لماذا وإلى أين ؟

“معاركُ الصحراء”: معركةُ العركوب البطـــولية

يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء “.

وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.

وسنتطرق في الحلقة الثانية من سلسلة “معارك الصحراء“،  إلى إحدى المعارك البطولية التي خاضتها المقاومة الصحراوية جنوب المملكة، وهي “معركة العركوب” والتي شهدت كرا وفرا بين عناصر جيش التحرير وبين قوات الجيش الإسباني، ما دفع قوات المستعمر إلى إمطار المقاومة بالقنابل للانتقام.

ويروي لنا قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري، عن معركة العركوب، بكونها “معركة فاصلة في مسار جيش التحرير بجهة الداخلة وادي الذهب، حيث تمكنت عناصر جيش التحرير من رصد تحركات وتدريبات القوات الإسبانية بمنطقة العركوب”.

ويسترسل الحمري في حديثه لـ”آشكاين” عن المعركة سالفة الذكر، موردا أن “وقائعها قد بدأت وقائع في شهر نونبر 1975، حيث داهم فيها عناصر جيش التحرير إحدى ثكنات الجيش الإسباني بمنطقة العركوب واستمرت الاشتباكات مع الإسبان حتى الفجر”.

موردا أن “هذا الهجوم قد خلف خسائر مهمة في صفوف الجيش الإسباني، حيث بلغ عدد القتلى 15 فردا وغنمت المقاومة مسدسا وخماسية وكيسا من القنابل، فيما أصيب 3 عناصر من جيش التحرير بجروح خطيرة، وبعد ذلك انسحبوا من العركوب متجهين صوب مراكزهم بالكجير”.

ويبدو أن الجيش الإسباني لم يستسغ الخسائر التي تكبدها على يد المقاومة، فمع طلوع الصباح، يقول الحمري  “لاحقتهم طائرات المستعمر الإسباني لترميهم بوابل من القذائف، فأصيب عدد من عناصر جيش التحرير بجروح متفاوتة الخطورة”.

لكن خطة المستعمر لضرب المقاومة لم تتم كما أرادت لها، إذ لم تستطع طائراته القضاء على عناصر  المقاومة، إذ انتظرت الطائرات “حتى وصول التعزيزات العسكرية إلى المنطقة فدخلت قوات جيش التحرير في اشتباكات ثانية مع القوات الإسبانية واستمرت حتى الساعة 11 صباحا”، يردف الحمري.

ورغم استعمالهم للطائرات ولتعزيزات عسكرية، بقول الحمري، إلا أن “هذه الهجمة خلفت مقتل عدد مهم من الجنود الإسبان، في حين استشهد 3 من عناصر جيش التحرير”.

الحلقة السابقة:

“معارك الصحراء”: معركةُ الدشيرة..حينما سحقت المقاومة 600 جندي إسباني و سلبتهم عتادا متطورا

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x