تركيبي موسيقي، نستمدها من الملحون والفنون الأخرى، وهو نوع من الموسيقى انقرض في حدود الثمانينات من القرن الماضي، بسبب قدوم تيار من المسؤولين يسير الشأن الثقافي، حاول تقزيم دور الأغنية المغربية، وكانوا  أمام خيارين إما أن يتصالحوا مع الثقافة المغربية الأصيلة ويتعرفوا عليها بشكل صحيح، ويشتغلوا مع أصحاب الاختصاص، وهذا يأخذ وقتا وجهدا طبعا، أو يحاربوا تلك الثقافة على حساب أخرى هم مقتنعون بها، وهذا ما وقع لغاية اليوم، حاربنا هويتنا وثقافتنا وأصبحنا خلجيين وغربيين بامتياز في موسيقانا، وكل شيئ أصبح له علاقة بالمال وبالآخر، وتم تغييب الأغنية والثقافة المغربية عن قصد وليس عبثا.

بالعودة إلى انتشار الأغنية المغربية هل تعتقد ان ثقافة المهرجانات تؤدي هدفها المنشود الذي أسست من أجله ؟ في نظرك هل ثقافة المهرجانات تخدم الأغنية المغربية ؟ وهل الفنان المغربي يجد فيها نفسه ؟

أعتقد أن المشكل يكمن في التسيير العام للشأن الثقافي ببلادنا، وكيف ينظر للفنان المغربي، لأنه تم تعميم الجمهور على الفنان الأجنبي مجانا عن طريق فرض رعاية الشركات للمهرجانات، وبالتالي يصبح الفنان المغربي هو المتضرر الأول والأخير من سوء التدبير لهذا القطاع، الذي أصبحت مشكلته مشكلة هيكيلية عويصة، يتداخل فيها السياسي بالاقتصادي والتسييري إلخ..

هل تعتقد أننا بحاجة إلى زلزال ثقافي على شاكلة الزلزال السياسي؟

نحن نعيش أزمة ثقافية كبيرة بدون شك، وقبل الحديث عن أزمة التعليم والصحة، نحن نعيش أزمة ثقافة وأزمة هوية، ويجب أن نطرح سؤال من نحن؟ هل نحن المشرق أم المغرب أم الخليج ؟..هي أسئلة تحتاج لأجوبة ضرورية ومستعجلة،  فمن يهمهم الأمر قاموا بصنع نجوم من ورق لكي يفتحوا الستار للفنانين الأجانب، وأبعدوا كل المحترفين، وقاموا بتقسيم حتى الجمهور المغربي بين منصات مهرجاناتهم في تمييز مهين للمغاربة، وغير مناسب للثقافة المغربية العريقة.

طيب ما الحل في نظرك؟ وما هي العناصر التي تعتقد أنه إذا أعطيت لها الأولوية قد تنقذ شيئا من هذه الأزمة ؟

أنا سأتكلم عن ميداني الموسيقي، أعتقد أن المسالة متوقفة في سوء التسيير في اعتقادي، فميزانية من حجم 30 مليون درهم في السنة، كافية لتأثيث الفضاء الموسيقي لـ 12 جهة، بشرط أن تكون هذه الميزانية مراقبة بشفافية ونزاهة، وخاضعة للتقييم كل سنة، آنذاك لن تجد أي فنان مغربي محترف عاطل عن العمل، والكل سيشتغل وسينتعش الإبداع الموسيقي، وهنا تجب الإشارة إلى أن الجمهور يعتقد أن الأموال الضخمة تذهب للفنانين، وهو أمر صحيح،  لكنها تذهب للفنانين الأجانب، وأكثرها يكون من نصيب الشركات الكبرى المتخصصة بالإنارة والصوت وتجهيز المنصات والإعداد التقني واللوجيستيكي للمهرجانات التي تصرف عليها الملايير، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بوجود حكامة ثقافية من عدمه ببلادنا.

كلمة أخيرة لجمهورك ولمتتبعي”آشكاين” ؟

شكرا لكم هذه الدردشة، ونشكر الجمهور العظيم الذواق للأغنية المغربية الأصيلة على دعمه وحبه المتواصل، شكرا لكم جميعا .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x