لماذا وإلى أين ؟

تساؤلات حول تأخر ورزازات عن الركب النهضوي

مصطفى طه
لازالت مدينة ورزازات، حتى الآن لم ترق إلى مصاف المدن السياحية في ما يتعلق بدينامية النهوض بالبنيات التحتية والاجتماعية والتربوية والثقافية، مما جعلها تتأخر عن الركب النهضوي الذي تعرفه المشاريع الكبرى بمدن أخرى، مما جعل الأمر يثير كثيرا من الأسئلة لدى الرأي العام بالمدينة والذي عبرت الساكنة المحلية في عدد من المناسبات، عن استغرابها للتهميش والإقصاء المضروبين على المدينة إلى درجة أن الأمر يوحي وكأن هناك مخططا محكما ترعاه جهات ما، من أجل أن تظل ورزازات مشلولة ومتأخرة عن إدراك التنمية التي تسعى كل المدن إلى تحقيقها.

وعلاقة بالموضوع، فإن مدينة ورزازات تشهد تراجعات خطيرة منذ سنة ونصف وعلى جميع الأصعدة والمستويات، وهذا راجع بالأساس إلى تواطؤ غير مسبوق بين المسؤولين وعدد من الجمعيات والفعاليات على تعطيل حركة الإصلاح والبناء بالمدينة، التي أصبحت عاجزة تماما عن المساهمة في التنمية المحلية والجهوية على غرار باقي المدن، هذا من جهة.

من جهة أخرى، المسرحية الحامضة لتي شهدتها جماعة ورزازات يوم الجمعة 17 شتنبر 2021 والتي انتهت بانتخاب ممثل حزب التجمع الوطني للأحرار رئيسا للمجلس الجماعي، بعد منافسة قوية من قبل مرشح حزب التقدم والاشتراكية، هي إعلان صريح ودليل قاطع، لكل من لايزال ينكر، أن السياسة في هذه المدينة قد ماتت، بل وتعفنت جثثها.

العبث الذي سبق ورافق هذا الانتخاب وغيره كثير، يكشف أننا أمام سياسيين يضعون جانبا كل مشاكل مدينة ورزازات، التي ما لبثت تنتفخ يوما بعد يوم مثل بالون عملاق، ليتفرغوا لمعارك، الخاسر الكبير فيها هو المواطن الذي بات يتساءل عن جدوى الانتخابات، بل وجدوى وجود مؤسسات أصبح الوصول إلى هرمها يحسم بشكل قبلي في جلسات خاصة!!

ما حدث يطرح، أيضا، سؤالا حول الجدوى من وجود واستمرار مجلس جماعي مكون من أحزاب تتعايش مع بعضها تحت سقف الأغلبية بالإكراه، بل ولا تتردد في الانخراط في لعبة عض الأصابع كلما سنحت لها الفرصة، رغم الملفات الحارقة التي تعرفها المدينة.

ما جرى ويجري في مجلس جماعة ورزازات هو، بكل اختصار، مهزلة تابعها كل الورزازيين الذين صاروا أكثر يقينا بأن لا خير يرجى من سياسيين بات أكبر همهم هو حصد المناصب والامتيازات وتصفية حساباتهم وعرقلة المشاريع، على حساب مستقبل المدينة بأكملها، في ظل الانتظارات الكبيرة المرفوعة من قبل الشارع، والتي لم تجد إلى حد الآن أي صدى لها في اهتمام هؤلاء السياسيين الذين ابتليت بهم المدينة.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
كريم هاشم
المعلق(ة)
10 أبريل 2023 15:27

مقال في الصميم وضعت فيه الأصبع على مكامن الخلل وبالضبط المسؤولون عن تدبير الشأن المحلي في بلدية ورزازات.
اللهم خلص المدينة منهم وأبعدهم عنها
آمييييين

المعلق(ة)
9 أبريل 2023 23:43

Qالمشكل كل المناطق المهمشة هي اصلا الغنية بثرواتها التي تنهب يوميا امام اعين سكانها ولا احد قادر على ايقاف هذا الاستنزاف والمنتخبون لاعبون اساسيون في هذا النهب رغم ان اغلبيتهم من ابناء الاصليين لهذه المناطق .لنا الله.شهناك حديث.اقتلوا من لا غيرة له.وهنا ليس التحريض على القتل الجسدي بل القتل السياسي.

علي او عمو
المعلق(ة)
8 أبريل 2023 23:06

نسمع كثيرا عن ( العدالة الاجتماعية المجالية ) و التي ترتبط أساساً بوضع جميع جهات البلد في كفّة واحدة من حيث التنمية الاقتصادية و الاجتماعيّة و الثقافية .. و لكن عندما ننظر إلى واقع الأمر نجد أنّ بعض الجهات لم تأخذ نصيبها من التنمية البشرية ، و هي في الحقيقة مناطق من المغرب المَنسي ، ذلك المغرب الذي يتوفَّر على ثروات هائلة طبيعية و كفاءات بشريّة لا يُستَهانُ بها و لكنّها لا تزال تعيش الهشاشة في الوقت الذي تنال بعض الجهات حظوظها من التنمية في جميع المَجالات ، نذكر منها ، على سبيل المِثال لا الحصر ،الدار البيضاء و الرباط و مراكش و أكادير و العيون و غيرها في حين تعيش الرشيدية و ورزازات و فجيج و خنيفرة و غيرها وضعية مُزريةً في جميع المجالات ، لذلك وَجَب على ” السلطات ” الالتفات إلى هذه المناطق و غيرها من أجل إعطائها نوعاً من الأهمية لترقى إلى مستوى الجهات الأخرى من حيث التعليم و الصحة و الشغل و جلب الاستثمارات اللازمة لتنميتها .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x