لا تزال الخضر والفواكه المغربية المعدة للتصدير تحقق أرقاما كبيرة في السوق الأوربية، بل وأحيانا كثيرة تكتسحها، إذ بلغ حجم تصدير هذه الخضروات أزيد من مليون ونصف مليون طن من خلال الموسم الفلاحي 2021-2022 وكان نصفها من الطماطم.
وكشفت نائبة المدير العام لمجموعة “ديلاسوس” المغربية المصدرة للمنتجات الطازجة، فتيحة الشراط، في حوار مع موقع ” freshplaza“، عن أوجه أخرى مما يعانيه المصدرون المغاربة، معتبرة أن الظروف الجوية كانت سببا في نقص العديد من المنتجات على رأسها الطماطم.
سوء المناخ يعطل محصول الخضروات
وقالت الشراط، خلال نفس الحوار، إن “سوء الأحوال الجوية في المغرب وإسبانيا أدى إلى تعطيل محصول الخضروات هذا العام، مما أدى إلى نقص بأوروبا في سلع السلطة مثل الطماطم والفلفل والكوسا و غيرها، ما تسبب في ارتفاع الأسعار بنسبة 11 بالمائة دون تغطية الطلب بالكامل”.
وأكدت أن “هناك عدة أسباب لنقص الطماطم والخضروات الأخرى، في مقدمتها التأثير المناخي، إذ خلال الأسابيع الستة الأولى من عام 2023، كان الجو شديد البرودة في منطقة سوس، المنطقة الرئيسية لزراعة الطماطم في المغرب، حيث تراوحت درجات الحرارة من 1 إلى 13 درجة مئوية، مع اتساع حراري مرتفع”.
تصدير الطماطم حرم السوق المحلي ورفع الأسعار
وفي نفس السياق، أوردت المتحدثة أنهم يعانون من “مشكلة عدم وجود ما يكفي من الطماطم في السوق المحلية في المغرب مع بداية شهر رمضان، حيث تعرض المصدرون لضغوط من شركائهم، إذ تم تصدير معظم الطماطم المنتجة في المغرب، مما ترك السوق المحلي محرومًا وأدرى إلى بيعها بأسعار باهظة للمستهلكين المغاربة، خاصة خلال شهر رمضان”.
ولفتت الانتباه إلى أنه لم يعد أمام الحكومة خيار سوى تقييد صادرات الطماطم، حيث فرض حظر شامل اعتبارًا من الأسبوع 13 للمساعدة في خفض الأسعار المحلية، ووافقت وزارة الفلاحة على حصة يومية من صادرات الطماطم تبلغ 700 طن يوميًا قبل إيقاف جميع صادرات الطماطم المستديرة، وفي غضون أسبوعين، سيعود التصدير إلى طبيعته، مع انتهاء رمضان “.
مستويات قياسية من التصدير والطماطم على رأسها
وأوضحت الشراط أن “صادرات المغرب من الفواكه والخضروات حققت أداءً جيدًا في الموسم الماضي، وحتى الآن، إذ بلغ حجمها مليون و607 آلاف طن خلال الموسم 21-22، بزيادة قدرها 13 بالمائة مقارنة بالموسم السابق لذلك”.
وخلصت إلى أن الطماطم استحوذت على نسبة 50 بالمائة من صادرات المغرب من المنتجات الطازجة وبلغت 670 ألف طن بزيادة 19 بالمائة عن الموسم السابق، حيث يصنف المغرب خامس أكبر مصدر للطماطم على مستوى العالم وزاد حجم تصدير البندورة بنسبة 44.7 بالمائة منذ عام 2015، إذ تعد المملكة حاليا واحدة من أسرع الدول المصدرة للطماطم نموًا في العالم، وفي المقابل، انخفض حجم الصادرات الإسبانية بمعدل 3 بالمائة سنويًا”.
هل ستصبح اراضينا مجرد مزرعة مخصصة لتغدية الغرب، ووسيلة لتسمين الاغنياء.