هي قضايا ظلت ملفاتها رهينة الرفوف لسنوات عديدة، حتى صارت من ”المنسيات”.
بعضها فتح فيها تحقيق ولم يخلص إلى النهاية رغم طول السنين، وأخرى تعالت أصوات مٌطالبة بفتح تحقيق بشأنها، وأخرى طالها النسيان ولم يعد أحد يذكرها أو يتذكرها.
”قضايا منسية”، سلسلة تنشر على شكل حلقات طيلة شهر رمضان، تنفث الغبار عن ملفات ثقيلة، سياسية، اجتماعية، حوادث خلفت ضحايا بالجملة وقف أمر بعضها حد”فُتح تحقيق”.
الحلقة السادسة والعشرون: تبديد ملايير المكتب الوطني للمطارات
تسبب تقرير للمجلس الأعلى للحسابات سنة 2008، في عهد رئاسته من قبل المستشار الملكي ووزير الداخلية السابق، أحمد الميداوي، حول اختلالات قدرت بالملايير بالمؤسسة العمومية المكتب الوطني للمطارات،(تسبب التقرير) في الزج بمديره العام عبد الحنين بنعلو، بالسجن لخمس سنوات نافذة.
خلال 2012، توبع 11 إطارا بالمكتب بتهم اختلاس أموال عمومية والمشاركة في ذلك، استغلال النفوذ، صنع وثيقة تتضمن وقائع غير صحيحة واستعمالها، ثلاثة منهم في حالة اعتقال، بينهم المدير العام بنعلو ومدير ديوانه إلى جانب المدير المالي المسؤول عن الصفقات، فيما توبع الباقي في حالة سراح.
خلال 2015، قضت استئنافية الدار البيضاء، بتأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق بنعلو بخمس سنوات، مع أداء تعويضات للدولة قيمتها مليار و 800 مليون سنتيما، ومبلغ 72 مليون سنتيم أخرى مناصفة مع مدير ديوانه، الذي ألزم بأداء مبلغ آخر قدره 14 مليون سنتيم، فيما تقرر إرجاع باقي المتهمين لمبالغ مالية تراوحت بين 7500 و20 ألف درهم.
ووقف مسار التحقيقات على الصفقات التي عقدها المكتب الوطني للمطارات، في عهد رئيسه عبد الحنين بنعلو، مع شركات وهمية، مثل شركة “بانوراما بيب” التي استفادت من صفقة بمبلغ 465960 درهما بشكل تفاوضي، دون اللجوء إلى مسطرة طلب العروض، من أجل القيام بدراسة حول استراتيجية التواصل، كما استفادت من صفقة أخرى بالطريقة نفسها لتزويد المكتب الوطني بمواد مختلفة بالمبلغ نفسه.
وغادر بنعلو، سنة 2017 السجن، بعد قضاء عقوبة سجنية مدتها خمس سنوات بتهمة تبديد أموال عمومية واستغلال النفوذ، عقب اعتقاله سنة 2012، بأمر من قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.