2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ما الرسائلُ من المُناورات العسكرية الجــزائرية على الحُــدود المغــربية؟ .. نور الدين يُجيب

نفذ الجيش الجزائري مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، وبمشاركة وحدات من مختلف القوات والأسلحة، استخدمت فيها بشكل كثيف الصواريخ والراجمات وتمارين القيام بعمليات باستخدام الطائرات في ميدان الرمي والمناورات بحميقر ببشار، التي تقع على الحدود مع المغرب.
وتأتي هذه المناورات العسكرية على الحدود المغربية، بعد أيام قليلة من عقد اجتماع لجنة رؤساء الأركان ومجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في ما يسمى “قدرة إقليم شمال إفريقيا”، الذي عقد بالعاصمة الجزائر يوم السبت 6 ماي الجاري، ودعيت لحضوره جبهة البوليساريو الإنفصالية. وهو ما يطرح أسئلة حول الرسائل التي تريد الجزائر إرسالها من خلال هذه الخطوة.
الخبير في العلاقات المغربية الجزائرية؛ أحمد نور الدين، يرى أن الأمر لا يتعلق بمجرد رسالة، بل هي استفزاز آخر ضمن سلسلة الاستفزازات التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري لجر المغرب إلى حرب إقليمية مفتوحة وشاملة يظن الجنرالات الجزائريون أنها المخرج الوحيد من مأزق الجزائر الحالي ومشاكلها المركبة والمتراكمة والتي تعقدت بحيث يصعب أن يوجد لها حل آخر غير تغيير النظام الذي تكلست مؤسساته وشاخت نخبه وسقطت أيديولوجيته.
ويقول نور الدين في تصريح لصحيفة “آشكاين” الرقمية، إن “فشل “العصابات الحاكمة”، حسب تعبير الحراك الشعبي الجزائري، في إيجاد أرضية للحوار مع المعارضة السياسية للخروج من الاحتباس السياسي، غير خاف على كل متابع للوضع في الجزائر”، مضيفا “هؤلاء فشلوا في إقناع الشعب بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الماضية التي سجلت أدنى نسب منذ نشأة الجزائر سنة 1962، حيث لم تتجاوز سقف ٪27 رغم مشاركة أفراد الجيش في التصويت، وعجزت كذلك عن تحمل أصوات صحافيين مستقلين فزجت بحوالي 300 صحافي في السجون وأغلقت منابرهم الإعلامية، وعجزت عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم من زيت وحليب وخبز”.

أمام هذا الفشل، لجأت “العصابة الحاكمة في الجزائر، وفق الخبير في العلاقات المغربية الجزائرية، إلى تعبئة الشعب ضد العدو الخارجي المغربي الذي اتهمته تارة بإشعال الحرائق في غابات تيزي وزو، وتارة باحتضان حركة القبائل التي تطالب بالاستقلال عن الجزائر، علما أن مقر هذه الحركة وحكومتها المؤقتة يوجدان في باريس و ليس في الرباط، واتهمت الجزائر المغرب باحتضان حركة رشاد المعارضة، رغم أن قادتها يقيمون في سويسرا و بلجيكا و فرنسا، والقائمة طويلة، وصولا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المجال الجوي بعد سنوات من إغلاق الحدود البرية، والاعتداء على الأراضي المغربية في واحة العرجة قرب مدينة فكيك في مارس 2021، تلاه الاعتداء الهمجي جسديا على فريق اليافعين المغاربة لكرة القدم الذين شاركوا في نهائي كأس العرب للناشئين في سبتمبر 2022 بمدينة وهران الجزائرية…”، مردفا “نحن إذن أمام سلسلة من الأعمال العدائية التي تهدف إلى جر البلدين لمواجهة مفتوحة”.
ويؤكد متحدث “آشكاين”، أن هذه هذه المناورات ليست وحيدة، فقد تعددت وتكررت خلال السنوات الأخيرة وبنفس الأسلوب المستفز، أي مناورات على التماس مع الحدود المغربية وبالذخيرة الحية وترافقها تصريحات عدوانية ضد المغرب من قادة الجيش ومسؤولين سياسيين، ومصادقة الدولة الجزائرية على ميزانية 22 مليار دولار خفضتها بعد ذلك نحو 18 مليار دولار كميزانية للجيش للسنة الجارية 2023، وهي بكل المقاييس ميزانية للحرب وليست للدفاع.
وخلص نور الدين للإشارة إلى أنه إضافة إلى هذه المؤشرات التي تؤكد قرينة سعي الجزائر إلى الحرب ضد المغرب وبكل الوسائل، هناك الكثير من مراكز الدراسات الدولية ومنها مركز “الكانو” الاسباني الذي كان قد دعا الحكومة الاسبانية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون قيام الجزائر بإشعال الحرب لان إسبانيا و جنوب أوروبا سيكونان من أكبر المتضررين أمنيا واستراتيجيا واقتصاديا من تلك الحرب. مبرزا أن هذا التحذير من المركز الملكي الاسباني للدراسات الاستراتيجية يعزز جدية الأراء التي تقول بسعي الجزائر نحو إشعال الحرب، بل إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اعترف بذلك في حديثه مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية حين قال بأن قطع العلاقات مع المغرب في غشت 2020 كان الخيار المطروح على الطاولة إلى جانب الحرب، والإعتراف سيد الأدلة كما تقول القاعدة القانونية، وفق تعبير المتحدث.
الحرب لابد منها مع الجزائر وخوضها ألبوم قبل الغد فيه منافع كثيرة..