لماذا وإلى أين ؟

تِقْبُورِين ن سُوس .. نَجاةُ الملك الحسن الثاني من موتٍ مُحقَّق بأكــادير

“ⵜⵉⵇⴱⵓⵔⵉⵏ ⵏ ⵙⵓⵙ .. تِقْبُورِين ن سُوس” أو “سوس قديما” باللغة العربية، هي سلسلة تاريخية تسلط الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية المثيرة و المتميزة التي شهدتها مدينة أكادير خاصة ومنطقة سوس عامة في التاريخ الحديث. وتهدف هذه السلسة التي ستنشر على صحيفة “آشكاين” الرقمية طيلة شهر رمضان، لإطلاع القراء على جزء من التاريخ الغني لهذه المنطقة.

الحلقة الأولى: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. نجاة الملك الحسن الثاني من موتٍ مُحقَّق بأكــادير

من الأحداث المثيرة التي شهدها تاريخ مدينة أكادير، والتي لم يُسَلّط الضوء عليها بالشكل اللازم، حادثُ نجاة الملك المغفور له الحسن الثاني من موت محقق في تدريب عسكري جرى بمدينة أكادير سنة 1949 في ما كان يسمى آنذاك بـ”القاعدة الجوية العسكرية” بمنطقة بنسركاو و التي ما تزال تقوم بأدوارها إلى اليوم.

القاعدة الجوية العسكرية المشار إليها كانت تابعة للولايات المتحدة الأمريكية بعدما تم اختيار المغرب كقاعدة إستراتيجية لإنزال القوات الأمريكية على أراضيه إبان الحرب العالمية الثانية، قبل أن تسلمها إلى فرنسا، باعتبارها الدولة المستعمرة للمملكة. وقد عملت سلطات الإحتلال الفرنسي على تحويل القاعة العسكرية المذكورة إلى مدرسة لتدريب ربابنة طائراتها العسكرية، حيث كان يتوارد عليها أفواجٌ من ضباط القوات الجوية الفرنسية ويقضون فيها فترات زمنية مختلفة حسب تخصصاتهم.

لما كان المغفور له الملك الحسن الثاني أميرا، نجا من موت محقق في القاعدة العسكرية ببنسركاو وسط أكادير، التي نزل بها رفقة عدد من الطلبة المشاركين في تدريب عسكري سنة 1949.

طائرة عسكرية للتداريب محلقة فوق ميناء أكادير وتستعد للهبوط على الماء

ذات ليلة من أيام التدريب العسكري، وفق مجموعة من المؤلفات التاريخية، منها مؤلف “ذاكرة أكادير في القرن العشرين”، لم يستطع الأمير مولاي الحسن أن ينام بسبب شخير أحد زملائه الذي ينام معه في الغرفة، فاضطر لحمل غطائه و الخروج من الغرفة، وكانت القاعدة مليئة بالرمال التي كانت تحملها الرياح إليها من البحر، فنام فوق كثبان منها، وكان الوقت وقت صيف.

في وسط الليل، جاءت تعليمات لإيقاظ التلاميذ الضباط، ومنهم الأمير مولاي الحسن، للقيام بمناورة بحرية، وذلك بنقلهم على متن طائرة “كاتالينا” تنزل على الماء للتصدي لبارجة عدو. وعندما حاولت الطائرة النزول على الماء انفجرت و مات جميع من كان على متنها.

لما وصل الخبر إلى ضباط القاعدة العسكرية، صدموا، و اعتبروا أن الأمير من المفقودين، فاتصلوا بمسؤولين فرنسيين لتبليغهم بالأمر، في حين لم يبلغ الملك محمد بن يوسف بالأمر حينها انتظارا إلى الصباح، واستعدادا لما ينتج من ردة فعل و بحثا عن الصيغة التي سيعلن عنها الخبر.

وبينما هم في ذلك، وفي ظل اتصلات لا تنقطع بين مسؤولين القاعدة العسكرية بأكادير والسلطات الفرنسية، رأى أحد المسؤولين في القاعدة المذكورة الأمير مولاي الحسن وهو يحمل غطاءه فوق كثفيه داخلا إلى الغرفة، فتنفسوا الصعداء واستغربوا للمعجزة التي انقذته من موت محقق لما حكى لهم ما دفعه لينام خارج الغرفة. وقد أقيم للضحايا نصب تذكاري في مقبرة أكادير وفوقه لائحة بأسماء الضحايا المفقودين في الحادثة.

لائحة المفقودين في حادثة الطائرة “كاتالينا”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

3.7 3 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
23 مارس 2023 20:29

لا شك انها كانت مؤامرة فرنسية للتخلص من الامير انذاك.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x