2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

هي قضايا ظلت ملفاتها رهينة الرفوف لسنوات عديدة، حتى صارت من ”المنسيات”.
بعضها فتح فيه تحقيق و لم يخلص إلى النهاية، رغم طول السنين، و أخرى تعالت أصوات مُطالبة بفتح تحقيق بشأنها، إلا أن ذلك لم يتم إلى أن طالها النسيان و لم يعد أحد يذكرها أو يتذكرها.
”قضايا منسية”، سلسلة تنشر على شكل حلقات طيلة شهر رمضان، تنفضُ الغبار عن ملفات ثقيلة، سياسية، اجتماعية، حوادث خلفت ضحايا بالجملة، وأخرى وقف أمرها عند حد ”فُتح فيها تحقيق”.
الحلقة الثالثة
في فجر الثالث من غشت سنة 1975، تحطمت طائرة من نوع بوينغ 707-321C، التي استأجرتها الخطوط الملكية المغربية لايصال 177 عاملا مغربيا من فرنسا إلى وطنهم قصد قضاء العيد رفقة أسرهم.
الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأردنية، اصطدمت بمرتفع وهي تهم بالهبوط في مطار أكادير، وكان على متنها المهاجرون المغاربة الـ 177 و أربعة سياح بريطانيين، حيث لقوا حتفهم جميعا في الحادثة التي وصفتها صحيفة ”نيويورك تايمز” الأمريكية بأنها أسوأ كارثة جوية في العالم وقتها.
وغادرت الطائرة مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس حوالي الساعة الثانية صباحا و 20 دقيقة، وكانت كل الأمور تجري بشكل معتاد، إلى أن باتت لا يفصلها عن الهبوط سوى دقائق معدودة جدا، حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحا، حيث تحولت قهقهات وفرح العمال المغاربة، وأغلبهم من سكان قرى سوس الذين استقدمهم ”موغا” إلى فرنسا، قصد العمل في المناجم، إلى مأساة حقيقية، لم يشهد لها المغرب مثيلا عبر تاريخه.
وأصدر الملك الراحل الحسن الثاني تعليمات صارمة إلى المسؤولين، لكي يعتنوا بعائلات الضحايا، حيث صُرفت لهم تعويضات قانونية، حسب الأنظمة المعمول بها عالميا.
وظلت روايات، بعضها أقرب إلى الخيال من الواقع تحمل طابع الغرابة، تتردد بين سكان مداشر المنطقة التي ينحدر منها الضحايا، حيث يقول بعضها إن الركاب عندما أيقنوا أن طائرتهم سوف ترتطم لا محالة بالجبل، سارعوا إلى رمي جوازات سفرهم عبر النوافذ.