لماذا وإلى أين ؟

حظرتهُ عددٌ من الـــدول.. هل يُشكِّل “تيك توك” خطرا على المغرب؟

حظرت  دول عديدة  تطبيق «تيك توك» الشهير، فمنها من حجبته لأنه يروّج، بحسبهم، لمحتوى غير أخلاقي، فيما اعتبرت أخرى أنه يضلل الشباب أو يشكل خطورة على أمنها القومي، وكانت آخر الدول التي منعت استخدام التطبيق هي بريطانيا التي حظرت استخدامه على الأجهزة الحكومية.

ومن أبرز الدول التي حظرت التطبيق الصيني على مواطنيها: أمريكا و الهند و كندا و باكستان و بلجيكا، فيما الدول العربية، ومن بينها المغرب، لم تتخذ أي قرارات لمنع استخدامه، ما يطرح السؤال عما إذا كان التطبيق  يشكل بالفعل خطرا حقيقيا سواء على الأمن القومي للبلدان أو على مستوى أخلاق الشباب والمراهقين الأكثر استخداما لـه ؟

وفي هذا الصدد، أورد زهير لخديسي، مستشار في مجال التحول الرقمي و عضو مكتب فيدرالية تكنولوجيا المعلومات بالمغرب apeb، أن “تطبيق تيكتوك تعتبره الولايات المتحدة منذ سنوات وسيلة محتملة للتجسس على مواطنيها و مسؤوليها من طرف الصين.”

إضافة إلى ذلك، يردف لخديسي في تصريح لـ “آشكاين”، قد يكون التطبيق له تأثير سلبي على أذواق و إختيارات و هوايات الشباب حيث يعتبر معارضوه أن “لوغاريثمات” التطبيق تشجع محتوى سلبيا و مدمرا في الدول الغربية بينما تعطي محتوى إيجابيا و تثقيفيا للمراهقين في الصين”.

وتابع الخبير في مجال التحول الرقمي “أضف إلى ذلك إمكانية إستعماله للتأثير على القرارات في هيئات سياسية مختلفة لخدمة المصالح الصينية”، موضحا أن “سياسة الصين المتعلقة بالبيانات قد تنبني على:
– إستراتيجة بنيوية من خلال شبكات الجيل الخامس و التي تسيطر عليها شركات صينية و تزعم الحكومات الأوروبية و الامريكية انها تخترق من طرف الأجهزة الإستخباراتية الصينية- إستراتيجية تجهيزية مبنية على غزو الشركات الصينية لسوق الهواتف من خلال مجموعة من الشركات- إستراتيجية خدماتية مبنية على تطبيقات ك “تيك توك””.

وسجل المتحدث قوله: “في هذا الإطار لا يجب أن ننسى أن الدول الغربية بدورها تعتمد على تطبيقاتها المختلفة للتأثير على الرأي العام في مجموعة من الدول (الربيع العربي كنموذج و إستعمال منصات تويتر و فيسبوك للتأثير على الرأي العام) و كذلك للتجسس في أحيان أخرى”.

وشدد لخديسي على أن “هذا المنع يدخل في إطار تحولات جيوستراتيجية تكرس الحضور المتزايد للصين على المستوى السياسي و تصاعد تخوف أمريكا و الدول الأوروبية من نظام عالمي جديد تسيطر فيه الصين على العلاقات السياسية إضافة إلى سيطرتها على الجانب الإقتصادي”.

وفيما إذا كان على المغرب أن يحظر هذا التطبيق هو الآخر، قال المتحدث “أظن أن الحل في هذه المسائل ليس هو المنع بل هو تقديم بدائل و صنع استراتيجية بيانات على المدى البعيد للحفاظ على بيانات المواطنين من مختلف التطبيقات التي قد تستعملها في إطار التأثير أو التجسس”.

وذلك، يؤكد لخديسي، على مستوى الموظفين و الأجهزة الحكومية، إذ يجب منع أو تحديد إستعمال كل التطبيقات التي قد تستعمل للتجسس أو إرسال بيانات أساسية و ذات طابع إستراتيجي إلى الخارج و استعمال تطبيقات محلية الصنع أو مفتوحة المصدر بحيث يتم إيواؤها في سحابيات محلية”.

ومن جانبها، اعترضت الصين على قرار الحكومة الأمريكية، ضد تطبيق “تيك توك”، بعدما أمرت بإزالته عن الأجهزة الفيدرالية، حيث اعتبر ماو نينغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الولايات المتحدة “تعمم مفهوم الأمن القومي”، و”تسيئ استغلال السلطة الوطنية”، و”تقمع بشكل غير معقول شركات البلدان الأخرى”، حسب قوله.

وأضاف ماو أن حكومة الولايات المتحدة يجب أن توفر بيئة منفتحة وعادلة وغير تمييزية للشركات من جميع البلدان للاستثمار والعمل في الولايات المتحدة، مسترسلا “بصفتها أقوى دولة في العالم، تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تكون أكثر ثقة بالنفس، بدلاً من الخوف الشديد من تطبيق يحبه الشباب”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x