2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/وسيم الفائق
يأتي شهر رمضان مرة كل سنة، مُحَملا برموز مقدسة، بطقوس دينية وعادات شعبية، شهر يستثمره المسلمون للعبادة والتقرب من الله، والإكثار من الطاعات، بينما يستغله آخرون لمضاعفة مداخيلهم من أعمال تجارية، مستفيدين من تهافت الناس على الأسواق، وهوس الاستهلاك المفرط. وفي هذا الشهر كذلك، يفقد بعض الناس عملهم، وأخرون تغلق أبواب رزقهم المعتادة، فيما تصبح أنشطة أخرين محظورة، وتفرض على العاملين والعاملات بها “العطالة”. “عاطلو رمضان”، سلسلة رمضانية ارتأت جريدة “آشكاين” أن تسلط من خلالها الضوء على فئة من الأشخاص يضطرون إلى التخلي عن أعمالهم التي يزاولونها طوال السنة خلال شهر رمضان، سلسلة تحاول رصد واقع هذه الفئة خلال رمضان، وذلك من خلال شهادات حية.
المومسات و عمال الحانة… صراع على الثروة
يشتكي العاملون في الحانات من اجتياح بائعات الجنس لمجالهم، واقتحام فضاءاتهم، إذ لم تعد هؤلاء النساء تكتفين بـ”دور الدعارة”، وأن ينتظرن في أكواخهن “كليان” يبحث عن لذة عابرة، بل أصبحن يخرجن من “جحورهن” لاصطياد “الضحايا” بأنفسهن، ويقصدن “الحانة”، بل يعملون فيها، فيصبحن بذلك “ميغناطيسا” جاذبا لـ”الزبائن” الذين يسيل لعابهم أمام عروض هؤلاء النساء، وقد تطور هذا الغزو، ليحول الحانة من معقل “للسكارى” إلى مجال للصراع حول “البور بوار” بين النادل، الذي لا يملك إلا حسن تعامله، والنادلة التي تملك ما يرغب فيه الجميع، من أنبل زبون إلى أحقرهم في الحانة.
يقول “البارمان” رشيد في معرضه حديثه إلينا، إن هذه المهنة(يقصد مهنة ساقي الحانة)، لم تعد كما كانت، بل تقهقرت بعد الغزو الذي أحدثته “عاملات الجنس” عليها، لم يعد صاحب الحانة ينظر إلى عملك، بل أصبح ينظر لجنسك، فيفضل أن تكون أنثى في الحانة، تجلب له ولنفسها الزبائن، على أن تكون أنت بشاربك الخشن وملامحك الرجولية وراء “الكونطوار”، لم يعد مرحب بنا كرجال، وحتى إذا قبل بك أحدهم، فذلك لا يكون إلا لتلعب دور الحارس الشخصي، لفتيات الحانة”.
“أنت تعلم أن هذا العمل يعتمد أساسا على ما ينعم به علينا رواد الحانة من بقشيش؛ فإن أنت أصغيت لحديث أحد المخمورين، وشاركته همومه وأحزانه وأفراحه، بتكرار قول “نعم، صحيح، صح لسانك سيدي”، وخدمته كما يشاء فإنك تفوز فوزا عظيما، وقد تخسر في بعض الأحيان”.
يتابع حديثه بنبرة لائمة “ما أود أن أقوله لك من هذا الكلام، أنه لولا “البور بوار” لما وجدت أحد منا يقصد خمارة ما للعمل، لكن الذي وقع هو أننا لم نعد الشخصية المحبوبة لدى الزبون، وانتزعت منا مهمة “المطبطب” على قلوب المخمورين المرهفة، لصالح “بائعات الهوى”، فبدل أن يمدك زبون ما ببعض الدراهم، فإنه يفضل أن يتكرَّم بها لإحداهن، شهوة وطمعا في إغرائها”.