2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استقبل رئيس الجمهورية الموريتانية، محمد ولد الشيخ الغزواني، الجمعة المنصرم 10 مارس الجاري، بالقصر الرئاسي في نواكشوط، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، الجنرال تييري بورخارد، بحضور قائد الأركان العامة للجيوش، الفريق المختار بله شعبان، وقائد الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية، الفريق البحري إسلكو ولد الشيخ الولي، والسفير الفرنسي المعتمد لدى موريتانيا، سعادة السيد الكساندر كارسيا.
وجاءت هذه الزيارة في ظل تحول موريتانيا في الأسابيع القليلة الأخيرة، إلى قبلة لزيارات متتالية ومتقاربة، بل وأحيانا متزامنة، لوفود رفيعة المستوى ولمسؤولين كبار من مختلف القوى الدولية والإقليمية، فبعد قادة جيش الجزائر و وزير خارجية إيران و بعثة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، و وزير خارجية، روسيا وبعثة الاتحاد الأوربي ليقوم بدوه بزيارة إلى موريتانيا، جاء الدور على فرنسا التي بعثت قائد أركان جيشها للقاء الرئيس الموريتاني بحضور قادة الجيش الموريتاني، وهو ما يعطي لهذه الزيارة أبعادا دولية أكبر من كونها زيارة روتينية في إطار العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين.

وفي هذا الصدد، أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أنه “منذ اكتشاف الغاز في موريتانيا بكميات كبيرة إضافة إلى بعض المعادن الاستراتيجية كالذهب والليثيوم والبنديوم، أصبح هذا البلد المغاربي موضوع تجاذبات من العديد من القوى الأجنبية إضافة إلى القوى الإقليمية.
وشدد مكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أنه “لوحظ، في الآونة الأخيرة، زيارة وتكوينات قام بها الجيش الأمريكي لبعض أفراد القوات المسلحة الموريتانية، إضافة إلى زيارة لوفد من حلف الأطلسي، و زيارة قائد الأركان الموريتاني لإسبانيا بالتزامن مع زيارة وفد عسكري من قيادة الجيش الجزائري لموريتانيا، إضافة إلى أن روسيا تهتم كثيرا بالساحل الموريتاني، والكل يقترح تعاونا خاصا مع موريتانيا”.
وأردف أنه “فيما يتعلق باستقبال قائد أركان الجيش الفرنسي من طرف الرئيس محمد الشيخ ولد الغزواني، فالعلاقات الفرنسية الموريتانيا قديمة، بل إن فرنسا تعتبر هي الضامن لاستقلال وسيادة وأمن موريتانيا، والأخيرة تتخوف من وصول مليشيات فاغنر لحدودها الشرقية، خاصة مع تواجد أكثر من 350 ألف لاجئ من الطوارق ومن العرب ومن الفولانيين إلى هذا البلد، وهذا يشكل عبئا أمنيا واقتصاديا و إنسانيا على موريتانيا”.
ويرى مكاوي، خلال حديثه للجريدة الإلكترونية “آشكاين”، أن “تبادل المعلومات بين الجيشين الموريتاني والفرنسي مهم جدا في هذه الظروف التي تمر بها دول الساحل”، مشيرا إلى أن “الرئيس الموريتاني الحالي هو ضابط من خريجي الأكاديمية العسكرية بمكناس سنة 1974، وله تكوينات أخرى في فرنسا وله علاقات طيبة مع القيادة الفرنسية”.
وخلص إلى أن “موريتانيا إضافة إلى علاقتها مع الجميع، فهي تحاول دائما “أخذ العصا من الوسط، وتحاول أن تبقى محايدة في هذه التجاذبات والصراعات وتزايد النفوذ بين الكثير من الدول الأجنبية، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا”.