لماذا وإلى أين ؟

حامي الدين “الواعر”

كلمة “واعر” في اللغة الدارجة تحمل معاني متعددة و متضادات أحيانا، فهي تستعمل على سبيل المثال، لا الحصر، لتعبر عن نزق شخص و ذكاءه و قدرته على الخداع أو لتعبر عن بطوليته -إن كانت الكلمة منطوقة بصيغة الجد- أو ضد بطوليته، إن نطقت بصيغة السخرية.

هنا نقول عن قيادي حزب العدالة و التنمية عبد الحالي حامي الدين أنه واعر، كما هم بارعون إخوانه في “الوعورية”.
حامي الدين، و أي دين يحمي، إنه دين الذئاب الملتحية التي ساست المغاربة، بالمعنى الدارجي و العربي لكلمة ساس، فاحتلوا المراتب العليا لأجهزة الدولة و غنموا التعويضات و السيارات و الرواتب أبد الدهر و ضمنوا مستقبل أبنائهم و أحفادهم و تركوا الشعب ملوما محسورا خاشعة أبصاره يسبح لله في الصباح و عند العشي و ذهبوا هم بالمكاسب و الشغل و رهنوا البلاد للمراكز المالية الكبرى بالعالم. إنه بائع دين مقابل الدنيا و مناصبها و متاعها.

هذا البائع هو واعر بمعنيين :

1. بمعنى أنه نزق في تمويه الرأي العام عن حقيقة ماضيه في قضية طاردته و ستطارده و إخوانه عما اقترفوه في حق هذا البلد بعده لا نقد ذاتي و لا اعتراف و لا مراجعة علنية أو طلب المصالحة مع الطرف الثاني. ففي كل مرة يلتف حبل هذه القضية حول عنقه، يرمي بشيئ من التحليل حول الملكية، هذا التحليل الذي هو حق يراد به باطل، ليوهم الناس أن قضية بنعيسى لم تكن من الأصل و أنها مجرد شبح ينبعث من الظلام كلما عارض هو، هذا الواعر البائع، الملكية و سياستها.
حامي الدين لم يفوت فرصة هجوم المخزن على المعارضين و محاكمتهم و تلفيق تهم و فبركة قصص ضدهم، كقصة دبابة المهدوي، ليقحم بنفسه في هذا السجال، بالرمي بتحليل في سوق الإعلام، صار معروفا عند العادي و البادي عن مشكلة الملكية في المغرب، فيبدوا أمره كأمر واحد من أولائك المعارضين الذين حبكت ضدهم الملفات، و الواقع غير ذلك تماما و وضعه غير وضع المتابعين لا شكلا و لا مضمونا.

2. بمعنى البطولية، فهو يصنع بذلك في ذهن الرأي العام صورة المعارض الشرس الذي يقود الجماهير و الكتابات و التحاليل التي تهدد قوة النظام، و أن مؤامرة تدبر ضده بسبب وعوريته. أما الواقع فغير ذلك تماما و يكفي أن نذكر الناس بما فعلوه في لحظة 20 فبراير و الإعداد للدستور و صمتهم عن الملايير المهربة و فساد المسؤولين الكبار و المؤسسات الكبرى. كل هذا لم يعارضه يوما و لم يلق فيه محاضرة و لا تصريحا صحفيا.

حامي الدين بطل من ورق، إن ارتقى لهذا الوصف، يصنع صورا خيالية عنه و ربما أحداثا بكاملها، فقد تكون ممارسته السياسية مصابة بواحد من تلك الأمراض التي تجعل الإنسان يتهيأ وقائع و أشخاص كثنائية القطب أو انفصام الشخصية.

أوليس هو من ادعى الانتماء للقاعديين إبان وقوع جريمة اغتيال الطالب اليساري محمد أيت الجيد، الملقب ببنعيسى و هو الاسم المعروف آنذاك في صفوف فصيله الاسلامي؟! أوليس هو من ادعى تعرضه لمحاولة قتل قبل سنوات بجامعة القنيطرة و هو يحاضر، علما أن الحدث لم يتجاوز احتجاج بعض الطلبة على إفلاته من العقاب، برفع شعارات مكتوبة على الحائط و على الورق؟!

هذا الشخص واعر في خداع الناس، فحتى هناك من معارضي المشروع الإسلامي و من علمانيين و اشتراكيين من خدعهم و صدقوا بكاءه، بل و فيهم من تضامن معه و سوّق قصصه. إنه واعر، أو ربما مصاب بمرض، في صنع أشخاص و أحداث، كلها ضده بطبيعة الحال، ليشكل منها بطولات، كتلك التي يصنعها الأطفال قبل نومهم، لمعارض يشبه الذين نقرأ عنهم في كتب السياسة و التاريخ.

لذلك نقول لك، بصيغة الجد و السخرية، أنت واااعر يا حامي الدين.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Almo9anaa
المعلق(ة)
13 يوليو 2018 09:55

يعني يا سيد نبيل… لو وصلت انت ايضا الى المناصب التي وصل اليها اصغر واعر من الواعرين التابعين للحزب المذكور… هل كنت ستتقي الله في هذا الشعب… ام انك انت ايضا ستكون مطية للآخرين… حتى تترك لابنائك واحفاد احفادك ما يعيشون به ابد الدهر… يا سيد نبيل من سلك هذا الطريق لن يصل الا الى ماوصل اليه اولئك… هذه هي الحقيقة… فالاغلبية انتهازيين لا يهمهم الا مصالحهم… اذن فكف عن تلقين القارئ دروسا فارغة هي اقرب الى الكيد او لنقل الحسد منها الى الحقيقة… تحياتي

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x