لماذا وإلى أين ؟

تطواني يُــؤسس ”مملكة” بين الحُـدود الصربية المجـــرية (وثائق فيديو )

أسس مغربي ”مملكته” الخاصة على الحدود الصربية المجرية، أطلق عليها اسم مملكة هورجوس، لها شعارها الخاص وختمها، ولها ”بلاط” أيضا وفيها رعايا، حسب ما استعرض فيلم وثائقي طويل بثته قناة محلية.

المملكة، يحكمها مغربي يدعى محمد التطواني، وفق الشريط الوثائقي لقناة بلغراد N1، كاشفا أن نشاط شبكة تهريب المهاجرين التي تعمل في صربيا، وراء نشأة المملكة الخاصة في اقليم فويفودينا، وسميت باسم مملكة محمد التطواني، أحد أبرز زعماء شبكات تهريب البشر الحالمين بالفردوس الأوروبي.

وأورد الشريط الوثائقي، الحاصل على جائزة استقصائية محلية، أن محمد ”حاكم” المملكة، ينحدر من مدينة تطوان بشمال المغرب، حيث أسس في بادئ الأمر معسكرا لتهريب المهاجرين، بالقرب من هورجوس الحدودية.

لأزيد من سنتين، كانت هذه ”المملكة” موطنا مؤقتا لآلاف اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما كانوا ينتظرون مهربين لنقلهم عبر الحدود المجرية الصربية، والتي كانت على “خطوات قليلة” فقط، من مملكة هورجوس.

وأصدرت ”المملكة المزيفة”، جوازات سفر مزورة قد يحتاجها المهاجرون عندما يصلون إلى أوروبا، بعد تهريبهم إلى “الأرض الموعودة” من قبل شبكة التطواني. وفق الوثائقي.

ويدفع المهاجرون غير الشرعيون 3000 يورو، مقابل اجتياز الحدود، بعد قضاء يوم أو يومين أو ثلاثة كحد أقصى في ”المملكة”.

وكشفت شهادات حية لمهاجرين، أن مسؤولين بـ ”المملكة” يوفرون لهم كل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب، وأن هناك أحدهم يقف على كل صغيرة وكبيرة كي تسير الأمور على ما يرام ويتأكد من عدم وجود مواجهات بين المهاجرين.

وقال مهاجر سوري في الشريط الوثائقي إن الحاكم محمد التطواني ومن معه، لهم “مرؤوسون”، شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و20 سنة، في جميع أنحاء صربيا، وأن ذات ”الحكام” لديهم صلات بالشرطة المجرية لتسهيل مهمة عبور الحدود، وفق شهادة مهاجر آخر رفض الكشف عن هويته.

من هو محمد التطواني

يشير التحقيق إلى أنه بغض النظر عن كونه من أصل مغربي، فإن باقي المعطيات الأخرى نادرة وحتى عن شكله وما إذا كان محمد التطواني فعلا اسمه الحقيقي.

وكشف أن هاتفه متاح بسهولة، لكن حين مراسلته تتلقى ردًا تلقائيًا، خاصة إذا كتبت باللغة الصربية، مفادها ”شكرا لك على اهتمامك نحن غير متاحين حاليًا، لكننا سنرد في أقرب وقت ممكن”، إلا أنه لن يتم التواصل معك بعدها على الاطلاق.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة لمهاجرين مغاربة وتونسيين وجزائريين وسوريين، كلها تشكر ”الملك” التطواني، وتدعو كافة من يرغب في ”الحريك” بأن يقصده.

ولكن هذه المئات من الفيديوهات لم تكن كافية لتشخيص هوية حاكم ”مملكة هورجوس”، لذلك لابد من ”الحرب”. كانت الشرطة الصربية تعتقد أن غزو أرض ”مملكة التطواني” والإطاحة به من العرش، مهمة سهلة، لكنها تفاجأت بهجوم مباغت ببنادق الكلاشنيكوف والمسدسات، أوقع في صفوفهم ضحايا.

رغم ذلك تمكنت قوات الشرطة الصربية المعززة بعناصر ومعدات كبيرة، من نقل حوالي 600 ”مواطنا” (مهاجرين)، من مملكة محمد التطواني.

الحياة الثقافية في ممكلة هورجوس

داخل مملكة محمد التطواني المزيفة، شهدت الحياة الثقافية ”ازدهارا” كبيرا، يمكن للعالم بأسره ملاحظته.
في سنة 2021، صور مغني الراب التونسي دادلي ديو رفقة مغنية الراب الجزائرية ليدي ميرو، فيديو كليب داخل ممكلة محمد التطواني، على بعد 50 مترا فقط من الحدود المجرية.
ويستعرض الفيديو كليب مشاهد حقيقية لمهاجرين بالمنطقة، كما يذكر اسم المملكة بالاسم.

وتروج مقاطع الأغنية لوجود أموال كثيرة مخصصة لـ ‘الثقافة في مملكة هوجرس”، ناهيك عن وجود أسلحة، وسلاليم لتسلق الجدار الهنغاري، الذي سيقتحمه ”العرب”.

ويمكن اعتبار الفيديو كليب، مادة دعائية للترويج لمملكة التطواني، خصوصا على مواقع التواصل الإجتماعي، مما يؤكد أن شبكة الهجرة المتاجرة في البشر، تستعين بالفن أيضا لقضاء أغراضها.

والغريب أن الفيديو الدعائي، كان وراء عثور القوات الصربية على السلالم التي يقتحم بها المهاجرون السياج الحدودي.
خلال نهاية شهر نونبر من سنة 2022، تمكنت القوات الصربية من تفكيك المملكة، بعد مواجهة عنيفة مع ”عناصر” محمد التطواني المسلحة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x