لماذا وإلى أين ؟

خبير يوضح أسباب تخوف إسبانيا من صواريخ المغرب الجديدة ”هيمارس”

وافقت وزارةُ الخــارجية الأمريكية ثم البنتاغون على صفقة لبيع منظومة راجــمات الصواريخ ”هيمارس”، للمغرب بقيمة 524 مليون دولار، وفق ما أفادت به وكالة التعاون الأمني الدفاعي، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.

وحسب الوكالة نفسها، فإن الخارجية الأمريكية وافقت أيضا على صفقة أخرى تتضمن اقتناء المغرب لصواريخ جو أرض من طراز “إيه جي إم ــ154″ وصواريخ تدريب، وتوفير الخدمات الهندسية واللوجستية نيابة عن الحكومة الأمريكية والمقاولين المرتبطين بها، بقيمة نحو 250 مليون دولار.

وشكلت صفقة الولايات المتحدة بمنح المغرب صواريخ “هيمارس” المتطورة مصدر توتر جديد للجارة الشمالية، انخرطت فيها وسائل الإعلام ومختلف الأطياف السياسية التي تناقش كيف يمكن لإسبانيا مواجهة هذه الصواريخ التي تجعل الأندلس في مرماها في حالة ما إذا اندلعت حرب مع المغرب؟ وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب تخوف إسبانيا من تسليح المغرب؟

الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي

في هذا الإطار، يرى الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن النقاش المثار في إسبانيا حول صفقة منظومة راجــمات الصواريخ ”هيمارس” التي اقتناها المغرب من الولايات المتحدة الأمريكية لا تعني الحكومة، بقدر ما تعني أطياف سياسية مختلفة بما فيها المعارضة وبعض أطراف “الدولة العميقة” التي تحاول الضغط على الحكومة.

ويوضح لعروسي في حديثه لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، بأن هذه الأطراف الإسبانية التي يزعجها تجديد وتطوير المغرب لترسانته الدفاعية بأسلحة متطورة ما تزال تنظر إلى المملكة بالنظرة التقليدية السابقة التي تعتبرها مجرد الخاصرة الرخوة لإسبانيا وعمقها الإستراتيجي، وبالتالي كنا نشهد سابقا بشكل دائم حربا إستباقية من أطراف إسبانية على المغرب، كما حدث في واقعة جزيرة ليلى سنة 2002.

ويعزى هذا الخوف من بعض الأطراف الإسبانية، يضيف الخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، إلى أن عدد من الجهات بما في ذلك المعارضة الإسبانية تشكك في قدرة حكومة سانشيز في الحفاظ على التوازن العسكري مع المغرب وتحقيق الهيمنة السياسية في المنطقة، خاصة أن هذه الجهات ترى أن المغرب الذي تحتاجه إسبانيا يجب أن يكون ضعيفا على مستى جميع المجالات.

وخلص لعروسي إلى أن التأكيد على أن التوازن العسكري والهيمنة السياسية التي توجد في عقلية الأحزاب اليمينية الإسبانية هو ما يفسر النزوع والميل نحو العدائية ضد المغرب، مشيرا إلى أن هذا لا يعكس موقف الحكومة الإسبانية بقدر ما هو موقف بعض أطراف معارضة لأسباب أمنية وسياسية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
24 أبريل 2023 20:12

المغرب عبر التاريخ كان دائما في رقعة جغرافية تتطلب التحديات، واي نظام مر منه مطلوب منه إن لم يكن قادرا على مقارعة الكبار ان يكون على الاقل قادرا ان صد أطماعهم، وعلى إسبانيا وغيرها ان تفهم ذالك بدون مركب نقص وفي اطار الاحترام المتبادل. وإن لم تفهم هي وغيرها فليراجعو التاريخ ويراجعو انفسهم وسيجدون الجواب.

عبدالله
المعلق(ة)
24 أبريل 2023 18:26

معظم الاسبان يعرفون ان المغرب مسالم وان علاقته باسبانيا مهمة جدا للطرفين ولصالح الشعبين فلاداعي لزرع الفتنة من ذلك الوصوليين الذين يسعون للسلطة من خلال ادعاءات كاذبة ومزيفة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x