لا تزال التقارير الدولية تتعاطى للأزمة التي مرت بها العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية بكثير من الاهتمام، حيث تكشف هذه التقارير بين الفينة والأخرى عن تفاصيل جديدة لما وقع إبان الأزمة غير المسبوقة بين الرباط و مدريد بسبب سماح إسبانيا بدخول زعيم جبهة البوليساريو بجواز مزور بتواطؤ مع الجزائر ودون إخطار المغرب، والتي انتهت بدعم إسبانيا للحكم الذاتي.
وقالت صحيفة “إل كونفدونسيال” في تقرير جديد نشرته اليوم الأربعاء 19 أبريل الجاري، إن “سانشيز أفال وزيرة الخارجية السابقة، غونزاليس لايا من منصبها بعد أسبوع من طلب المغرب منه ذلك، مشيرة إلى أن “الرباط طالبت بذلك، في اجتماع سري عقد في يوليوز 2021 ، كشرط مسبق لبحث تطبيع العلاقات مع إسبانيا”.
وأوضحت الصحيفة ذائعة الصيت أن “السلطات المغربية طلبت في 2 يوليوز 2021، كبادرة حسن نية من إسبانيا، إقالة وزيرة الشؤون الخارجية آنذاك، أرانشا غونزاليس لايا، وبعد أسبوع، طردها الرئيس بيذرو سانشيز من حكومته”.
وأكدت الصحيفة أنه في “2 يوليوز 2021، وفي خضم الأزمة الإسبانية المغربية، عُقد اجتماع وصفته بـ”السري” في الرباط بين وفد إسباني برئاسة السفير الإسباني ريكاردو دييز هوشلايتنر ونظيرته المغربية في مدريد كريمة بنيعيش”.
وحسب نفس المصدر، فقد “تم تضمين هذا الاجتماع “السري” في تقرير أعدته أجهزة المخابرات الإسبانية، والذي تمكنت “El Confidencial” من الوصول إليه، حيث ذكره المركز الوطني للاستخبارات في مذكرة إعلامية بعنوان “المغرب: أزمة ثنائية” ، والذي تم تسليم نسخة منها إلى الرئيس سانشيز والعديد من الوزراء”.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيذرو سانشيز، قد أعاد تشكيل حكومته في 10 يوليوز 2021، حيث استغنى عن أرانتشا غونزاليس لايا، التي ذكر اسمها بكثرة في أزمة “بن بطوش”، وعوضها بخوسيه مانويل ألباريس الذي يشغل وزير الخارجية إلى اليوم، وبعدها طوى الجانبان الخلاف المثار بسبب سماح إسبانيا بدخول زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، الأراضي الإسبانية بجواز سفر مزور يحمل اسم “اين يطوش”، دون إخطار المغرب، بإعلان إسبانيا دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.