لماذا وإلى أين ؟

العالمُ السفلي.. هكذا خطط لتصفية النيني بواسطة قاتلٍٍ مأجـــور

“العالم السفلي”؛ سلسلة قصصية مشوقة، تفتح من خلالها “آشكاين” لقرائها الكرام نافذة لاستكشاف عالم تجارة المخدرات في شمال المغرب. 

من خلال هذه النافذة، تنقل الجريدة الإلكترونية “آشكاين” لمتتبعيها أحداث مشوقة من عالم التهريب الدولي للمخدرات بعضها ينبش تفاصيل ملفات معروف للعامة وبعضها خفي لا يعرفه إلا المقربون من العالم السفلي لتجارة المخدرات، إضافة إلى قصص أشخاص واكبوا وعملوا مع أكبر البارونات بمناطق الشمال والمغرب.

خلال هذه الحلقة من العالم السفلي، تستضيف “آشكاين”، محمد زميزم (اسم مستعار)، الذي عمل لسنوات كمهرب مخدرات عبر الزوارق السريعة قبل أن يعتزل، محمد واكب حقبة أحد أشهر بارونات المخدرات في تاريخ المغرب؛ محمد الطيب الوزاني، الملقب “بالنيني”، الكابو الذي سيطر من سبتة المحتلة بيد حازمة على مرور المخدرات بين المغرب وسواحل الأندلس، ولكن ذات يوم ابتلعه البحر. محمد يحكي لنا في هذه الحلقة، تفاصيل تحكى لأول مرة حول عملية اغتيال بارون المخدرات “النيني”.

إليكم القصة :

في السابعة من صباح يوم الاثنين 4 غشت 2014، ولجت امرأة قيادة الحرس المدني الإسباني في سبتة المحتلة للإبلاغ عن اختفاء زوجها، وهي رفقة زوج أختها و صديق. وبينما كانت تتكلم، كان الحزن الذي يشوب ملامحها يتناقض مع حدة كلامها الخطير، حيث أفادت أن المختفي خرج في اليوم السابق، في حوالي الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر، رفقة ثلاثة من أصدقائه للإبحار بالقارب الذي كان راسيا في مرسى المدينة.

وأوضحت أن الرحلة كانت للترفيه لا غير بغية إمضاء ما تبقى من يوم الأحد في البحر. إلا أنه عندما اقترب القارب من الوصول إلى الساحل المغربي، اتجه نحوه قارب سريع أسود اللون بأقصى سرعة، ودون سابق إنذار، سحب أحد الراكبين مسدسًا وشرع في إطلاق النار. أدى ذلك إلى سقوط زوجها في الماء بعد إصابته برصاصات أو ربما في محاولة يائسة منه لإنقاذ حياته، وكل ذلك بحسب ما قاله لها أحد الذين شهدوا الواقعة. حيث خلصت إلى أنها، منذ تلك اللحظة، لم تسمع أي شيء عن والد رضيعتها البالغة من العمر آنذاك 40 يومًا فقط.

وكان أول ما خطر ببال ضباط الحرس المدني عما أطلعتهم عليه السيدة، هو تسوية حسابات بين عصابات المخدرات المتنافسة، حيث تجرأت الزوجة قائلة لعناصر الحرس المدني المداومين: “أعتقد أن الأمر كان ثأرًا شخصيًا” مشيرة بصراحة إلى الجاني المزعوم؛ سفيان أحمد براك، تاجر مخدرات شاب من سبتة. وأضافت دون الخوض في مزيد من التفاصيل: “يسمونه زوكاتو، وهو يعمل مع زوجي منذ بعض الوقت وكان مستاءً لعدم منحه إياه ترقية” ، لينطلق بذلك التحقيق في ما حدث، وليبلغ صدى نفس السؤال المدينة جلها : أين النيني ؟

يقول محمد أن مقتل محمد الطيب الوزاني الملقب ب “النيني”، ترك فراغا كبيرا في مجال تجارة المخدرات بمنطقة الشمال، وهو فراغ سرعان ما سيتهافت عليه عدد كبير من العصابات الصغيرة التي يترأسها تجار مخدرات كانوا يشتغلون تحت إمرة “النيني” في أحد أكبر كارتيلات تهريب المخدرات آنذاك، كارتيل “لا لينيا” الذي لازال ينشط لحدود الساعة. اثنان من هؤلاء، يقول محمد هم من نفذوا عملية اغتيال “النيني” بميناء مارينا سمير الترفيهي، بعدما ذاقوا ذرعا من فرض إتاوات مالية كبيرة عليهم عن كل شحنة يهربونها إلى أوروبا، بعد استقلالهم عن كارتيل “النيني” وشروعهم في العمل لصالح أنفسهم.

و يقول محمد أن بارون المخدرات الذي توفي هو الآخر في إطلاق نار سنة 2018، سفيان أحمد براك الملقب “بزوكاطو”،كان ينوي تطوير نشاطه من خلال تهريب الكوكايين عن طريق موريتانيا، إلا أن “النيني” وقف حجر عقبة في مخططاته للتوسع، إذ كان يدين له بمبالغ مالية كبيرة، ليلتجئ بعدها “زوكاطو” إلى خليل محمد إدريس الملقب “إل لوكو”، الذي ابتدأ مسيرته الإجرامية كقاتل مأجور في صفوف كارتيل “لا لينيا”.

وقد شرعا معاً في جمع معطيات حول تحركات “النيني” لمدة أسابيع ليجدوا اللحظة المناسبة للتخلص منه، إلى أن تلقوا معلومات من أحد ملازمي “النيني” الذي قتل فيما بعد داخل سيارته، أنه سيخرج في رحلة استجمام بقاربه، دون حراسة، فاتخذا معا قرارا لتصفيته، عن طريق اللجوء إلى خدمات قاتل مأجور فرنسي. والذي وفر له “زوكاطو” و “إل لوكو”، مسدسات أوتوماتيكية من نوع “غلوك”، وخططوا معا في اجتماعات في فنادق وأماكن أخرى لعملية الاغتيال.

وفي يوم الأحد 3 غشت 2014، يوم ابتلع البحر “النيني” ولم يسمع عنه شيئًا آخر. واتصل قبل ساعتين من إطلاق النار، أي ما يقارب الساعة الرابعة عصرًا، محمد الطيب الوزاني بشقيقه لدعوته لقضاء ما تبقى من يوم الأحد في البحر. “آسف، أنا في ملقة” قال له “حظا سعيدا”، ولكي لا يذهب بمفرده، دعا “النيني” يده اليمنى “حسن الشاقور” لمرافقته. في نفس اليوم، اقتنى “النيني” علبة سجائر وزجاجة مياه من متجر مجاور لمرفأ مارينا سمير، فيما كان ملازمه الأول والذي شغر منصبه على رأس كارتيل “لا لينيا”، “حسن الشاقور” ينتظره في السيارة، ثم ذهبا معا إلى الزورق الذي ركبه محمد الطيب الوزاني، فيما عاد “الشاقور” إلى سبتة، وفي ساعة الصفر تحرك “زوكاطو” و “إل لوكو” والقاتل المحترف على متن زورقين سريعين، وبعد محاصرة “النيني” في البحر، شرعوا في إهانته وسبه، وأمطروه رصاصا حتى أصيب بجروح خطيرة وقفز في البحر وهو ينزف، ثم قاموا بعد ذلك بانتشال جثته وربطها بمرساة القارب حتى لا تطفو، وأضرموا بعد ذلك النار بالقارب لإخفاء أثار الحمض النووي والبصمات.

وحسب محمد، فمباشرة بعد عملية تصفية “النيني”، نشبت حرب ضروس بين “زوكاطو” و “إل لوكو” الذي استطاع الهرب من المغرب وحافظ على علاقاته مع بارونات تهريب المخدرات في إسبانيا وظهر اسمه في تحقيقات الشرطة الوطنية الاسبانية المتعلقة بعشيرة “لوس كاستانياس”، لتتم تصفيته هو الآخر في دجنبر 2020 في إطلاق نار بمدينة سبتة المحتلة، أما “زوكاتو” فكان آخر ظهور له في صيف 2018 في ماربيا، حيث يروج في العالم السفلي لتجارة المخدرات أن موالين “للنيني” قاموا بتصفيته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

2 3 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
شكراني محمد
المعلق(ة)
25 مارس 2023 08:52

رمضان شهر المغفرة و الصيام هل مثل هذه القصص يستفيد منها الإنسان في هذا الشر العظيم ذكروا الناس بما يعطيهم القدوة و المثال وعط الله فاش تكتب

El pelot de costa tanger
المعلق(ة)
1 أبريل 2023 09:58

كل هدا مجرد كلام اول شيئ زوكاتو تم تصفيته من طرف عصابة امير فاتن مكي الملقب بالسويدي الذي يتحالف مع التاغي و النيني و قضية تصفية النيني في العالم السفلي الحقيقي لا علاقة لها بزوكاتو فقط إشعات يتم نشرها لتغطية عن الجهة الحقيقية النيني كانت له سيطرة مطلقة في سبتة و أراد سيطرة مطلقة في طنجة أيضا هدا ما جعله يدخل في صراع كبير مع العصابات المغربية في هولندا و بلجيكا و ما أفاض الكأس هي سرقته لشحنات كبيرة من الكوكايين لتجار المخدرات تقدر بمئات الكيلوغرمات كانو بصدد تهريبها الى اوروبا تم سرقتها بحجة عدم دفع الجيزية ل النيني طبعا هدا لم يعجب بعض العصابات الكبيرة مثل رضوان التاغي و سكارفص و غيرهم ( فقط امثله ) من أصحاب البضاعة هدا كان هو المشكل الرئيسي بنسبة الى النيني و الذي عجل بموته اما زوكاتو كان يشتغل مع النيني و قامو بسرقة شحنات مع بعض إضافة إلى السلفيين من طنجة و مجرمين خطرين من سبتة هده كانت عصابة النيني الخاصة بالسطو على تجار المخدرات

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x