الشيّات يَـعُـــدُّ المَلفّـات “الحسّاسة” التي ستجمع تبون بـِــماكرون
أعلنت الجمهورية الجزائرية، أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تلقى اليوم الأحد 23 أبريل الجاري، مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حدد فيها الطرفان موعد زيارة تبون إلى فرنسا.
ووفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية، فإن المكالمة الهاتفية تطرقت إلى العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر وسبل تعزيزها، وزيارة الدولة التي سيقوم بها تبون إلى فرنسا، واتفق الطرفان على النصف الثاني من شهر يونيو المقبل موعدا لهذه الزيارة.
وكانت الزيارة الرسمية لرئيس الجزائر التي كان من المقرر أن تتم يومي 2 و 3 ماي، من أجل مناقشة العديد من القضايا التي وُصفت إعلاميا بـ”الحساسة” قد تم تأجيلها باتفاق متبادل دون تحديد موعد جديد. فما هي الملفات والقضايا “الحساسة” التي يمكن أن يناقشها تبون مع ماكرون؟
يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن الخيارات الفرنسية في شمال إفريقيا قائمة على الظرفية والنفعية، فهذا المعطى الأخير عنصر أساس في السياسة الخارجية الفرنسية أو في السياسة الخارجية لأي دولة في العالم، أما معطى الظرفية فهو مرتبط بالظرفية العالمية؛ بما في ذلك التحولات على مستوى مصادر الطاقة والأزمة الإقتصادية التي تشهدها فرنسا.
ويوضح الشيات في حديثه لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن فرنسا تسعى لتخفض نسبة التكاليف الإقتصادية في ظل أزمتها الإقتصادية، ومدخل ذلك هو تخفيض تكالف الطاقة، مضيفا “والطاقة توجد في الغاز والبترول الجزائري ما سيرهن السياسة الخارجية الفرنسية بالخيارات التي يطرحها النظام الجزائري.
“تمنيت لو كانت الملفات والقضايا التي سيناقشها تبون مع ماكرون مرتبطة بالتنمية أو الإستقرار السياسي في منطقة الساحل والصحراء أو بالمنطقة المغاربية”، يسترسل المتحدث، مستدركا “لكن للأسف، الاهتمامات الرسمية للجزائر ذات طبيعة معاكسة لمصالح المغرب وتسعى لدحض التوجهات المغربية، وبالتالي من الطبيعي أن تكون قضية الصحراء من بين القضايا التي ستناقش في الاجتماع المرتقب”.
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية أن الجزائر ستحاول من خلال مواردها الطاقية التأثير على الموقف الفرنسي مع ماكرون الذي ظهر أن شخص هاوي في مجال السياسة الإستراتيجية، مشددا على أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة لا تدخل الجزائر ضمن الرهانات السياسية والإستراتيجية، بل كانت دائما ضمن طبيعة ظرفية مصلحية.
وخلص الشيات إلى الإشارة بأن تحويل علاقة فرنسا بالجزائر من ظرفية ومصلحية إلى مستوى استراتيجي دائم هو نوع من الانتحار بالنسبة لباريس على مستوى شمال إفريقيا بشكل خاص وإفريقيا بشكل عام، مبرزا أن التخبط الذي تشهده السياسة الخارجية لفرنسا في ظل الرئيس ماكرون لم تعرفه في تاريخها، ويبين أنه ليست هناك رؤية واضحة على المستوى الاستراتيجي بشكل عام لدى فرنسا ماكرون.