وبَّـــخ الديوان الملكي، في بلاغ شديد اللهجة، حزب العدالة والتنمية، واصفا بيانه الأخير حول العلاقات بين المغرب وإسرائيل وربطها بالقضية الفلسطينية، بكونه ”سابقة خطيرة ومرفوضة”، كاشفا أن العلاقات الدولية للمملكة لا ”يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان ولأي اعتبار”.
بلاغ الديوان الملكي، الصادر صباح اليوم 13 مارس الجاري، استعمل لغة مباشرة لا تخلو من انتقادات حادة للأمانة العامة للعدالة والتنمية، التي سماها بالاسم، وذكر أن موقف الحزب يتضمن ”تجاوزات غير مسؤولة ومغالطات خطيرة، فيما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، وربطها بآخر التطورات التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وجاء ردُّ الديوان الملكي على بلاغ صادر عن الأمانة العامة للعدالة والتنمية، يوم 04 مارس الجاري، استهجن من خلاله ما أسماه “مواقف بوريطة الأخيرة، الذي يبدو فيها وكأنه يدافع عن الكيان الصهيوني في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على إخواننا الفلسطينيين ولا سيما في نابلس الفلسطينية”.
محمد شقير، أستاذ العلاقات العلوم السياسية، يرى أن البلاغ الملكي يحدد الخطوط الحمراء التي لا يجب أن يتجاوزها أي فاعل سياسي.
وأوضح شقير، ضمن تصريح لجريدة ”آشكاين”، أن البلاغ ”رسالة سياسية واضحة لبنكيران للإبتعاد عن المزايدات السياسية في مجال محفوظ للملك”.
وشدد على أن البلاغ يتضمن كذلك “رسالةً مفادها أنه لا يجب التلاعب بهكذا قضايا سياسية سيادية، يمكن استغلالها، من قبل الأعداء لضرب المغرب، خاصة و أن المملكة تواجه ضغوطات”.
وأكد ذات المحلل السياسي، أن البلاغ يُستشف منه أن “توقيع المغرب اتفاقات ابراهام مع إسرائيل ، في عهد سعد الدين العثماني، يُبعد المؤسسات الملكية عن كل التجاذبات”.
في هذا الصدد، أوضح شقير، أن الرد الملكي يأتي في سياق كون بنكيران ”يتناسى” المؤسسة الملكية التي تُحاول الحفاظ على نوع من التوازن بين القضية الفلسطينية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حين يُحاول ( بنكيران)، ”التنصل من توقيع اتفاقية التطبيع”، الذي فرضه الواقع الحكومي على الإسلاميين بغض النظر عن القناعات، ما خلق رجة داخل الحزب، وكانت ربما وراء إبعاد العثماني من أمانته العامة”.
جوابا على سؤال حول كيف سيتفاعل الحزب مع بلاغ الديوان الملكي، أوضح شقير أن بنكيران ”مُناورٌ كبير، قد يتراجع بنفس الشكل عن موقفه، كما وقع في محطات سابقة حتى حين كان رئيسا للحكومة، حفاظا على علاقته مع المؤسسة الملكية التي يرى أنها فوق كل اعتبار”.
الدبلوماسية المغربية لم تكن ابدا بنفس المستوى من النجاح و التفوق مثل ما. هي عليه اليوم بعد.ان أصبحت في يد ملك البلاد ، لذا لا مجال الآن لمن يعادى النجاح ان يحشر أنفه فيما هو بعيد.عنه بشعارات بائدة وخطابات لا تسمن و لا تغني من جوع سوى حسابات انتهازية في الوقت الذي يسارع فيه المغرب لطي ملف الصحراء الغربية المغربية.