لماذا وإلى أين ؟

أسئلةٌ حـــارقة حول العلاقات المغربية الإسبانية تُحاصر سانشيز داخل البرلمان

هل عزلت وزيرة الخارجية بناء على طلب المغرب؟ نعم أم لا. هل اتخذت قرارات بشأن طلبات مماثلة؟ نعم أم لا؟ هل قمت بتغيير السياسة الخارجية للصحراء دون استشارة بقية الحكومة أو المجموعات الأخرى لأسباب لا علاقة لها بالمصالح العامة؟ نعم أم لا؟ .. أسئلة وغيرها كثيرة، حاصرت رئيس الحكومة الإسبانية، بيذرو سانشيز، خلال مثوله أمام البرلمان.

وتناوبت أحزاب يمينية وأخرى يسارية على مهاجمة سانشيز خلال الجلسة التي عقدت، أمس الأربعاء 18 أبريل الجاري، والتي خصصت في جزء كبير منها لعرض القضايا التي نوقشت في الاجتماع الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، شهر فبراير الماضي، وأيضا الوضع في أوكرانيا بعد ما يزيد عن سنة من الحرب، وكذلك دواعي الاجتماعات الأخيرة للمجلس الأوروبي.

وكانت أقوى الانتقادات تلك الصادرة عن رئيسة مجموعة نواب الحزب الشعبي، كوكا جامارا، التي استفسرت رئيس حكومة بلادها، حول ما إذا كان المغرب قد تدخل لعزل وزيرة الشؤون الخارجية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، مبرزة أن الحكومة لا تريد توضيح سبب تغيير موقفها من قضية الصحراء.

وقالت جامارا إن كل ما تقوله الحكومة حول نتائج الاجتماع الرفيع المستوى مع المغرب ”كذب”، موجهة سلسلة من الأسئلة إلى سانشيز: ”إذا كان كل شيء مميزا إلى هذا الحد فلماذا لم تأت على الفور؟ إذا كان كل شيء ناجحًا، فلماذا لا نعرف موعد افتتاح الجمارك التجارية في سبتة و مليلية؟”، قبل أن تضيف أن “كل شيء كذب” و “لا أحد يستطيع تحديد موعد أي شيء”.

وشككت المتحدثة باسم أكبر قوة سياسية معارضة في إسبانيا، من مصداقية ”النجاح الدبلوماسي” الذي تروج له الحكومة الحالية، متسائلة عن متى ستكون الزيارة التي وعد بها إلى المغرب.

ولم تقف جامارا عند حد مهاجمة سانشيز، بل انتقلت إلى وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، وقالت إن الكونغرس قد أدانه لـ “أكاذيبه” بشأن سياج مليلية، مشددة على أن “الحكومة نفسها تطالب بإقالته”، في إشارة منها إلى تصريح سابق لنائب الرئيس يولاندا دياز.

من جهته، استغل قادة حزب ”فوكس” اليميني المتطرف، الفرصة لمهاجمة المغرب من جديد، واتهم رئيسه سانتياغو أباسكال، سانشيز بـ ”الخضوع” للرباط، متسائلا عما إذا كان هناك ”سبب قوي لفعل ذلك”، مطالبا بالكشف عما إذا كان للمغرب القدرة على ”وضع وإزالة” الوزراء في إسبانيا.

وكرس أباسكال، جزءا كبيرا من مداخلته داخل قبة البرلمان، حيث انتقد ”الانحناء المبالغ فيه” أمام المغاربة، و”الصمت” في الصين بشأن قضايا مثل التلوث.

وسأل سانشيز عن أسباب تغيير الموقف من الصحراء “دون استشارة أحد”، و “كم كلف هذا الموقف إسبانيا في مواجهتها مع الجزائر.

بيذرو سانشيز، وفي معرض حديثه، لم يقع في فخ جره نحو هذه النقاشات، بل دافع عن سياسته الخارجية الجديدة إزاء المملكة، مؤكدا أن المغرب “صديق وحليف أساسي للتنمية الاقتصادية لإسبانيا، وبوابتنا إلى إفريقيا، وحليف أساسي لأمننا وللهجرة المنظمة في إسبانيا وأوروبا”.

وأضاف: ”أكثر من أي وقت مضى في تاريخ ديمقراطيتنا، لدينا فرصة عظيمة لوضع العلاقات بين إسبانيا والمغرب تحت غطاء تعاون حقيقي ومتبادل المنفعة. علاقة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم وجود إجراءات أحادية الجانب والامتثال المنتظم للاتفاقيات”.

وأكد الزعيم الاشتراكي أمام النواب أنه “إذا أراد شخص ما تطبيق سياسة بديلة، فعليه أن يشرح للإسبان ما إذا كانت متوافقة مع تعميق علاقة استراتيجية أساسية لسبتة ومن أجل مليلية ومنطقيا أيضا لجزر الكناري والأندلس ”.

وأشار سانشيز في معرض حديثه إلى أنه في أبريل 2022 ، تبنت إسبانيا والمغرب “خارطة طريق ذات أهداف واضحة” ومنذ ذلك الحين، “حقق العمل المنجز خلال العام الماضي توازنًا إيجابيًا للغاية”.

“لقد فتحنا مرحلة جديدة، على أسس أكثر حزما، من شأنها أن تزيل الأزمات المتكررة التي عشناها مع دولة الجوار”. يقول سانشيز.

وحول الإدارة المشتركة للحدود، دافع عن استعادة الاتصال الجوي والبحري في إطار “مناخ التعاون الجديد”. وأكد على استئناف المفاوضات بشأن ترسيم حدود المساحات البحرية على ساحل المحيط الأطلسي وإعادة الربط بين طرفاية وفويرتيفنتورا.

بالإضافة إلى ذلك، أشاد سانشيز بأن “حدود سبتة و مليلية التي أعيد فتحها بالفعل، أرجعت الحياة إلى طبيعتها في المدينتين” ، قبل أن يعلق على أن الحملة التجارية بدأت في 27 يناير مع إعادة فتح الجمارك في مليلية بعد خمس سنوات من الإغلاق، وسيعاد افتتاح مكتب جمركي جديد في سبتة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x