لماذا وإلى أين ؟

العالمُ السُفلي.. زيــارة بابلو إسكوبار للمـغرب و طريق الكوكايين الجديد

“العالم السفلي”؛ سلسلة قصصية مشوقة، تفتح من خلالها “آشكاين” لقرائها الكرام نافذة لاستكشاف عالم تجارة المخدرات بين شمال المغرب وإسبانيا.

من خلال هذه النافذة، تنقل الجريدة الإلكترونية “آشكاين” لمتتبعيها أحداث مشوقة من عالم التهريب الدولي للمخدرات بعضها ينبش تفاصيل ملفات معروفة للعامة وبعضها الآخر خفي لا يعرفه إلا المقربون من العالم السفلي لتجارة المخدرات، إضافة إلى قصص أشخاص واكبوا وعملوا مع أكبر البارونات بمناطق الشمال والمغرب وأيضا إسبانيا.

إليكم قصة اليوم :

سنة 1990 اقترح كارتل ميديلين الكولومبي بقيادة بابلو إسكوبار، إقامة تحالفات مع زعماء الحشيش في المغرب على غرار تلك التي تربطهم بالفعل مع زعماء التبغ بغاليسيا في إسبانيا. حيث تخلت لوس شارلينز وأوبيانا وسيتو مينانكوس وشركاؤهم عن تهريب التبغ منذ سنوات لبدء تهريب الكوكايين الكولومبي على طول سواحلهم. لقد فعلوا ذلك بأعداد كبيرة، لدرجة أنهم اشتروا سفينة عسكرية قديمة في مزاد من للبحرية الإسبانية وأطلقوا عليها اسم “دواناس”، كان التمويه المثالي.

لكن حلم إسكوبار لم يتحقق جزئيًا بسبب عميل المخابرات الإسباني خوسيه مانويل كامانيو، الذي عمل متخفيا لمدة سبع سنوات في عشيرة تشارلينز والذي تعرف على دون بابلو إميليو إسكوبار جافيريا خلال وجوده في المغرب لإنشاء طريق جديدة لتهريب الكوكايين.

العميل في المخابرات الإسبانية تمكن من التسلل إلى جانب إسكوبار خلال رحلته في المغرب، ونيل ثقته إلى درجةٍ عرض عليه أن يصبح مُستشاره الشخصي في المنطقة، حين قابله في قصر كبير في الدار البيضاء وناقش معه عمليات تصدير المخدرات من المغرب إلى أوروبا. حينذاك شرح كامانيو لإسكوبار أن فتح طريق تهريب جديد للكوكايين عبر المغرب سيتطلب فساد عدد كبير من عناصر الشرطة، الأمر الذي أغضب إسكوبار ليخبره أنهم إن رفضوا المال فسيلجئ للرصاص، ليخبره كامانيو :”ستكون هناك حرب عصابات في المغرب، وهذا أمر خطير علينا…”.

اللقاء بين كامانيو و إسكوبار جرى سنة 1990 حين كان العميل متخفيا داخل عشيرة “لوس تشارلينز” بكارتل غاليسيا، قاعدة عمليات بابلو إسكوبار وكارتل ميديلين لتهريب الكوكايين نحو أوروبا. وتم تقديم كامانيو لعصابات “Los Charlines” باسمه الحقيقي ولكن كشخص يتعاون مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي في الحفريات الأثرية على الحدود الجزائرية. وهذا يبرر سيارته الدبلوماسية، وتوقفه عن العمل عندما ساء الوضع على الحدود بسبب “الخلاف بين المغرب والجزائر”.

وجعل غطاء عصابات تشارلينز “مافيا” إسكوبار تعتقد أن كامانيو ينتمي أيضًا إلى “مافيا غاليسيا”، التي نالت ثقتهم، وبفضل اتصالاته الدبلوماسية، أصبح رابطًا مهمًا لمساعدتهم على حل المشكلات الجمركية المتعلقة بتهريب المخدرات. ليلتقي بإسكوبار حين سافر شخصيًا إلى المغرب للقاء قادة عصابة تشارلينز، العشيرة الجاليكية التي تتحكم في دخول الكوكايين إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، فضلا عن زعماء الكارتلات المغربية التي كانت تتحكم في تجارة وتهريب الحشيش آنذاك.

في عام 1992، حضر كامانيو اجتماعا لتجار المخدرات المغاربة مع إسكوبار، حضره أيضا أشهر مهربي المخدرات آنذاك كحميدو الذيب واليخلوفي و التمسماني وغيرهم، ليتحدثوا عن زيادة وتيرة العمليات ونقل المزيد من البضائع إلى أوروبا، وإنشاء طريق “تصدير” جديدة للكوكايين عبر المغرب. وتابع كامانيو المناقشة حيث اتفقوا على أنه لتمرير الحمولة الأخيرة، كان على كارتل غاليسيا القيام بذلك على مرحلتين.

وفي وقت لاحق، سيلتقي العميل الإسباني إسكوبار ليشرح له الخطة المغربية لشحن المخدرات والمال. “أنتم كولومبيا، وأنتم تتعاملون مع الإسبان والبضائع موجودة في المغرب. قال الوكيل لإسكوبار”. لكن إسكوبار رد :”سنطلق النار عليهم إذا رفضوا العمل معنا، لذا …”. بعد هذه المقابلة، استطاع كامانيو أن يقنعه بأن الدخول في مواجهة من شأنه أن يؤدي إلى حرب مع الشرطة، الأمر الذي من شأنه أن يجذب انتباه مختلف قوات الأمن في المغرب وفي الخارج.

خلال هذا الاجتماع الأول، الذي عُقد في قصر فخم جنوب الدار البيضاء، أكد كامانيو لإسكوبار أنه كان شخصياً همزة الوصل بين مجموعة غاليسيا وكارتل “Medellín”. ليطلب إسكوبار منه إنشاء فرع للكارتل في المغرب. لكن سيموت إسكوبار بعد سنة من زيارته للمغرب دون أن يتحقق حلمه كما هو مفترض.

لكن كامانيو في مقابلة للصحافة الكولومبية قال :”إذا بدأت مجموعات من الكولومبيين بالظهور في الدار البيضاء وطنجة، فسيكون التركيز بالكامل على المغرب وإذا توقفوا عن السير في الطرق المعتادة من البرتغال وغاليسيا، فقد وجدوا منفذا جديدا للكوكايين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x