ماذا سيجْني المغرب من نقـل قيادة “أفريكوم” إلى تُــرابه؟.. الغالي يُـجيب
تعالت أصوات مسؤولين أمريكيين من أجل نقل مقر القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” من مقرها في ألمانيا إلى المملكة المغربية، وهو ما جاء على لسان السناتور الأمريكي دان سوليفان حول إمكانيات المغرب كمرشح “فوق العادة” لاستضافة هذا المقر.
وجاء طرح السيناتور سوليفان أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، معتبرا أن “إفريقيا باتت مؤهلة لاحتضان مقر قيادة “أفريكوم”، مشيرا إلى “أهمية المغرب كواحد من الحلفاء الموثوقين والأقدم للولايات المتحدة”، وهو ما يجعلنا نتساءل عن دلالات هذا الطرح، وما الذي سيجنيه المغرب من نقل هذا المقر فوق ترابه؟
في هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن “نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية من ألمانيا إلى المملكة المغربية يعتبر طرحا مهما من طرف بعض المسؤولين الأمريكيين، على اعتبار ان هذا يعكس قيمة الثقة التي وصلت إليها المملكة المغربية في علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة على مستوى التنسيقين الأمني والعسكري”.
ويرى الغالي، في تصريحه لآشكاين أنه “مادامت المخاطر في ارتفاع مهم بمختلف الدول الأمريكية، وبالنظر إلى المكانة الاستراتيجية للقارة الإفريقية أمنيا وعسكريا، وحتى من حيث الطاقة والمواد الأولية، باعتبار أن إفريقيا تشكل احتياطيا استراتيجيا للصناعات العالمية، فإن هذا النقل يعتبر نقلة نوعية وخطوة مهمة ستعزز المعادلة الأمنية العسكرية الأمريكية، وستساعد على التحكم في مختلف المخاطر الأممية”.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية نفسه، أن “نقل قيادة أفريكوم للمغرب فيه رغبة وطموح كي تتم المراقبة عن كثب، وبحكم أن المملكة المغربية هي دولة إفريقية، فإن نقل هذا المقر إلى إفريقيا يعكس أن امريكا ترسل رسائل إيجابية، في حين أنه عندما كان المقر في ألمانيا فهذا يعطي إشارات أخرى، مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تثق بعد لتقوم بإنشاء قيادة للمراقبة الأمنية والعسكرية في إفريقيا”.
وخلص الغالي إلى أن “نقل قيادة أفريكوم إلى المملكة المغربية ليس فيه فقط نجاح للمملكة المغربية على مستوى ثقة الولايات المتحدة الأمريكية بها، ولكن نقلها فيه ثقة بإفريقيا ويحمل إشارات قوية مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على محاربة الإرهاب في القارة الإفريقية وعلى تطوير وتدعيم علاقة التعاون العسكري ضد كل المخاطر الأخرى مع مختلف الدول الإفريقية”.
