لماذا وإلى أين ؟

العالمُ السُفلي.. قصة تصفية كمال وإليزابيث بين عصابتي “النيكرو” والفرنسيين

“العالم السفلي”؛ سلسلة قصصية مشوقة، تفتح من خلالها “آشكاين” لقرائها الكرام نافذة لاستكشاف عالم تجارة المخدرات بين شمال المغرب وإسبانيا.

من خلال هذه النافذة، تنقل الجريدة الإلكترونية “آشكاين” لمتتبعيها أحداث مشوقة من عالم التهريب الدولي للمخدرات بعضها ينبش تفاصيل ملفات معروف للعامة وبعضها خفي لا يعرفه إلا المقربون من العالم السفلي لتجارة المخدرات، إضافة إلى قصص أشخاص واكبوا وعملوا مع أكبر البارونات بمناطق الشمال والمغرب وأيضا إسبانيا.

إليكم قصة اليوم :

التقى كمال محمد وإليزابيت راموس في سجن فونتكالينت في أليكانتي، سنة 2017. كانت تبلغ من العمر 28 عامًا في ذلك الوقت ، وهي إسبانية من مدينة آسبي (أليكانتي) ، وكانت تقضي عامًا ونصف العام في جريمة الاتجار بالمخدرات. وكان كمال البالغ من العمر 32 عامًا من مليلية من أصل مغربي، كان رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة باعتباره أحد زعماء شبكة أدخلت كميات كبيرة من الحشيش إلى شبه الجزيرة على طول السواحل الإسبانية ​​من المغرب، وتحديداً تنظيم عبد الله الحاج صادق، مهرب مخدرات مشهور معروف باسم “ميسي الحشيش” الفار من العدالة الإسبانية في عام 2019.

كان كمال قد اعتقل في عام 2017 ، مع 17 شخصًا آخرا، من قبل الشرطة الوطنية الإسبانية في بعملية تحت الاسم الحركي “شارتر”، حيث تم أيضًا التحقيق مع العديد من عملاء الحرس المدني الإسباني في مليلية، الذين يُزعم أن كمال كان مقربًا منهم، ومنذ ذلك الحين لم تغفل الشرطة عنه.

تم الإفراج عن كل من كمال وإليزابيث، والتقيا مرة أخرى خارج أسوار السجن وبدءا علاقة عاطفية، كان الجميع من حولهما يعلم بها، حتى اختفوا في 8 يونيو 2019، وكأن الأرض قد ابتلعتهم. لم يسمع أي شيء عنهم مرة أخرى حتى يوم الأحد 6 فبراير سنة 2022، حين صادف أحد المتنزهين جمجمة بشرية وعظاماً أثناء المشي في منطقة برية بارانكو ديل جريفو على مشارف مدينة إلتشي، على بعد عشرة كيلومترات فقط من المكان الذي كان الزوجان يصلحان فيه مزرعة صغيرة اقتنياها جتى تكون عش الزوجية الذي سيجمعهما.

وأشارت التحقيقات التي أجراها الطب الشرعي والشرطة الإسبانية آنذاك، إلى أن إحدى الجثث المدفونة التي كانت مكمّمة ومربوطة تخص كمال. ولم يتم التأكد إلا لاحقا من أن البقايا الهيكلية الأخرى تعود إلى إليزابيث، بعد العثور على أشياء تخصها في نفس المكان، وقاد هذا الاكتشاف المروع لفتح تحقيق جديد لمحاولة معرفة ما قد حدث للزوجين.

بعد تلقي شكوى اختفائ الزوجين في يونيو 2019، التي قدمها أقاربهما، ذهب عناصر الحرس المدني إلى المزرعة التي كانوا يقطنون بها، ليجدوا كل شيء مقلوبا رأسا على عقب وكأنهما تعرضا لعملية سرقة، كما تم العثور على آثار دم. ثم بدأ البحث لتحديد مكانهما، حيث وضعتها بلاغات مجهولة في البرتغال، لكن التنسيق الأمني بين مصالح الشرطة في إسبانيا والبرتغال لم ينجح في العثور عليهما، ليبدأ المحققون في النظر بجدية في فرضة أن الزوجين قتلا.

قبل أشهر من اختفاء الزوجين، في أبريل من سنة 2019، كان هناك إطلاق نار عند الفجر بين مهربي مخدرات في فوما كوفيتا، في إل كامبيلو بأليكانتي، ووقعت مطاردة ببن عصابتين عندما حاولت إحداهما سرقة كمية كبيرة من الحشيش التي تم تفريغها من بأحد سواحل المدينة المذكورة بعد نقلها من أحد سواحل مدينة الناظور عبر المسالح البحرية، وقد اعتقل الحرس المدني الإسباني ثمانية أشخاص متورطين في الواقعة.

وقد كشفت تحقيقات الشرطة لاحقًا، أنهم كانوا أعضاء في ما يُعرف بعصابة “النيكرو”، وهو متعاون منتظم مع كمال وينشط بين سواحل الناظور ومورسيا، وهو أيضًا من أصل مغربي، وكان يعتزم سرقة البضائع من بعض تجار المخدرات الفرنسيين. وكان الرابط بينهم جميعًا هو كمال، بحسب مصادر استشارتها الجريدة، فقد كان هو الوسيط والمسؤول عن النقل، الذي أحضر 2000 كيلوغرام من الحشيش من أحد سواحل الناظور بالمغرب لبعض تجار المخدرات الفرنسيين، لكنه في الوقت نفسه، كان قد أبلغ “النيكرو” حتى يقوم بعملية لسرقة المخدرات من الفرنسيين.

اللعب على الحبلين سار بشكل سيء للجميع، حيث رصدت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة التابعة للشرطة الوطنية الاسبانية، المعروفة اختصارا ب”GRECO Levante”، خطوات كمال عن كثب وتمكنت من اعتراض شحنة مخدرات في سفينة من بلدة مورسيان، تورط فيها كمال، إلى جانب عدد كبير من الأسلحة، بما في ذلك رشاشات كلاشينكوف. وخلال التحقيقات تطابقت أغلفة الرصاصات التي استولى عليها عناصر الحرس المدني في حادث إطلاق النار في “El Campello” مع الأسلحة التي استولت عليها الشرطة على السفينة، ليقوم المحققون بربط الخيوط ببعضها، حيث أن “شخصًا” من العصابات المتورطة في لعبة المخدرات تلك، كشف لعبة كمال المزدوجة وأراد أن يدفعه الثمن غاليًا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x