لماذا وإلى أين ؟

خبــيران يكْشفان خلـفيات جـمع الجـزائر قـادة جيشي مصر و ليبيا مع مليشيات البوليساريو

عمد جنرالات الجزائر  يوم السبت 6 ماي الجاري، إلى عقد اجتماع لقادة عسكريين من مصر وليبيا، واستقدام “قائد عسكري” من جبهة البوليساريو الإنفصالية، في العاصمة الجزائرية.

وحسب ما رودت لها القيادة العسكرية الجزائرية، فإن هذا الاجتماع يندرج في إطار اللقاء الـ11 للجنة رؤساء الأركان، والاجتماع العاشر لمجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في “قدرة إقليم شمال أفريقيا”، التابعة للاتحاد الأفريقي، خصص لمناقشة “التعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة وفضّ النزاعات وعمليات إحلال السلام”.

و حضر هذا اللقاء كل من قائد أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، ومساعد رئيس أركان حرب ‏القوات المسلحة المصرية اللواء أركان حرب عصام الجمل، و رئيس هيئة الأركان العامة لحكومة ‏الوحدة الوطنية الليبية الفريق أول محمـد علي الحداد، و ما يسمى “رئيس أركان جبهة البوليساريو”؛ محمد الولي أعكيك، وهو ما يجعل لهذه الاجتماع أبعاد متداخلة.

المكاوي: المخابرات الجزائرية أوقعت مصر في اجتماع  تآمري

وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “الاجتماع الذي حصل في مقر قيادة الجيش الوطني الشعبي الجزائري بين ممثل من قيادة الجيش الليبي وقائد أركان الجيش الجزائري وممثل عن قيادة الجيش المصري وممثل من جبهة البوليساريو الإنفصالية، ليس اجتماع جديدا، بل هو الاجتماع الحادي عشر الذي تعقده قيادة الأركان، وليس له أي علاقة بالاتحاد الإفريقي لا من قريب ولا من بعيد”.

عبد الرحمان مكاوي ــ محلل سياسي وخبير عسكري مغربي

ويرى مكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الجزائر تحاول، في إطار مهمتها الوظيفية التي خلقت من أجلها سنة 1962، بعثرت الأمن القومي لشمال إفريقيا وللوطن العربي بخلط الأوراق الأمنية”، موردا أن “الكل يعلم أن الحكومة الليبية التي حضرت الاجتماع لا تمثل ليبيا بأكملها وأن الجيش المصري حضر دون أن يكون في علمه أن ممثل جبهة البوليساريو حاصر في الاجتماع،  وهو محمد لعكيك الذي يعتبر نفسه قائد أركان البوليساريو”.

وتابع  أن “رئاسة الأركان المصرية التي حضرت لهذه الاجتماع لأول مرة، سواء علمت بحضور مندوب البوليساريو أم لم لا، فغياب تونس وموريتانيا عن هذا الاجتماع فيه رسائل مهمة للجزائر التي بدأ الكل في المنطقة يعلم مؤامراتها على الأمن القومي في هذه المنطقة المهتزة والملتهبة أمنيا”.

وأردف أنه “في انتظار توضيح من قيادة الأركان المصرية حول مشاركتها في هذا الاجتماع المشبوه الذي تنظمه قيادة الأركان للجيش الوطني الشعبي الجزائري، سنرى درجة انخراط مصر في هذه العملية، علما أن مصر مع المغرب قلبا وقالبا ومع وحدته الترابية وسيادته على صحرائه”، مرجحا أن “تكون مصر وقعت في فخ للمخابرات الجزائرية التي نظمت هذا الاجتماع المشبوه والتآمري”.

الغالي:  اجتماع فيه تشويش على أدوار مجلس الأمن  والسلم الإفريقي

من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن “هناك ملاحظات تشوب هذا اللقاء، أولها، أن هذه المساعي الجزائرية من خلال هذا الاجتماع الذي ادعت من خلاله، أنه يهدف لمحاربة الإرهاب وتحقيق أمن الحدود ومحاربة الجزائر العابرة للحدود، فيه نوع من التشويش على الأدوار التي يقوم بها مجلس الأمن والسلم الإفريقي، خاصة فيما يتعلق بفض النزاعات ومعالجتها ، ومن خلال هذا الاجتماع، حاولت الجزائر أن ترسل تبعث رسالة مفادها أن تحاول المساهمة في استتباب الأمن الحدودي والقضاء على الإرهاب”.

 وضع الأطراف “أمام الأمر الواقع”

الملاحظة الثانية، يضيف الغالي في تصريحه لـ”آشكاين”، هي أن “هذا الاجتماع لا يعني بالضرورة أن الدول المعنية كانت قد أعلمت بحضور جبهة البوليساريو، بل إن الجزائر تحاول دائما أن تخلق هذا النوع من التوازنات والتشويشات، من خلال جعل الأطراف أمام الأمر الواقع”.

موردا أن “حضور جبهة البوليساريو لا يمكن إعطاؤه أهمية كبيرة بقدر ما هو يدخل في نوع من التشويش الذي تلجأ إليه الجزائر كلما لاحظت أن المملكة المغربية تحقق تقدمات كبيرة على مستوى الدبلوماسية”.

محمد الغالي ـــ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش

ولفت الانتباه إلى أن “موقف مصر كان واضحا من الوحدة الترابية للمملكة، وكان ذلك مؤخرا على لسان السفير المصري الذي أكد على أن الجمهورية المصرية تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

الغالي: يجب التعامل بالحيطة والحذر

واعتبر أن “هذا الاجتماع لا بد أن يتم التعامل معه بالحيطة والحذر اللازمين، على اعتبار أن الجزائر تحاول أن تخلق هذا النوع من الاستفزازات للمملكة المغربية، وفي نفس الوقت لا بد من التعامل مع هذا المعطى بالحيطة والحذر اللازمين، لأننا اليوم في إطار تحولات جيوسياسية، ومسألة المصلحة القطرية لكل بلد أصبحت هي المحددة”.

وخلص الغالي إلى أن “الجزائر تحاول أن تشتري ذمم مجموعة من الدول من خلال الطفرة النفطية التي تعرفها واللعب على وتر المشاكل الداخلية التي تعيشها عدة دول، إذ أن مصر لديها مشاكل تمويلية داخلية كبيرة، كما أن ليبيا لها مشاكل كبيرة، والجزائر تحاول ان تطرح نفسها من هذا الموقع وتطرح نوعا من المقابلات لتحظى بمثل هذا النوع من المبادرات التي تحاول من خلالها خلط بعض الأوراق”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
9 مايو 2023 01:42

الشعب المصري والمغربي كالجسد الواحد لكن قد تكون هناك صفقة جرت بين الجيشين فالجزائر همها الوحيد هو خلق انتصارات وشراء المواقف والذمم وهو يضر فقط الشعب الجزائري الجائع اما المغرب فهو في صحرائه ولن يفرط في حبة رمل واحدة وهي مقدسة لأربعين ملون مغربي نحيى ونموت من أجلها ولن تستطيع أية قوة مهما كانت النيل منها لامصر ولا اية دولة مهما كانت قوتها انهم يرقصون رقصة الديك المذبوح ويصنعون الخرطي كعادتهم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x