العالمُ السُفلي.. قصة البارون “كيكو إل فويرتي”
“العالم السفلي”؛ سلسلة قصصية مشوقة، تفتح من خلالها “آشكاين” لقرائها الكرام نافذة لاستكشاف عالم تجارة المخدرات بين شمال المغرب وإسبانيا.
من خلال هذه النافذة، تنقل الجريدة الإلكترونية “آشكاين” لمتتبعيها أحداث مشوقة من عالم التهريب الدولي للمخدرات بعضها ينبش تفاصيل ملفات معروف للعامة وبعضها خفي لا يعرفه إلا المقربون من العالم السفلي لتجارة المخدرات، إضافة إلى قصص أشخاص واكبوا وعملوا مع أكبر البارونات بمناطق الشمال والمغرب وأيضا إسبانيا.
إليكم قصة اليوم :
“كيكو إل فويرتي” أو كيكو القوي هو واحد من تلك الشخصيات التي تملأ المعجم الجغرافي للعالم السفلي لتهريب الحشيش انطلاقا من شمال المغرب إلى غاية سواحل قادس بإسبانيا. إنه أحد أولئك الذين ينحدرون من منطقة (كامبو دي خيبرلطار) الذين يكفي استحضار لقبه في الشارع لمعرفة انتمائه، ونطاق نفوذه، و إنجازاته المعروفة في عالم تهريب المخدرات و حتى هواياته.
كان الرجل القوي “كيكو أل فويرتي”، الذي يقل عمره عن 45 عامًا، معروفًا بهذا اللقب بسبب تقديسه لرياضة كمال الأجسام، وكان معروفًا أنه كان يعمل ضمن عشيرة “لوس كاستانياس” القوية وذات النفوذ الكبير والتي تعتبر من أكبر شبكات تهريب الحشيش المغربي بين الضفتين، وذلك حتى أصبح كيكو هو الآخر مستقلا و شكل تنظيمه الخاص هو الآخر.
نما كيكو القوي ليصبح “قويا جدا”، بحسب مصدرنا الذي عمل معه سابقا ويعرفه عن قرب، ليصبح أحد كبار مهربي الحشيش بين المغرب و إسبانيا على غرار “لوس كاستانياس” و “ميسي الحشيش”. و ذلك لغاية وقوعه يوم الأربعاء 21 نوفمبر 2019، في عملية أمنية للحرس المدني الإسباني، لم يكن هو نفسه يتوقعها. حين اضطر ما يصل إلى 150 من أفراد الحرس المدني، بتوجيه من وكالة تنسيق مكافحة تهريب المخدرات في إشبيلية (OCON Sur)، إلى الإنتشار بين مقاطعتي قادس وملقة للقبض على كيكو و الأعضاء السبعة عشر الآخرين من عصابته الذين سقطوا في العملية، و التي أطلق عليها الاسم الحركي “فورتين”.
يقول مصدرنا الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن عناصر الأمن انتشرت بشكل واسع قبل الفجر في مدن لا لينيا دي لا كونسبسيون (قادس) و ماربيا وإستيبونا (ملقة)، لوضع حد لشبكة كيكو بضربة واحدة استراتيجية، حيث تم حجز عدة سيارات فارهة وقوارب فاخرة و كميات كبيرة من المخدرات و النقود التي لم يتم الكشف عن قيمتها.
وكانت شبكة كيكو مكرسة لسنوات لتهريب المخدرات بالطرق التقليدية في (كامبو دي خيبرلطار) ، حيث نقلت كميات كبيرة من الحشيش على شكل رزم، والتي يتم جلبها من المغرب على متن قوارب زودياك بمحركات قوية. و لكن قبل أن يصبح أحد أقوى مهربي المخدرات في المنطقة، وهو ما أصبح عليه الآن، بدأ حياته المهنية في ظل الأفضل في هذا المجال. بدأ العمل ضمن عصابة الإخوان تيخون الذين يعتبرون ملوك الحشيش في مدينة “لا لينيا ديل كونسيبسيون”.
كيكو لم تكن لديه الخدمات اللوجستية التي كانت لدى ٠”لوس كاستاناس”، لأن عمله كان أكثر تقليدية، يستعمل زودياكات لتهريب الحشيش من سواحل طنجة و تطوان و الحسيمة، ليقوم بإخفائها حال وصولها لسواحل قادس في مشاتل في ملكيته، كما كان يعتمد على مخبرين يبلغون عن وجود الشرطة. كانت هذه هي الطريقة التي صنع بها مجده قبل سقوطه.
و بالإضافة إلى تكريس نفسه لجسده، كان كيكو دائم الإستثمار في شراء الأراضي والعقارات وفتح صالات رياضية في مدينة “La Línea”، حيث كان يقيم. على الرغم من أن لديه سجل سوابق، إلا أن من يراه دون أن يعرفه قد يظن أنه شخص متواضع يمر دون أن يلاحظه أحد، على الرغم من أن العديد من ساكنة أحياء “لا أتونارا” أو “إل زابال” كانوا على علم بنشاطه الإجرامي.
يضيف مصدرنا :”إنه أحد أولئك الذين يبدو أنه لا يملك شيئًا، والذي رأيت بنفسي ختمه على ورقة المساعدات للأشخاص العاطلين”. وقد أخفى جزءاً كبير من أملاكه عن أنظار الفضوليين خلف الأسوار العالية لمزرعة على طريق “Sobrevela”، في حي “El Zabal” الريفي في مدينة “لا لينيا”. المزرعة، المحمية بكاميرات المراقبة، أخفت العديد من المباني والمنازل خلف البوابة. يقع العقار على بُعد 300 متر فقط من مكان آخر تُنسب ملكيته إلى رؤسائه السابقين، “لوس كاستانياس”. في تلك المزرعة أو في أي من المنازل التي يمتلكها، تُنْسَــبُ لكيكو أصولٌ تزيد قيمتُها عن 20 مليون يورو.
