لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يرصُــد أسبابَ إعلان مغاربة الولاء لـ”داعش” رغم اندِحار “دولة الخــلافة”

أوقفت عناصر الشرطة القضائية بمدينة أسفي، أمس الأربعاء، عنصرا متطرفا أعلن “البيعة” للأمير المزعوم لتنظيم “داعش”، وشرع في الإعداد والتحضير لتنفيذ مخطط إرهابي في إطار مشروع فردي يهدف للمساس الخطير بالنظام العام.

من جهة أخرى، أفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، أوقفت ثلاثة متطرفين موالين لتنظيم “داعش الإرهابي”، في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 15 مارس الجاري، للإشتباه في تورطهم في ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي، والتي كان ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه.

توالي توقيف المواطنين المغاربة الذين أعلنوا “الولاء” لما يسمى “أمير تنظيم الدولة الإسلامية”، وانخرطوا بشكل فعلي في الأعمال التحضيرية لرصد وتحديد أهداف مخططهم الإجرامي  في استهداف موظفين ومؤسسات عمومية باستخدام أساليب الإرهاب، يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب التي تشجع هؤلاء المواطنين على التبعية لمشروع يشهد تراجعا كبيرا خاصة بعد تراجع قوة ما يسمى “داعش”.

الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، يرى أن عدد الحالات التي تسجل في المغرب بخصوص إعلان “الولاء” لـ”أمير داعش” جد محدودة ومنفردة، ولا يمكن القياس عليها للقول إن المغاربة يتعاطفون مع هذا التنظيم أو ينتمون إليه، كما أنه ليست هناك دراسة إحصائية تبين عدد المغاربة المنخرطين في “داعش”.

ويؤكد لعروسي، الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن عدد المغاربة المتورطين في “الولاء” إلى “داعش” وانخراطهم في مخططاته الإجرامية عدد قليل، خاصة بعد خفوت دور هذا “التنظيم الإراهابي” على المستوى الدولي وعلى مستوى المشرق العربي من جهة أولى، وعدم وجود بيئة حاضنة اجتماعية لهذا التنظيم في المغرب من جهة ثانية، والمجهودات الأمنية الإستباقية التي يبذلها المغرب من جهة ثالثة.

وعن سؤال حول سبب إقبال المغاربة على “الولاء” لتنظيم “داعش” دون غيره، رد الخبير في الشؤون الأمنية بأن “داعش” يعمل على استقطاب عينة من المواطنين في الطبقات الهشة والفقيرة والمتمردة على المجتمع بفعل “الإحتقان الإجتماعي والإقتصادي”، بالإضافة إلى أشخاص لهم ارتباط بالجريمة المنظمة، حيث نجد بعض المغاربة المتورطين مع “داعش” لهم سوابق قضائية وجئائية وجنوح نحو الإجرام.

وخلص لعروسي، إلى التأكيد على أن “داعش” وفر ملاذا للعينات المذكورة، ويقدم لها مزايا مادية من أجل تشجيعها على القيام بعمليات إرهابية، مشيرا إلى أن الإنترنيت سهلت بشكل كبير عملية استقطاب قادة “داعش” للفئات المذكورة التي يسهل التأثير عليها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x